أكد المخرج المغربي شفيق السحيمي أن ما ينشغل به في أعماله هو بناء تجربة فنية تترجم انتسابها المغربي من مداخل عدة، من قبيل الشخصيات واللغة والملابس وكل مكونات العملية الإبداعية. وأوضح السحيمي في لقاء جمعه، يوم الإثنين الماضي، مع طلبة الكلية متعددة التخصصات بورزازات، باعتباره ضيف الدورة الأولى ل"يوم الفيلم الجامعي" الذي نظمته الكلية ونادي فيتوريو دي سيكا التابع لها، أن "تبيئة النصوص العالمية هي عملية إبداعية قائمة الذات، لا تتماثل مع تسمية الاقتباس". وأضاف أن قيمة هذه النصوص العالمية تكمن في كونها تقرب أعمال كتاب عالميين من قبيل إميل زولا، ودويستوفسكي، وفيكتور هيغو، لمن لم يقرأها، أو حتى بالنسبة لمن لا يعرف القراءة. وشدد على أهمية مراعاة السياق النفسي للمتلقي المغربي، معتبرا أنها مسألة يجب أن يتم الانتباه إليها من طرف المبدع، كما أشار في هذا السياق إلى أنه لهذا السبب بالضبط يبني شخصياته، وشكل تحركها و ملابسها و خصوصيتها وفق منطلقات جد خاصة لا تتشابه مع الكثير من الأعمال المغربية. ولاحظ شفيق السحيمي، الذي أخرج العديد من الأعمال الفنية المغربية المتميزة، من ضمنها على سبيل المثال لا الحصر المسلسل التلفزيوني "وجع التراب"، أن خلل الكثير من الأفلام المغربية ناتج عن "كون لغتها ليست لها أية علاقة بالإبداع". في السياق ذاته، قال السحيمي "إن الدارجة المغربية لا تتجدد بشكل خلاق وإبداعي إلا من داخل السينما والمسرح والمسلسلات وهو ما يغيب عندنا"، مضيفا أن "اللغة التي تنطق بها شخصيات أعمالي هي لغة حاملة لآثار قراءاتي لشعراء ومبدعين وكتاب. لهذا تبدو بنفس شاعري ورمزي وإبداعي مختلف عن صورة الدارجة المغربية في استعمالها اليومي". ولم يفت ضيف "يوم الفيلم الجامعي" بالكلية متعددة التخصصات بورزازات أن يقف عند مراحل إبداع أعماله، والصعوبات التي يواجهها المبدع لغياب متخصصين متميزين في المجال، كما هو الحال بالنسبة لإدارة الممثل والإنتاج وغيرهما، وهو ما يمكن أن يوفره في اعتقاده التكوين الأكاديمي المتخصص في المجال. وبخصوص هذا الموضوع، فقد قاربته ابنة المخرج أوديل ليفاسور في عرض قدمته خلال هذا اللقاء، حيث أوضحت دور المهنية على مستوى تدبير الإنتاج في إنجاح العمل، وهي المهنة التي تحتاج إلى الضبط الدقيق لتفاصيل العمل ومراحل إنجازه ومجموع احتياجاته. وبينت أوديل كيفية تحقيق هذا المبتغى بشكل خلاق، وذلك بالاعتماد على برنامج معلوماتي من ابتكارها ستعمل على تسويقه، حيث أبرزت كيفية اشتغال هذا البرنامج، وقيمته المضافة مقارنة مع ما هو متداول الآن. وتضمن اللقاء المفتوح مع المخرج شفيق السحيمي أيضا عرضا لنماذج من أعماله، وللأفلام المنتجة من طرف طلبة الكلية المتعددة التخصصات بورزازات، حيث أتيحت الفرصة، بهذه المناسبة، لتقييم بعض أعمال الطلبة من طرف لجنة تحكيم ترأسها ضيف الدورة، وشارك فيها الأساتذة مصطفى أفقير، وأحمد ختوش، ومحمد حافظي. وقد أفضت عملية التقييم إلى تأكيد قيمة هذه الأعمال كتمارين أولية، واحتياجها إلى التطوير أكثر بالقراءة والممارسة والمشاهدة والاحتكاك في المجال المهني. للإشارة يعتبر "يوم الفيلم الجامعي: نشاطا إشعاعيا يتوج البرنامج الثقافي للكلية المتعددة التخصصات بورزازات، ونادي فيتوريو دي سيكا، ومسالك السينما بالكلية، ومن ضمنها مسلك "تدبير الإنتاج السينمائي والسمعي البصري" الذي يشرف على تنسيقه الأستاذ الباحث، والناقد المتخصص في مجال السينما حميد اتباتو.