الوضع يتطلب تدخلا عاجلا للمسؤولين في الوقت الذي يشهد فيه مجال التعمير والبناء العديد من الإصلاحات الجوهرية والأساسية من أجل إعطاء مدينة الدارالبيضاء وضعا رائدا ومتميزا، باعتبارها من أكبر المدن وأهمها على المستوى الوطني في مجالات التعمير والاقتصاد بتواجد مجموعة من المؤسسات المالية والبنكية والإدارية والصناعية.لا تزال تعرف العديد من العمارات السكنية داخل هذه المدينة، سواء كانت في الشوارع التجارية أو المناطق السكنية إهمالا من قبل مالكيها بشكل يستدعي من الجهة المعنية التدخل ووضع حد لهذا الإهمال الغير المبرر. ورغم هذه القفزة النوعية التي من المطلوب أن تسجل مشاركة المسؤولين والمهتمين في تدبير شؤون المدينة وكذلك الساكنة باعتبارها المعنية الأولى بهذا التحول، إلا أنه للأسف الشديد لا تزال بعض السلوكات السلبية تخرج عن السياق التنموي للمدينة من خلال المساهمة في تردي وضعها وتواجد بعض العلامات التي تسيء إلى المشهد الجمالي للمدينة البيضاوية. وكمثال على ذلك عمارة بزنقة بينزرت أمام مقر جريدة "البيان وبيان اليوم" بشارع لاجيروند. هذا الحي الاستراتيجي والمحوري في مجالات عدة بوضعه العمراني الذي لا يليق به يتطلب تدخل عاجلا من أجل إعادة الترميم والإصلاح والصباغة، بحيث أن هذه العمارة تتساقط منها بعض البقايا الإسمنتية (الكورنيزة) من الواجهة مما يهدد سلامة السكان والمارة من المواطنين بشكل عام، وقد يعرضهم ذلك إلى أضرار جسدية لا قدر الله، الشيء الذي يتطلب التدخل المستعجل من طرف المسؤولين. ما يعانيه المواطنون من إهمال بزنقة بينزرت هو نفسه بشارع لاجيروند قرب الملتقى الطرقي، والمتعلق بالصباغة السيئة لبعض العمارات والوضعية المزرية التي آلت إليها، إذ لم تعد ترقى الأخيرة إلى مستوى الحي بكامله مفسدة بذلك جماليته ورونقه، خصوصا وأن الحي المذكور يتواجد بالقرب من القصر الملكي العامر ويشهد مرور الموكب الملكي في بعض الأحيان. ويأتي هذا الإهمال للعديد من المباني والعمارات داخل العاصمة الاقتصادية، في الوقت الذي أعطى فيه عاهل البلاد جلالة الملك محمد السادس تعليماته السامية من أجل إعادة تأهيل مدينة الدارالبيضاء، حتى تصبح في مستوى قيمتها ومكانتها الاستراتيجية، إذ تم في هذا الإطار تسخير مختلف الإمكانيات والميزانيات لإنجاز المشاريع الخاصة بإعادة التأهيل (المخطط الاستعجالي)، الذي انطلق في العديد من المجالات التي تهم التعمير والطرق والصحة والتعليم... وفي سياق متصل أعرب مجموعة من المواطنين عن استيائهم من هذا الإهمال الذي طال هاته العمارات، والتي أضحت تتسب في تعريض حياة السكان للخطر، مطالبين بالتدخل العاجل لجهات المعنية من أجل إلزام مالكيها بضرورة صيانتها وجعل مظهرها مقبولا حتى لا يتسبب هذا الإهمال في تداعيات خطيرة.