عرف المهرجان الوطني الثالث لفن الهيث المنظم من طرف وزارة الثقافة- بشراكة مع عمالة سيدي سليمان وجهة الغرب الشراردة بني أحسن والمجلس الإقليمي والمجلس البلدي، وجمعية الأعمال الاجتماعية لأطر وموظفي عمالة سيدي سليمان- نجاحا باهرا بفضل المجهودات التي قامت بها كل الجهات المسؤولة على رأسها وزارة الثقافة وعمالة الإقليم والمجلس البلدي والقوات العمومية. تفاعل الجمهور الحاضر مع جل فقرات المهرجان التي قدمت من قبل الفنانتين المتألقتين فاطمة بوجو والزجالة زهور الزريق، والإعلامي المقتدر الحسين العمراني، تفاعلا إيجابيا ينم عن عشق الساكنة الغرباوية والحسناوية لفن الهيث الأصيل. وتميز المهرجان بجودة المنتوج التراثي اللا مادي المقدم على منصة ساحة المعارض بحي السلام، وإذا كان يوم الإفتتاح قد تميز بحضور شخصيات وازنة على رأسها والي جهة الغرب الشراردة بني أحسن وعاملي صاحب الجلالة على إقليمي سيدي سليمان وسيدي قاسم والمفتش العام لوزارة الثقافة وشخصيات أخرى، فإن اليوم الثاني أضفى على المهرجان حلة فكرية من خلال تنظيم ندوة فكرية علمية رصينة أطرها الدكتور محمد الخراز مدير المهرجان ساهم فيها خيرة الأساتذة المتخصصين من قبيل: حسن بحراوي، إدريس الكرش، عمار حمداش، سالم كويندي، عبد الواحد بلقصري،عرفت حضورا طلابيا مكثفا ونخبة مثقفة ورجال الإعلام. وكان للجمهور موعد في المساء مع فرق تراثية لفن الهيث. عملت الجهات المنظمة تحت إشراف عامل الإقليم والكاتب العام على تخصيص اليوم الثالث لهذه الفئة التي تم تكريمها بقاعة شاهناز إسوة بالوفد الرسمي، حيث خصصت لهم مقاعد رسمية بالمنصة تحت تصفيقات الجماهير التي استحسنت المبادرة ،ينتمي هؤلاء جغرافيا لمختلف مناطق الإقليم (سيدي يحيى الغرب – القصيبية – سيدي سليمان – القنيطرة/الدار لكبيرة). غير أن فن الهيث لا يقتصر على الأسوياء، حيث عرف يوم الافتتاح مشاركة فنان يرقص رقصة الهيث برجل واحدة ينتمي لفرقة الركباوية للفنون الشعبية بجماعة عامر السفلية بإقليم القنيطرة. كما ظهر الفنان عزيز المنتمي لفئة ذوي الإحتياجات الخاصة (منغولي) من ضواحي سيدي سليمان، يجيد الرقص والعزف على آلة الغيطة، في شتى الأوضاع الجسدية، ولعله ظاهرة الموسم، خلخل مجموعة من نظريات علم النفس التي تقول بأن المنغولي، لا يتعلم ولا يمكن أن يضبط الإيقاعات الموسيقية وتحدد عمره الزمني في 30سنة، وبالتالي يكون مهرجان الهيث مناسبة لفتح أبواب البحث العلمي والنفسي والإجتماعي والإقتصادي والسوسيو لوجي. وساهمت في حفل الاختتام المجموعات الآتية: النهضة للصفافعة، إشراقة المنصورية لفن الهيث، الحميدية لفن الهيث، الهيث للفنون الشعبية، بن علالات للفلكلور الشعبي من تيسا، مجموعة السهام، والفنان ولد البولانجي ابن المدينة .