قتل ثلاثة مدنيين على الأقل وأصيب 16 بينهم تسعة من جنود حفظ السلام في مالي الأربعاء، إثر تعرض قاعدة عسكرية أممية لهجوم انتحاري في بلدة انسونجو (شمال). وحاول الانتحاري شق طريقه إلى المعسكر لكنه تعرض لإطلاق النار ومع ذلك فقد انفجرت سيارته الملغومة. وقال متحدث باسم بعثة حفظ السلام في مالي إن ثلاثة مدنيين على الأقل قتلوا وأصيب 16 بينهم تسعة من أفراد البعثة التابعة للأمم المتحدة بجروح خطيرة في هجوم انتحاري استهدف قاعدة للبعثة في بلدة انسونجو بشمال مالي أول أمس الأربعاء. وقال أوليفييه سالجادو عبر الهاتف من العاصمة باماكو «حاولت سيارة اختراق المعسكر ووقع انفجار»، وأضاف أن عدد الضحايا مؤقت حيث ما زال إجلاء الجرحى مستمرا. وقال مسؤول أمني في النيجر إن عددا من جنود النيجر المشاركين في بعثة الأممالمتحدة أصيبوا في الهجوم. من جهته، قال المتحدث باسم جيش مالي دياران كوني إن الانتحاري حاول أن يشق طريقه إلى المعسكر ولكن تم إطلاق النار عليه ومع ذلك فقد انفجرت سيارته الملغومة. وتنشر الأممالمتحدة نحو 10 آلاف فرد في مالي للمساعدة في استقرار الأوضاع في ذلك البلد الذي اجتاحه إسلاميون مرتبطون بالقاعدة في عام 2012. وأدى تدخل عسكري بقيادة فرنسا إلى طرد المتشددين عام 2013، ولكن الجيوب المتبقية لهم نفذت الكثير من الهجمات على قوات الأممالمتحدة والقوات الفرنسية وقوات مالي وأيضا على المدنيين. وذكرت وكالة الأنباء السويدية TT أن الكتيبة العسكرية السويدية العاملة ضمن قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام في مالي، تعرضت لإطلاق نار يوم أمس الأربعاء، خلال قيامها بمهمة اعتيادية على بعد عدة كيلومترات خارج العاصمة «تومبوكتو». وقال الضابط «Stefan Andersson» للوكالة، إن الوحدة العسكرية كانت في مهمة دورية جنوب غربي مدينة تومبكتو، حيث تعرضت الكتيبة لهجوم وإطلاق نار بأسلحة صغيرة من قبل شخصين مجهولي الهوية. وأضاف أندرسون أن الكتيبة ردت على مصادر النيران، وانضم إليها تعزيزات عسكرية أخرى، حيث تم تأمين مكان الحادث، ثم بدأت عملية فحص آثار الجناة في الموقع. وأكد الضابط أن جميع أفراد الوحدة العسكرية بصحة جيدة، ولم يتعرضوا للإصابة بأذى، مشيرا إلى أن مهمة القوات السويدية في مالي هي حفظ السلام بالتعاون مع المنظمات والبعثات العسكرية الأخرى العاملة تحت رعاية الأممالمتحدة. يذكر أن عدد الجنود السويديين في مالي يبلغ حوالي 250 عسكري، من أصل 9 آلاف جندي من مختلف دول العالم ممن شاركوا في بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام والأمن هناك. وفي نفس السياق، دعت منظمة «هيومان رايتس ووتش» المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، السلطات المالية للحد من جرائم العنف والانتهاكات المرتكبة من قبل الجماعات المسلحة وقوات الأمن والتي تهدد أمن المواطنين في شمال ووسط البلاد. وذكرت المنظمة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، حسبما ذكرت شبكة «إيه بي سي نيوز» الإخبارية الأمريكية أن المسلحين ينشطون بشدة وسط البلاد، حيث يستهدفون مدنيين متهمين بدعم القوات الفرنسية والقوات التابعة للأمم المتحدة. وأضافت المنظمة أنه بعد مضي عامين من التدخل العسكري، الذي تقوده فرنسا في البلاد، لا يزال هناك انفلات أمني وانعدام للأمن على نطاق واسع في البلاد. ودعت كوريني دوفكا المسئولة في هيومن رايتس ووتش بغرب إفريقيا، الحكومة المالية لمواجهة العدد المتزايد من الهجمات. وقالت دوفكا «إن الإجرام المتفشي والهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة والانتهاكات التي ترتكبها قوات الأمن جميعها أمور تضع المواطنين العاديين وسط وشمال البلاد في خطر».