احتفى اللاعب الدولي السابق مصطفى حجي نهاية الأسبوع الماضي بمباراته التكريمية، في حفل رياضي مفعم بالكثير من الأحاسيس والمشاعر الإنسانية، بحضور ثلة من نجوم كرة القدم الوطنية، سواء الذين عايشوه أو الذين تابعوه، وهو يبلل بسخاء القميص الوطني مرارا وتكرارا. حضر التكريم ظاهرة كرة القدم البرازيلية رونالدينهو، والبطل العالمي في رياضة الكي وان بدر هاري، وغيرهم ممن جاؤوا لملعب "أدرار" لمشاركة مصطفى في يوم تكريمه. وإذا لم يكن اختيار مدينة أكادير مسرحا للاحتفاء بحجي موفقا حتى باعتراف المحتفى به، فقد كان من بمقدور المنظمين إجراء مثل هذه المقابلة بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، وكان هذا كفيلا بأن يضمن النجاح المطلوب للمباراة التكريمية، خاصة بالنسبة للجمهور البيضاوي الذي ما زال يتذكر حجي "الأكبر" بكثير من الفخر والاعتزاز، خاصة أنه كان أول جمهور احتضن هذا اللاعب المثالي والخلوق، والمناسبة أول ظهور له بقميص المنتخب الوطني، حيث كان الاستقبال أكثر من رائع. فيوم السبت العاشر من أكتوبر سنة 1993، وبمناسبة المباراة المصيرية ضد منتخب زامبيا، وبحضور جماهيري فاق ال 80 ألف متفرج، مباراة انتهت بفوز تاريخي ل "أسود الأطلس" بهدف عبد السلام لغريسي، قاد العناصر الوطنية مباشرة نحو مونديال أمريكا 1994، تعرف الجمهور الرياضي على لاعب قادم من عالم الاحتراف الفرنسي، التحق في آخر لحظة، لكنه أبدع واستحق الثقة التي وضعت فيه. حجي اختار الدفاع عن القميص الوطني، رغم إغراءات الفرنسيين، وكان بالفعل اختيارا صائبا، إذ مثل لسنوات الفريق الوطني بحب وتفان ونكران للذات، بالإضافة إلى ظهوره كنجم بالعديد من الدوريات الأوروبية، ليتوج مشواره الرائع بالفوز بجائزة الكرة الذهبية الأفريقية سنة 1998. لاعب بمثل هذا العطاء، نظم حفل تكريمه بمبادرة شخصية منه، تحمل إلى جانب الوكالة السويسرية التي أشرفت على مراحل الإعداد وكل التكاليف والمصاريف، في حين لم يطلب من الجميع إلا شيء واحد فقط، ألا وهو التفضل بالحضور ومشاركته حجي احتفاله، وهو يودع رسميا الملاعب، بعد توقف عن الممارسة منذ حوالي ست سنوات بحكم عامل السن. كنا ننتظر حضور وفد جامعي لهذا الحفل، كنا ننتظر كذلك حضور مسؤولين بالأجهزة المشرفة على القطاع الرياضي، ومؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين وغيرها من المؤسسات، لكنهم غابوا، كما كان هناك غياب لافت لمدرب الفريق الوطني بادو الزاكي، هذا الأخير الذي فضل حضور مباريات بالدوري الاسباني بدعوى اتصاله ببعض اللاعبين هناك، في وقت أنه كان من الواجب مشاركة حجي يوم تكريمه، على الأقل ما دام المحتفى به واحدا من أفراد الطاقم التقني الذي يشتغل معه. غاب المسؤولون، كما أن الحضور على مستوى المدرجات لم يكن بالكثافة المطلوبة، لكن عزاء حجي الوحيد كان في التفاف نجوم سابقين حوله، نجوم مثلوا مختلف الأجيال. عزاء حجي كذلك يتجلى في حب الناس له، حب دائم وصادق لا يمكن أن تؤثر فيه الحسابات الضيقة ولا التعاملات المبنية على المجاملات الزائدة والابتسامات غير الصادقة. حجي سيظل اسما كبيرا في القلب والذاكرة، أحب من أحب وكره من كره... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته