قال مدير مهرجان طنجة الدولي للفيلم محمد سعيد الزربوح إن المهرجان، الذي احتضنت فعالياته مدينة البوغاز طيلة الأسبوع المنصرم، يعد تجربة شبابية لدعم انفتاح المدينة على التجارب الثقافية من مختلف الآفاق. وأضاف، في اختتام الدورة الثامنة، أن المهرجان الذي عرف مشاركة نحو 50 فيلما في مسابقتي الفيلم الروائي القصير والفيلم القصير الوثائقي إضافة إلى 8 أفلام في برنامج بانوراما، يشكل أيضا مناسبة لدعم الإشعاع العالمي لمدينة البوغاز واستحضار موروثها الثقافي بتعدديته وفصوله التاريخية التي ساهم في تركيبها مغاربة وأجانب من مختلف الاهتمامات الإبداعية. وأكد أن كل دورة من دورات المهرجان تعد خطوة إلى الأمام في مسار تطوير الحضور السينمائي لهذه التظاهرة، وطنيا وإقليميا ودوليا، حيث يعمل القيمون على المهرجان على الاستفادة من كل التجارب التنظيمية لتعزيز موقعه في خريطة المهرجانات الوطنية والدولية المهتمة بالفن السابع، خدمة للسينما المغربية ورجالها ونسائها، ولتوفير فضاء للمبدعين المغاربة الشباب من أجل مزيد من الاحتكاك وكسب التجارب . وأبرز في هذا السياق، أن المهرجان كحلقة من عقد المهرجانات التي تستقطبها المدينة طيلة السنة، يسعى أيضا إلى المساهمة في ترسيخ المكانة الثقافية لمدينة البوغاز كملتقى عالمي للفن والإبداع، ولمواكبة التطور الذي يعرفه مسار السينما المغربية والمساهمة في تحقيق الإشعاع السينمائي للمغرب. وأضاف أن دورة هذه السنة تميزت بجودة الأفلام المشاركة في مسابقتي المهرجان وعدد الإبداعات وانتمائها الجغرافي، وكذلك بالتيمات المثارة في هذه الأفلام وزاوية معالجتها لقضايا المجتمع وعمق تحليلها، مبرزا أن العرض السينمائي لدورة هذه السنة كان "متنوعا وعميقا ويعكس النضج الفني للإبداعات والاختيارات الجادة للمواضيع المثارة ". وعرف المهرجان، الذي اختتم السبت المنصرم، فوز الفيلم المغربي "دوار السوليما " للمخرجة أسماء المدير بالجائزة الكبرى لأحسن فيلم روائي (جائزة المغارة الذهبية). ويحكي الفيلم المغربي المتوج (29 دقيقة) قصة الطفل "سلمان" ذي العشر سنوات، الذي يساعد جده "العربي" في قاعة عرض سينمائية مهددة بالإغلاق بموقع جغرافي نائي، وعشق هذا الطفل للسينما من خلال معاينته اليومية لأفلام متنوعة وأمله في أن يصبح مخرجا للأفلام مستقبلا. وعادت جائزة لجنة تحكيم الدورة مناصفة للفيلم السويسري "انضباط" (ديسيبلين) لمخرجه كريستوف صابر والفيلم الصيني "اللمسة الفرنسية" (فرينش طاش) للمخرج سياوسينغ شينغ، وجائزة أحسن إخراج للمخرجة السويسرية ماريا نيكوليي عن فيلمها "رماد البركان" (سوندر دو فولكان)،وجائزة أحسن تصوير للفيلم الإيطالي "التكشيرة" (لا سمورفيا) لمخرجه إمانويل بالامارا، وجائزة أحسن مونتاج للمخرج الصربي رايكو ريستانوفيتش عن فيلمه "الحلاق" (رازور)، وجائزة أحسن سيناريو للفيلم الإسباني "نصف خبزة" (بان - ديميا) لمخرجه روبن ساينث. وبخصوص المسابقة الرسمية للفيلم القصير الوثائقي، فقد كانت الجائزة الكبرى من نصيب الفيلم البولندي "سكين في الزوجة" (نايف إيند ذي وايف) لمخرجته فيتا درايغاس. ويصور الفيلم المتوج (11 دقيقة) حياة منشطي السيرك في ولاية أريزونا وعروضهم المثيرة، خاصة عرض الأب، مالك السيرك، وابنيه المتخصصين في رمي السكاكين على زوجتيهما، والذي يثير الإعجاب والخوف والإبهار. وعادت جائزة لجنة التحكيم، في نفس المسابقة، للفيلم الفرنسي "في انتظار القطار " (وايتين فور ذي تراين ) لمخرجه سيمون باناي، وجائزة أحسن إخراج للمخرج الكوبي خوسيه خافيير أورتادو عن فيلمه "الجزيرة" (لا إيسلا)، وجائزة أحسن تصوير للفيلم الإسباني "نساء البحر" (موخيريس ديل مار) لمخرجته مارتا سولانو، وجائزة أحسن مونتاج للمخرج الإسباني أنطونيو أغيلار عن فيلمه "حمص بالسكر" (غاربانسوس كون أسوكار)، وجائزة أحسن موضوع للفيلم الإيطالي "الأحجار المتدحرجة" (ساسي تشي روتولانو) الذي أخرجته مجموعة إيبيدميك. وتنافس على جائزة الأفلام الروائية القصيرة للمهرجان، 34 فيلما من 22 بلدا، هي الدانمارك وكولومبيا والولايات المتحدة وإسبانيا وفنزويلا وألمانيا وسويسرا وفرنسا وكوريا الجنوبية والصين والبرازيل والمكسيك وإيطاليا وتركيا واليونان والبحرين وإيران والمملكة المتحدة وبلجيكا وهولندا وصربيا، إضافة إلى المغرب بفيلمين "دوار السوليما" للمخرجة أسماء المدير و "الوجبة الأخيرة" للمخرج عبد الله الركايني. وشارك في المسابقة الرسمية للفيلم القصير الوثائقي للمهرجان، 16 فيلما تمثل كلا من الصين واسبانيا وأستراليا وفرنسا والمملكة المتحدة وكوبا والشيلي وكرواتيا والبوسنة والبيرو ومصر وايطاليا وبولونيا والعراق، إضافة إلى المغرب بفيلم "الحلم المعصور" للمخرج يوسف الوهابي العلمي. وتم خلال الحفل الختامي للمهرجان تكريم الناقد المغربي خليل الدامون، مدير المجلة المغربية للأبحاث السينمائية، ورئيس الجمعية المغربية لنقاد السينما. وضمت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية القصيرة المخرج الاسباني الحائز على أكثر من 40 جائزة وطنية ودولية، غابي إيبانيز، والمخرج والمنتج المغربي جمال السويسي والمنتجة السينمائية والتلفزيونية الاستونية الفرنسية كادي لوك، فيما تشكلت لجنة تحكيم الأفلام القصيرة الوثائقية من المنتج المغربي صهيب الوساني والمخرج الأمريكي أوفيديو سالازار والكاتب والسيناريست المصري أحمد رشوان.