قال رئيس جمعية أصدقاء ملتقى سجلماسة لفن الملحون ، محمد بنشاد العلوي إن ملتقى سجلماسة لفن الملحون يعد مفخرة ثقافية وفنية لمنطقة تافيلالت التي كانت مهد هذا اللون الغنائي التراثي الشعبي. وأوضح ، بنشاد ،على هامش افتتاح هذه التظاهرة التي تنظمها وزارة الثقافة، أن تنظيم هذا الملتقى السنوي يعد تتويجا للاهتمام المتواصل بكنوز تافيلالت ومناسبة للتعريف بهذا الموروث التراثي والثقافي الذي يجسده هذا الفن الشعري والإنشادي المتميز بالمغرب، مضيفا أن هذا اللون الإنشادي يختزل مقومات الثقافة المغربية ومظاهر حياتها الأصيلة . وأبرز الفاعل الجمعوي في هذا الإطار، أن فن الملحون كلون إبداعي محلي بامتياز يعكس الخصوصيات الثقافية المتفردة للمنطقة عبر توظيف آليات عدة للغة الشعرية في تناغم مبدع مع الآلات الموسيقية والمقامات وأصوات المنشدين مع توظيف ألوان الحكي والحوار والوصف والتشخيص والإبحار في الخيال المبدع للصور التشبيهية والإيحائية، معتبرا أن من شأن صيانة هذا التراث والحفاظ عليه عبر تدوينه وتوثيقه أن يحفظ الذاكرة الجماعية لأهل المنطقة بمختلف مكوناتها . واعتبر أن الرغبة في توظيف جهود الفنانين والباحثين والدارسين من أجل المساهمة في إبراز عناصر الإبداع الكامنة في ثنايا قضايا شعر الملحون وظواهره وأشكاله وكذا جمع وتوثيق إبداعات الشعراء في هذا المجال، شكلت الداعي الأساسي لتأسيس جمعية أصدقاء ملتقى سجلماسة لفن الملحون، مؤكدا أن الغاية من تشكيل هذا الإطار الجمعوي والثقافي هي توحيد جهود نخبة من فعاليات منطقة تافيلالت والمهتمين والباحثين من أجل الحفاظ على هذا التراث الأصيل. ودعا ، بنشاد في هذا الإطار إلى تطوير عمل الجمعيات عبر آليات منهجية وتنظيمية تكون في حجم ومكانة هذا الفن وفي مستوى التطلعات الثقافية والحضارية والتنموية، مشيرا إلى أن الجمعية بصدد وضع اللمسات الأخيرة على مشروع تنظيم "مهرجان تافيلالت لفن الملحون" وجعله موعدا سنويا على غرار ملتقى سجلماسة لفن الملحون . وبوصفه تعبيرا عن ذاكرة جماعية عريقة، فإن فن الملحون ، يبرز الفاعل الجمعوي ، يعتبر مرجعا في حد ذاته لثقافة شعبية مركبة يتعايش في ظلها الديني والدنيوي والعجائبي بهذه المنطقة التي أنجبت أحسن المنشدين والمسمعين الذين هاجروا فيما بعد إلى كبريات المدن المغربية، مما أضفى إشعاعا وتطورا على الملحون بفضل الصناع التقليديين والحرفيين الذين كانوا يتواصلون مع سكان الحواضر . واعتبر ، بنشاد أنه من خلال احتكاكه بالزجل الأندلسي والموشح والشعر التقليدي، يكون هذا اللون الغنائي التراثي قد طور مواضيع جديدة وأضاف إليه إيقاعات أخرى وشيوخا عديدين، جعلته أكثر غنى، مشيرا إلى أن الفرق والأجواق المشاركة من مختلف مناطق المغرب والمتمرسة على هذا الفن الأصيل والعريق استطاعت أن تجعل من الجمهور طرفا مشاركا لها في الأمسيات التي تمتح من الموروث الثقافي والفني الأصيل. وخلص الفاعل الجمعوي إلى أنه ومن أجل دعم هذا الملتقى والإسهام في إشعاعه، فإن الجمعية تحرص كل سنة على برمجة مجموعة من الفقرات والأنشطة الموازية كتنظيم موائد مستديرة للاحتفاء برواد هذا الفن ومبدعيه وتوقيع بعض إصداراتهم وتنظيم معارض للكتب .