أكد تقرير أعدته القوى الاجتماعية الرئيسية (الاتحاد العام للعمال واللجان العمالية) في مدريد وصدر يوم السبت، أن «العمال المهاجرين هم أول المجموعات العمالية التي عانت من وقع الأزمة الاقتصادية وأنهم سيكونون آخر من يخرج منها»٫ وأكدت القوى الاجتماعية أنه بناء عليه «فإن المهاجرين يشاركون بشكل فعّال في التحضير للإضراب الشامل» المقرر في 29 سبتمبر القادم. وجاء في تحليل القوى الاجتماعية المذكورة «إن هيكلة العمالة يقوض الاندماج الاجتماعي وفرص العمل للمهاجرين العمال» مشيرة إلى أن خطة الاندماج التي تقوم بها حكومة مدريد المحلية 2009-2012 «لا تعالج على نحو فعّال الاندماج الاجتماعي والقوى العاملة المهاجرة». وحذرت النقابتان في تقريرهما من أن هيكلة سوق العمل سيكون لها «نتائج خطيرة جدا» بالنسبة للمهاجرين لأنها لا تتبنى التدابير اللازمة ضد عدم الاستقرار في الوظائف ولا ضد الاحتيال التي تنعكس مباشرة بشكل سلبي على هذا القطاع من السكان. كما حذر التقرير من أن المهاجرين يواجهون تأثير سلبي «مزدوج» من جراء الأزمة الاقتصادية لأنهم حاليا لا يعانون فقط من «فقدان وظائفهم» بل «وأيضا أوراق إقامتهم بسبب انعدام فرص عمل». هذا وبين التقرير أنه منذ بداية الأزمة تراجع عدد المهاجرين القادمين إلى إقليممدريد والمسجلين في سجلات البلدية للمهاجرين منذ بداية الأزمة، حيث أشار إلى أن عددهم سجل نموا بلغ 123 ألف و910 شخص عام 2008 وتراجع هذا العدد في عام 2009 إلى 58 ألف و422 مهاجر، بينما تتوقع المعطيات المؤقتة لعام 2010 أن يصل هذا العدد إلى 22 ألف و500 شخص وهذا سيفترض تراجعا بنسبة 62% مقارنة بعام 2009. وأشار التقرير أيضا إلى تراجع عدد الأجانب المسجلين بين عامي 2008 و2009، كان أعلى منه في مدريد مقارنة بالمعدل الوطني على مستوى اسبانيا وذلك بنسبة 58% مقابل 50% على مستوى اسبانيا، مع العلم أنه في عام 2007 كانت نسبة 22،5% من الأجانب المسجلين في اسبانيا كانوا يختارون مدريد للعيش فيها وحاليا لا تصل هذه النسبة إلى 19% والتي تسير نحو الانخفاض بحسب التقرير. ووفقا للتقرير فقد انخفض معدل العمالة للسكان الأجانب النشيطين في غضون عامين بمعدل 9 نقاط مئوية مقابل 4،6 لعموم السكان، حيث هبط من 72,22% لعام 2007م إلى 63,36% في عام 2009 وانخفضت هذه النسبة إلى 62,77% في الربع الأول من عام 2010، بينما ارتفعت معدلات البطالة بين الأجانب بنسبة أعلى بكثير مقارنة بالإسبان. ففي مدريد ارتفعت هذه النسبة من 6% خلال الربع الأخير لعام 2007 إلى معدل 16% في الربع الأول لهذا العام بين أبناء البلد مدريد، بينما بلغت ثلاثة أضعاف بين الأجانب حيث هذه النسبة انتقلت هذه النسبة من معدل 8،44% في عام 2007م إلى معدل 24،36% في الربع الأول لعام 2010.