كمال السعيد: الوضع كارثي ومقترحاتنا عملية للنهوض بالمنطقة "حان وقت تغيير الفريق المسير للشأن المحلي على مستوى مقاطعة احصين التي تضم سلاالجديدة والقرية، والدواوير المحيطة بها والممتدة إلى حدود سيدي حميدة، إنه الفريق المسؤول عن حالة التردي التي وصلت لها المنطقة، وذلك منذ أن تم إلغاء تصنيف سلاالجديدة ضمن التقسيم الإداري كعمالة". بهذا التوجه، يقود وكيل لائحة حزب التقدم والاشتراكية السعيد كمال حملة انتخابية نظيفة وحماسية لاقت تجاوبا كبيرا من لدن ساكنة المنطقة. خلال جولاته في إطار الحملة الانتخابية للاستحقاقات الجماعية والجهوية والتي لم يعد يفصلنا عنها سوى يوم واحد، يستمع وكيل اللائحة السعيد كمال وكل مرشحي اللائحة بهذه الدائرة، إلى المواطنين والمواطنات الذين يعبرون عن احتجاجهم على ما وصلت إليه الأوضاع داخل تراب المقاطعة، والتدبير السيئ الذي تقارب به قضاياهم من قبل المسؤولين عن الشأن المحلي، وأساسا المنتخبين الذين نهجوا سياسة التجاهل المتعمد لشكاياتهم والتماطل في الاستجابة لمطالبهم. في لحظات التوقف القليلة التي تشكل استراحة المحارب، كان وكيل اللائحة السعيد كمال يستجيب بصدر رحب لتساؤلات بيان اليوم. بالنسبة لوكيل اللائحة فإنه يعتبر الوضع كارثيا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى. ففي الوقت الذي يستعد فيه المغرب للمرور إلى السرعة القصوى في مجال الديمقراطية المحلية وتنفيذ نظام الجهوية الموسعة، لاتزال مقاطعة احصين التي تضم سلاالجديدة، والقرية والدواوير المحسوبة عليها إداريا، "تعيش وضعا يسير عكس ذلك، حيث لازالت ضحية لجميع أنواع التجاوزات المرفوضة". وأكد السعيد كمال أن مرشحي حزب التقدم والاشتراكية على مستوى هذه المقاطعة يجمعون، خلال حديثهم مع الساكنة، على التعهد ب "العمل على تحقيق العديد من الأهداف التي يأتي على رأسها جعل المواطنات والمواطنين شركاء في تدبير الشأن العام بالإنصات بشكل منتظم لانتظاراتهم وملاحظاتهم ومقترحاتهم، والعمل أساسا على القطع مع أساليب الشطط والتجاوز والاستهتار التي تمارس في حقهم، وإعادة الطمأنينة إلى تراب المقاطعة التي باتت بؤرة للإجرام، وتنامي سلوكات اعتراض سبيل المارة والاعتداء عليهم، وبيع المخدرات، في استغلال خطير لقلة عدد عناصر الأمن وغياب مراكز لشرطة القرب خاصة في الأحياء الهامشية". وأوضح السعيد، في هذا الصدد، أن برنامج فريق مرشحي حزب التقدم والاشتراكية يتضمن مقترحات مهمة على هذا المستوى، تشكل "برنامجا عمليا بمقدورنا، في حال فوزنا وتحمل المسؤولية داخل المجلس بل ومكتب مجلس المقاطعة، تنفيذها التزاما بشعار المعقول الذي نرفعه خلال هذه الحملة والذي يمثل فلسفة لنهج عملنا طيلة مدة الولاية الجماعية والجهوية، في خدمة الساكنة". والمقترحات التي نطرحها، يضيف المتحدث، تتمحور أساسا حول توفير الأمن للمواطنات والمواطنين فرادى وجماعات عن طريق إحداث مراكز لشرطة القرب خاصة في الأحياء الهامشية والنقط السوداء بالمنطقة، والعمل على خلق فضاءات خضراء وأخرى للترفيه، والنهوض بجانب التأطير لفائدة الشباب الذي يمثل فئة واسعة من الساكنة والذي سقط جزء عريض منه ضحية للمخدرات وأفكار التطرف، وذلك من أجل زرع روح المواطنة والتسامح، ونبذ العنف والتطرف داخل المقاطعة. وأضاف وكيل اللائحة في حديثه للجريدة إن "الوضع كارثي ويجب بذل جهود حثيثة وجدية لانتشال الشباب من براثين الانحراف ومساعدة عائلاتهم على القيام بذلك، والدفع بمجال التأطير السياسي لأنه كفيل بخلق الوعي لدى هذه الفئة بأهمية العمل السياسي داخل الأحزاب خدمة لمقاطعتهم وبلدهم". الأمر ليس سهلا، يضيف المتحدث، "لكن يجب أن تتضافر جهود جميع الفعاليات من ذوي النيات الحسنة من ساكني هذه المقاطعة للانخراط في هذا المسار وتفعيله". وتشمل مقترحات حزب التقدم والاشتراكية التي شكلت محور نقاش عميق مع ساكنة مقاطعة احصين خلال الحملة التي قادها السعيد كمال، إحداث مناطق صناعية وإعطاء الأولوية في التشغيل لأبناء المنطقة، هذا مع العناية بالجانب الصحي بإحداث مستشفى إقليمي نموذجي يتوفر على أحدث التجهيزات الطبية وجناح خاص بالولادة. إذ لا يعقل، يقول السعيد للجريدة، في ظل التوسع العمراني والكثافة السكانية التي يشهدها تراب المقاطعة، أن "تلجأ الساكنة إلى مستشفيات العاصمة مع ما يفرضه ذلك من تكاليف مالية إضافية على مستوى التنقل". وتتعدد مشاكل المنطقة ولا تتوقف كتراكم طبيعي لإهمال المسؤولين ولا مبالاتهم. من هذه المشاكل المؤرقة، يقول وكيل اللائحة، هناك مشكل شبكة المياه العادمة التي تفرض استعجالية المعالجة لما تسببه، خاصة خلال فصل الشتاء، من اختناق للقنوات وتدفق للمياه داخل البيوت. ويقترح حزب كتاب، يقول السعيد، إعادة هيكلة هذه الشبكة وذلك بتوسيعها وتنظيفها وتعميمها على مجموع تراب المقاطعة. كما يطرح بحدة في هذه المقاطعة مشكل التحفيظ العقاري الذي وضع له حزب التقدم والاشتراكية مقترحا بالعمل على "تعميم التحفيظ، مع الترخيص لبناء الطابق الثالث على جميع الدور السكنية بالمقاطعة، وتسهيل إجراءات الحصول على شهادة تسليم السكن، وكذا العمل فيما يخص مشكل السكن في العالم القروي الموجود بتراب المقاطعة بإيجاد حلول لمسألة الأراضي السلالية وأراضي الجموع بما يضمن حقوق الأفراد إناثا وذكورا والعائلات" . ويظل ملف الباعة المتجولين، يقول السعيد كمال، من بين الإشكاليات التي يجب معالجتها بشكل سريع، حيث يقترح مرشحو ومرشحات حزب التقدم والاشتراكية، بحسب وكيل لائحة بمقاطعة احصين، "إقامة أسواق نموذجية خاصة بكل حرفة، مجهزة بالماء والكهرباء، توضع رهن إشارة الباعة بأثمنة تفضيلية".