عجز الفريق الوطني المغربي لكرة القدم عن تحقيق أكثر من نتيجة التعادل السلبي برسم الجولة الثانية من تصفيات القارة الأفريقية المؤدية إلى مونديال روسيا 2018، أمام منتخب إيفواري جاء لمراكش بكثير من الحيطة والحذر والاحتراس. إلا أن مجريات المباراة أظهرت أن المنتخب المغربي الذي تخوف من إمكانياته مدرب الفيلة الفرنسي ميشال دوسايي قبل المجيء إلى المغرب، لم يكن قادرا بالمرة على إزعاج الضيوف، والسبب هو إحداث تغييرات داخل التشكيلة لم تكن بالمرة موفقة، بل غيبت الكثير من مكامن القوة، لتعري عن نقط ضعف، كان من الممكن أن تستغل بسهولة من طرف الإيفورايين. لم يفهم الكثيرون كيف تجرأ المدرب هيرفي رونار على إحداث تغييرات مفاجئة على التشكيلة، خصوصا على مستوى تموضع اللاعبين، وإلا كيف يمكن فهم وضع نور الدين أمرابط كظهير أيمن في وجود شفيق بكرسي الاحتياط، وتحويل مبارك بوصوفة كوسط ارتكاز مهمته استرجاع الكرة؟ وكيف تم الاعتماد على لاعبين شابين في مقابلة حاسمة؟ والأمر يتعلق بحمزة منديل ويوسف النصيري، ولماذا أصلا تم الاستغناء عن يوسف العربي وقبله عصام عدوة؟ وما هي القناعات التي قدمها هشام العليوي حتى يتم الاعتماد عليه على حساب عناصر تبدو أكثر جاهزية؟ وكيف يمكن تفسير إدخال إسماعيل الحداد قبل انتهاء المباراة بثلاث دقائق من انتهاء عمر المباراة؟ وكيف وكيف وكيف.... كثيرة هي الأسئلة، وكثيرة هي علامات الاستفهام المقلقة والحارقة، خصوصا وأن الآمال كانت معقودة على مدرب لديه سجل مهم، وانتظر منه أن يعيد ترتيب أوراق المنتخب على نحو يمكنه من المنافسة بقوة على ورقة التأهيل للمونديال واحتلال مركز متقدم بكأس الأمم القادمة، إلا أن هذا الأمل خاب، بعدما عجز هذا المدرب المثير للجدل في تحويل المنتخب إلى رقم صعب في معادلة كرة القدم الأفريقية، رغم توفر عدد مهم من اللاعبين الجاهزين، ورغم توفر كل الإمكانيات الضرورية سواء من حيث الإعداد أو التحفيز... ومن خلال المعطيات المتوفرة وبناء على نتائج الجولتين الأولى والثانية، ووفى وجود فريق مرشح بقوة، كالمنتخب الإيفواري، يبدو أن المنافسة على كسب الورقة الوحيدة المخصصة للمجموعة الثالثة التي تضم أيضا منتخبي مالي والغابون، أصبحت جد ضئيلة، رغم أن إمكانية المنافسة ليست منعدمة، لكنها صعبة للغاية بوجود فارق نقطتين عن صاحب المرتبة الأولى، مع العلم أن آخر مقابلة للفريق الوطني عن هذه المجموعة ستلعب بأبيدجان خلال شهر نونبر من السنة القادمة.