تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول قضية وحدتنا الترابية الذي كشف أول أمس عن مسودته، ويفترض أن يكون قدم أمس الأربعاء إلى مجلس الأمن، ينبهنا جميعا إلى أهمية تكثيف العمل على الواجهة الدبلوماسية والسياسية والإعلامية، وتقوية الضغط عبر العالم وداخل هياكل وكواليس الأممالمتحدة واستثمار كل الأوراق الرابحة التي بحوزة المملكة من أجل فرض مصالحنا الوطنية العادلة. الحراك الدبلوماسي واتصالات جلالة الملك بقادة العالم، فضلا عن تجديد التعبئة الوطنية الشعبية الداخلية، كل هذا أفضى إلى الصيغة التي جاء عليها تقرير بان كي مون... من الواضح أن الأمين العام الأممي كان حريصا على انتقاء مفردات تقريره بكثير من العناية، هي التي غابت عن تصريحاته لما زار تيندوف والجزائر، ومن المؤكد أيضا أن التوجه العام في النهاية لن يخرج عن الواقع الحالي، ولكن رغم ذلك فوحدتنا الترابية توجد منذ مدة وسط معركة حقيقية تتطلب وعيا وجهدا وعملا من طرفنا كلنا، سواء في الأممالمتحدة وحواليها أو في الفضاء الأفريقي والأوروبي والأمريكو لاتيني أو عبر وسائل الإعلام وفي المنتديات السياسية والحقوقية والبرلمانية أو في كل المحافل الأخرى ذات الصِّلة إن منظومتنا الدبلوماسية الرسمية يجب أن تمتلك اليوم الهجومية اللازمة ونجاعة التحرك وقوة الترافع، فضلا عن ضرورة استثمار دور الهيئات السياسية ذات المصداقية والتاريخ والعلاقات. وبالنسبة لإعلامنا الوطني فهو كذلك يجب تمكينه من الإمكانيات والأدوات للانخراط في هذه المعركة، والشيء ذاته بالنسبة لباقي الفاعلين المدنيين ضمن شروط المصداقية والحرفية الضروريتين في مثل هذا العمل. أما المنجز التنموي والديمقراطي داخل الأقاليم الجنوبية، فهو يجب أن يتعزز باستمرار ويتواصل مع السكان ولفائدتهم، لأن هذا هو الرد العملي الأول والأكثر إقناعا للجميع، بالإضافة إلى أهمية الحرص على صيانة وتعزيز تميز الدينامية الديمقراطية والحقوقية والإصلاحية العامة في بلادنا، وذلك بما يجعل للكلام مصداقية في واقع الممارسة، وأن تبقى المملكة نموذج الاستقرار والأمن والانفتاح في كامل المنطقة. ولكسب رهان كل ما سبق، لا بد من القبض على أكثر الأوراق ربحا لدى المغرب، وهي إجماع كل القوى الوطنية على مغربية الأقاليم الصحراوية، أي صيانة هذه الجبهة الداخلية موحدة ومعبأة، وذلك هو ما يهزم مناورات الخصوم كل مرة. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته