محمد تغزوت بدأ تشكيليا، ثم ريثما أغراه سحر الفوتوغرافيا، يلتقط صوره بعينين ذكيتين، ويشبه القناص الذي يطارد طرائده في الفلوات، يكره تصوير المآسي، وتفتح شهيته الأجواء الاحتفالية، حول تجربته الفوتوغرافية والمتميزة كان لنا معه هذا اللقاء: من يكون سي محمد تغزوت ، إنسانا وفنانا فوتوغرافيا؟ محمد تاغزوت من مواليد 1952 بدادا علي، العيون الشرقية. أستاذ للتربية التشكيلية بعد اجتياز مباراة والتكوين لسنتين بالمركز التربوي الجهوي بطنجة ، فنان عصامي في كل ما أمارسه من فنون. كيف تقبض على صورك متلبسة؟ أول شرط أن تكون معك آلة التصوير، و المعدات اللازمة حسب الموضوع ونوع النشاط الذي سأقوم بتغطيته. فأنا مثل الصياد يختار الاتجاه ويمشي لالتقاط كل ما يصادفه من أشياء يحبها ، أو تفاجئه أو يكون له علم بها مسبقا ، فمثلا عندما تذهب لميدان الفروسية تكون نسبيا على دراية بما قد تشاهده غير أن عنصر المفاجأة وارد وعليك التأهب الدائم لالتقاط الأهم والأجمل إلى أي حد تمكنك الصورة الفوتوغرافية من استيعاب همومك وأحلامك؟ - أولا أنا لا أحب تصوير المآسي والبؤس والفقر، لأني أتألم كثيرا لمشاهدتها، وأصبح عاجزا ورافضا التعامل معها. أنا لست من هؤلاء بطبعي، أنا ممن يبحث عن الجمال بالدرجة الأولى في جميع تجلياته وهذا موضوع فلسفي ولاشك ،حيث تتعدد رؤاي. باختصار إذا كانت لي هموم فهي مرتبطة أساسا بسؤال الإبداع : كيف يمكن لي أن أبدع في ميدان من الميادين ؟ هل انا مبدع ؟ ما دور الهواية وطبيعة أي شخص وفترته في نجاحه في ميادين فنية الخ. ايضا وبكل صراحة هموم الناس أعيشها يوميا ، وابحث عن الخلاص أي أحب. أن احلم كثيرا وأحقق أحلامي . من هو معلمك الأول في الصورة الفوتوغرافية؟ العصامي هو من يحس بالحاجة الماسة لتلبية رغبات مكبوتة في داخله والحمد لله كانت رغباتي مرتبطة في جلها بالرسم والصباغة وبكل ما يتعلق بالصورة عموما(l'image) وقد جاءت تقريبا في نفس الأوقات والظروف. الرسم أولا، والألوان ثانيا، وأساتذتي هم المشجعون الأوائل، وخاصة أساتذة العلوم الطبيعية والتاريخ والجغرافية، حيث كنت أتقن رسم الحشرات والحيوانات وكذا الخرائط وغيرها، ثم تولدت لدي الرغبة في الصورة الفوتوغرافية والولع بالخرجات إلى الطبيعة منذ سن المراهقة الأول رغم قلة الإمكانيات، وما زلت إلى حد الآن أتميز بحبي للاسفار والتصوير وحتى جمع آلات التصوير وكل الأدوات المرتبطة بالصورة. ما هو مفهومك للصورة الفوتوغرافية؟ الصورة الفوتوغرافية تقنية ينبغي التمكن منها، ثم وسيلة للتعبير عن تصوراتنا لعالمنا المحيط بنا وتتنوع حسب تنوع الأشخاص والشخصيات، فهي تتنوع حسب المستويات والمواهب والثقافات والقدرات المادية ومستوى التعلم وحب الاطلاع وحب الاجتهاد والابتكار. وما من احد بلغ الحد الأقصى في أي فن ، هو أصلا غير موجود ولا ينبغي أن يكون فأي فن محكوم عليه بالتطور والتحول والتقدم بلا حد ولانهاية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. ماحكاية هذا التداخل بيت الفوتوغرافيا والتشكيل؟ قبل كل شيء أنا فنان تشكيلي وأتيحت لي فرص تدريس جميع مكونات هذا الفن في شعبة متخصصة: درست الرسم، اللون وفنون الكرافيك والطباعة، وكذالك الحجم والنحت والتصميم، كذلك التعبير التشكيلي، تاريخ الفن والثقافة التشكيلية، المنظور الهندسي، مبادئ التصوير الفتوغرافي ومبادئ الحفر والطباعة الحريرية أو ما يسمى بالسريغرافيا، لهذا تجاربي المتعددة وميولاتي المتنوعة أغنتني كثيرا بشتى المعارف وبالتالي كان نشاطي في ميدان التصوير متسما بالتشكيل والعديد من الصور التي نظمت بها معارض في المغرب و فرنسا كانت شبه لوحات تشكيلية وهي التي أفضلها من بين أعمالي المتشعبة كأنماط وأساليب.