المنطقة الأمنية الفداء - مرس السلطان كنا قد أشرنا في عدد سابق بجريدة " بيان اليوم " إلى مقالا عن تهريب السلع من مدن شمال المغرب إلى مدينة الدارالبيضاء بطريقة غير قانونية، والمتمثلة في المواد الغذائية والألبسة المتنوعة والتي تسوق في نطاق غير قانوني، وذلك من أجل تحسيس المواطنين بخطورة هذه المنتوجات الخطيرة وتأثيرها السلبي على الاقتصاد الوطني وصحة الناس. وفي هذا الإطار توصلت مجموعة الأبحاث المكلفة بمكافحة المخدرات التابعة للشرطة القضائية بمنطقة الفداء مرس السلطان يوم الأربعاء 8 أبريل 2015 بمعلومة مفادها أن قاصرا رفقة أحد أقاربه (خاله) يتاجران في واضحة النهار في بيع المخدرات بالتقسيط للواطنين من أبناء المنطقة وتحديدا الزنقة 1 بحي عمر بن الخطاب " درب ميلان سابقا " بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بالدارالبيضاء. وبتعليمات من رئيس المنطقة الأمنية وتحت إشراف رئيس الشرطة القضائية انتقلت عناصر من فرقة الشرطة القضائية المكلفة بمكافحة المخدرات إلى عين المكان، حيث ثم إيقاف المعني بالأمر متلبسا وبحوزته مخدر من نوع الشيرا، وبعد البحث مع هذا الأخير رفض الإدلاء بأي معلومات تتعلق بقريبه وبناء على التحريات التي قامت بها العناصر الأمنية تم الاهتداء إلى عنوان أحد أقاربه الذي لم يكن سوى( خاله ) المتواجد بحي عمر بن الخطاب زنقة 2 .وبعد التحريات التي قامت بها عناصر الفرقة أسفرت عن اعتقال " الخال " وفي سياق متصل تم تفتيش دقيق بمنزله حيث ثم حجز قطعة من مخدر الشيرا، وهو الشيء الذي أثار شكوك رئيس الفرقة الذي كان يتوقع حجز كميات كبيرة من المخدرات، بحكم أن المتهم يعد من تجار المخدرات بالجملة بالمنطقة، وبناء على تعميق البحث حول المنسوب إليه حاول المتهم الإنكار، وفجأة وبدون مقدمات أثار انتباه رئيس الفرقة خلال البحث والتفتيش بالشقة وجود قنينة غاز من الحجم الصغير بالمطبخ وعليها غطاء من الألمونيوم، وبعد تفكيك مكوناتها تبين للفرقة الأمنية أن جزءا منها محشو بمخدر الشيرا بدلا من الغاز، حيث صنعت بتقنية عالية واحترافية إذ قطعت إلى جزئين ووضع لها غطاء من الألمونيوم، وهو ما كان يسهل على المتهم عملية تخزين المخدرات بشقته ونقلها من مكان إلى أخر مع ترويجها دون إثارة انتباه رجال الأمن. ليتضح أنها طريقة جديدة يستعملها " مول البوطا " وأمام هذه الأدلة الدامغة لم يجد الموقوف أمامه إلى أن يرشد عناصر فرقة مكافحة المخدرات على عنوان غرفة خاله التي يكتريها بسطح عقار المتواجد بزنقة مجاورة بنفس الحي، وعلى الفور انتقلت العناصر الأمنية المذكورة حيث تمكنت من إيقاف "الخال" وحجز كمية مهمة من نفس المادة المحظورة وهي عبارة عن صفيحات عددها 55 صفيحة والتي حدد وزنها الإجمالي في 5 كيلو و 50 غرام مخبأة بدولاب الغرفة . وبعد إشعار النيابة العامة بالموضوع تم اقتياد الموقوفين إلى مصلحة الشرطة القضائية التي قامت بالإجراءات المسطرية والاستماع إلى المتهمين وتقديمهم إلى العدالة يوم الجمعة 10 أبريل 2015.، حيث لا زال البحث جاريا ومتواصلا على أساس الوصول إلى باقي المشاركين في صنع هذه التقنية الجديدة المتطورة "لمول البوطة".