معركة الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة ستكون هي محور الزيارة المرتقبة لوفد القيادات الحزبية المغربية إلى السويد، وسيخوض الوفد حوارات معمقة مع الطبقة السياسية السويدية في الحكومة والبرلمان بهدف إقناع ديبلوماسية بلادها لتغيير موقفها المعادي للحقوق الوطنية المشروعة للمغرب. ومن المؤكد أن ذات المعركة ونفس السجالات والمناقشات سيجري خوضها مع أحزاب وتكتلات برلمانية في بلدان أوروبية أخرى من أجل تقوية الضغوط ضد موقف الحكومة السويدية الذي تعتزم ترجمته على شكل مقترح قرار ترفعه إلى الأممالمتحدة. هنا الخطوة تنطلق من قناعات وطنية ثابتة، وتقوم بها أحزاب لها تاريخ ومواقف وقدمت تضحيات ضمن السياقات النضالية الوطنية داخل المغرب طيلة عقود، ولكن في المقابل لم يتردد النظام العسكري الجزائري، وصنيعته الانفصالية في تيندوف، في التحرك لإيفاد عناصر مأجورة لديه إلى السويد سعيا للتأثير على زيارة الوفد الحزبي المغربي، ومن أجل محاصرة تحركاته ومحادثاته هناك. عندما تصر الماكينة الديبلوماسية الجزائرية على ملاحقة أي تحرك ديبلوماسي أو حزبي مغربي له علاقة بوحدتنا الترابية في أي بقعة من العالم، وتعمل على نسفه، وتنفق من أجل ذلك الملايين، وتعتبر الأمر الأولوية الوحيدة لديها في العالم، فهذا وحده كاف لفهم خلفيات وسياقات عديد مواقف دولية وإقليمية تجاه هذا النزاع المفتعل. في لحظتنا الراهنة الهستيريا الجزائرية ملحوظة وبارزة في العاصمة السويدية، وأيضا في فضاءات وكواليس مقر الأممالمتحدة بنيويورك، وفقط داخل الجزائر حيث لا أحد يبالي أو يحمل أي انشغال بالموضوع، لأن ذلك ببساطة لا يهم الشعب الجزائري لا من قريب ولا من بعيد، وهذه الصورة تقابلها صورة أخرى هنا والآن، حيث الشعب المغربي كله معبأ من أجل الدفاع عن وحدته الترابية وسيادته الوطنية، وحيث الأمر يتعلق بقضيته الوطنية الأولى، والتي تسقط أمامها كل الاختلافات السياسية الداخلية، ولا يبرز سوى الإجماع الوطني القائم على القناعة المبدئية الراسخة بمشروعية الحق الوطني. هذه هي أهم ورقة رابحة يمتلكها المغرب، وبفضلها فشلت مختلف المناورات التي استهدفت مغربية أقاليمه الجنوبية. في حالة السويد اليوم، يعتبر توجه وفد حزبي إلى استوكهولم للحوار مع الأحزاب والبرلمان هناك خطوة مهمة، ولكن أيضا تفعيل العلاقات الرسمية والحزبية المغربية في بلدان ومحافل أوروبية ودولية أخرى يبقى مطلوبا وذا أهمية جوهرية، بغاية تعزيز الضغط على الموقف السويدي، كما أن تعبئة شركاء وحلفاء السويد السياسيين والاقتصاديين من ضمن أصدقاء المغرب يعتبر كذلك ورقة لا تقل أهمية عن القرارات الوطنية الذاتية، خصوصا أمام ضعف العلاقات الاقتصادية بين الرباط واستوكهولم وتنامي تأثير المصالح الاقتصادية والإستراتيجية على مواقف الدول والمنظمات في عالم اليوم. أمام استهداف المصالح الوطنية للمغرب ووحدته الترابية، يحق إذن للمملكة استعمال كل ما تمتلكه من أوراق رابحة للضغط ولمواجهة مناورات خصومها ومن يحركهم، كما أن قناعة المغاربة هي التي ستنتصر في مواجهة هذه المناورات وضد استرزاق المأجورين. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته