علينا أن نفتخر بمسار العملية الانتخابية الذي مر في حياد للإدارة ودون تسجيل أي تدخل يذكر من جانبه لا داعي لتغطية الشمس بالغربال.. هناك ممارسات حاولت عرقلة مسار التغيير الإيجابي والمساس بالمسلسل الديمقراطي والمؤسسات المعركة لازالت مستمرة.. ومنتخبات ومنتخبو التقدم والاشتراكية هم الفيالق المتقدمة في الساحة للدفاع عن الحزب ومبادئه جدد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، التأكيد على نجاح الحكومة في ربح رهان تنظيم الانتخابات الجماعية والجهوية وتجديد مجلس المستشارين، جازما بنزاهة العملية الانتخابية التي تعود بالأساس إلى الالتزام الواضح والصريح لجلالة لملك محمد السادس بنزاهة الانتخابات. وأفاد نبيل بنعبد الله، في كلمة ألقاها أول أمس السبت، بالرباط، في اللقاء الوطني الذي نظمه حزب التقدم والاشتراكية مع رؤساء الجماعات الترابية المسيرة من قبل الحزب، وأعضاء المجالس الإقليمية والجهوية المنتمين للحزب، أن المغرب يجب أن يفخر بمسار العملية الانتخابية الذي مر في حياد للإدارة ودون تسجيل أي تدخل يذكر من جانبها، مشيرا إلى أن الحزب مافتئ يؤكد على إيجابية ما تم إنجازه بالنسبة للمسلسل الانتخابي من حياد للإدارة وعدم تدخلها، ومستطردا من جانب آخر بالقول "إن هذا لا ينفي أنه كانت هناك ممارسات فاسدة تمكن البعض من خلالها من الفوز، بالأخص في انتخابات مجلس المستشارين، وذلك باستعمال أموال طائلة لشراء أصوات عدد من الناخبين الكبار". وفي تقييم أولي للمسار الانتخابي، قال بنعبد الله إنه كانت هناك انزلاقات لبعض الأحزاب والمرشحين، ولم تسلم العملية الانتخابية برمتها من استعمال المال، ومن ممارسات فاسدة أثناء الانتخابات الجماعية والجهوية، وبالأخص أثناء انتخاب رؤساء مجالس الجماعات والأقاليم والجهات، وتم ذلك بشكل مفضوح بالنسبة لانتخاب مجلس المستشارين. ومقارنة بالمحطات السابقة، اعتبر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن سيناريو المسار الانتخابي لسنة 2015 سبق وسجل خلال الانتخابات التي شهدها المغرب سنوات، 2003، 2006، و2009 ، ليتكرر سنة 2015، رغم أنه لم يكن بنفس الشكل المفضوح، داعيا إلى عدم تغطية الشمس بالغربال، ومعتبرا ما سجل من محاولات إفساد للمسلسل الانتخابي "ممارسات تحاول عرقلة مسار التغيير الإيجابي، والمساس بالمسلسل الديمقراطي والمؤسسات". وانتقد نبيل بنعبد الله التصريحات التي تربط بين الملاحظات التي قدمها بشأن ما شاب العملية الانتخابية من ممارسات "فاسدة"، خاصة بالنسبة لمجلس المستشارين، وبين حصول الحزب على مقعدين فقط بهذا المجلس، مؤكدا أن "ما حصل من ممارسات فاسدة يقر بها الجميع بل وأقرت بها أيضا اللجنة المكلفة بتتبع الانتخابات". وأضاف بنعبد الله، فيما يتعلق بالنقاش حول جدوى مجلس المستشارين، أن هذا النقاش مطروح داخل حزب التقدم والاشتراكية منذ 15 سنة خلت، وتضمنته المذكرة التي قدمها الحزب بهذا الشأن والتي طالب فيها بتقليص صلاحيات هذه الغرفة حتى لا تشكل عائقا في مسار مسلسل التشريع". في ذات السياق، وبعد أن نوه بالعمل الذي قامت به كل من وزارة الداخلية ووزارة العدل والحريات واللجنة الحكومية المكلفة بالإشراف على الانتخابات التي نجحت في مهمتها، ذكر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية بالمسار التحضيري لهذه الانتخابات، والذي امتد على مدى سنة كاملة، واعتمد فيه مبدأي التوافق والتشاور، مبرزا بعض السلبيات في النصوص المؤطرة للانتخابات والتي كانت محصلة عمل جماعي، "تم تبنيها بالإجماع أو بإجماع مع امتناعات فحسب"، يقول المتحدث. وبارتباط مع النتائج التي حققها مرشحو ومرشحات حزب التقدم والاشتراكية، جدد نبيل بن عبد الله تثمينه للنتائج التي حققها الحزب خلال الانتخابات الجماعية والجهوية وتجديد مجلس المستشارين، حيث تمكن الحزب، يقول بنعبد الله، من "إحراز 1768 مقعدا، ومقعدين بمجلس المستشارين، ورئاسة 80 مجلسا جماعيا، فضلا عن رئاسة 4 مجالس إقليمية، وكذا انتخاب منتخبي الكتاب نوابا للرؤساء بعدد من المجالس، والتمكن من إحراز رئاسة غرفة الصناعة التقليدية بجهة الرباط، فيما لم ترق نتائج الانتخابات الجهوية إلى ما كنا نطمح إليه". ولم يفت نبيل بنعبد الله التذكير، في هذا الصدد، بأنه، رغم الحرب التي شنت على حزب التقدم والاشتراكية في بعض المناطق، خاصة بالشمال، وبالرغم من محاولة البعض استعمال آلة التحكم والتدخل لثني الناخبين عن التصويت لفائدة الكتاب، "فقد حققنا نتائج باهرة، ولا نملك سوى التنويه بعدم تدخل الدولة والسلطة". هذا، ودعا بنعبد الله رؤساء المجالس الجماعية والمجالس الإقليمية وكافة منتخبي الحزب الذين تمكنوا من الفوز خلال هذه الاستحقاقات إلى مواصلة العمل بالوتيرة الجادة ذاتها، وتغليب مصلحة الوطن والمواطنات والمواطنين، والتجاوب مع انشغالاتهم اليومية وقضاياهم، وترسيخ الصورة التي خلفوها لدى المواطنات والمواطنين والتي تتجسد في الوفاء بالتزام الحزب بتحالفاته، حيث توجه الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية إليهم بالقول "إن المعركة لازالت قوية وكبيرة، وأنتم الفيالق المتقدمة في الساحة أو الكتيبة الأولى في الدفاع عن الحزب الذي رغم أنه يشارك في حكومة يقودها حزب العدالة والتنمية، فإنه يقدم صيغة أخرى، صيغة يسارية تقدمية، يحتفظ باستقلالية قراراته، ويتسم بنزاهة منتخبيه/ وتواصلهم وإنصاتهم المستمر للمواطنات والمواطنين". *** أعلن خلال اللقاء الوطني عن تشكيل لجنة للتحضير لمؤتمر الجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين، المقرر عقده نهاية هذه السنة. الجمعية ستشكل إطارا يسعى للترويج لكل أساليب الحكامة الجيدة، وتمكين الرؤساء المنتخبين المنتمين لحزب التقدم والاشتراكية، بل وكل المنتخبين باسم الحزب، من التعرف على التجارب المقارنة والفضلى في مجال تدبير الجماعات، كما ستكون إطارا للنقاش يمكن المنتخبين ورؤساء المجالس المنتمين للحزب من التداول المنتج والمثمر حول قضايا في صميم مسؤوليتهم، وصولا إلى إيجاد حلول للإشكاليات التي تطرح على مستوى التدبير الجماعي، ونظام الجهوية الجديد. وستعمل هذه اللجنة التي تضم نحو 20 عضوة وعضوا، على عقد اجتماعات لإعداد القانون الأساسي الجديد للجمعية، وهيكلتها الجديدة، وتحديد تاريخ لعقد المؤتمر. وقال الأمين لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل نبعد الله، في هذا السياق، إن الجمعية ستعمل على توفير آليات للتكوين خاصة لفائدة الرؤساء الجدد للمجالس الجماعية، سواء تعلق الأمر بالقوانين الانتخابية، والميثاق الجماعي والجهة بصلاحياتها، والمجالس الإقليمية. هذا ولم يفت الأمين العام أن يؤكد لرؤساء المجالس والمنتخبين الجدد، على استعداد الحزب وقطاعاته الوزارية على تقديم كل الدعم والمواكبة خدمة لمصالح المواطنات والمواطنين. ومن جانب آخر قدم رشيد ركبان رئيس فريق التقدم الديمقراطي بمجلس النواب، أحد أعضاء الخلية السياسية التي تختص بمسألة الترشيحات والإعداد للانتخابات، عرضا تضمن تقييما معززا بمعطيات رقمية وتحليلية حول النتائج التي حققها الحزب خلال هذه الاستحقاقات. وأكد في هذا الإطار على أهمية النتائج التي حققها الحزب على مستوى عدد من الجماعات والتي فاقت كل التوقعات وكذا بعض الأٌقاليم، مشيرا إلى أنه بالنسبة لانتخابات الغرف المهنية لم يكن الحزب يهتم بها بشكل كبير، فإنه لم يحرز إلا على رئاسة غرفة واحدة ممثلة في غرفة الصناعة التقليدية بجهة الرباط .