استقال توني بلير من منصبه مبعوثا خاصا للجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط، في قرار سيصبح نافذا اعتبارا من يونيو المقبل. وقالت متحدثة باسم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق لوكالة الصحافة الفرنسية، إن بلير (61 سنة) سلم كتاب استقالته إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. واللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وقد تأسست في العام 2002 بغية لعب دور الوسيط في عملية السلام على المسار الإسرائيلي الفلسطيني. وعين توني بلير في منصبه مبعوثا خاصا للجنة الرباعية في يونيو 2007، وأوكلت إليه مهمة تنظيم المساعدة الدولية للفلسطينيين والإشراف على المبادرات الرامية إلى دعم الاقتصاد والمؤسسات الفلسطينية تمهيدا لقيام الدولة الفلسطينية. لكن عمله تعرض بانتظام للانتقاد بسبب غياب أي تقدم في عملية السلام حتى لو لم يضطلع بأي دور رسمي في هذه المفاوضات. كما أخذ عليه أيضا إقامته علاقات سيئة مع السلطة الفلسطينية التي تتهمه بالانحياز لإسرائيل. وقالت اللجنة الرباعية في بيان إن "بلير أظهر خلال عمله مبعوثا ميدانيا للجنة الرباعية على مدى السنوات الثماني الماضية التزاما لا يتزعزع بالسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وقدم مساهمة دائمة في الجهود الرامية إلى تعزيز النمو الاقتصادي وتحسين الحياة اليومية في الضفة الغربية وقطاع غزة". من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحد بان كي مون وأطراف اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط عن تقديرهم لجهود توني بلير، بعد تقديمه استقالته عن منصبه مبعوثا للجنة الأربعاء. وأصدر مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بيانا أعرب فيه بان عن تقديره للجهود التي بذلها توني بلير خلال السنوات الثماني الماضية. بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "في السنوات الأخيرة، قام توني بلير بجهود كبيرة لتعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة". وأضاف أن "إسرائيل تقدر وتثمن عمله وتصميمه، وآمل أن يستمر مستقبلا في وضع خبرته في خدمة السلام والاستقرار الإقليمي". في المقابل، قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي لرويترز، إن رحيل بلير كان متوقعا، وأضافت أن تأثيره على الجهود الدبلوماسية للجنة الرباعية كان محدودا. وقالت إن "توني بلير بالتحديد... لم يقدم أي شيء للعملية السياسية على الإطلاق، بل بالعكس كان منحازا للجانب الإسرائيلي وبنفس الوقت لم يكن متفرغا لعمله كموفد أو مبعوث للرباعية". وأضافت "لا أظن أنه سيترك فراغا لأنه بالأساس لم يكن له مساهمات نوعية أو لها أي تأثير أو بعد سياسي، لم يكن له دور، كان دوره في كثير من الأحيان أن يسمع ما يريده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقط". يشار إلى أن آخر جولة للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية كانت في أواخر يوليوز 2013 برعاية أميركية في واشنطن، وبعدها تم تجميد هذه المفاوضات بسبب إصرار نتنياهو على الاستيطان، ورفضه الإفراج عن الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى الفلسطينيين.