افتتاح الدورة الرابعة لجائزة محمد الجم للمسرح المدرسي مهرجان كبير للمسرح الصغير انطلقت يوم الخميس 26 مارس فعاليات الدورة الرابعة لجائزة محمد الجم للمسرح المدرسي الذي تنظمه جمعية أصدقاء محمد الجم للمسرح تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بشراكة مع أكاديمية وزارة التربية الوطنية بجهة الرباطسلا زمور زعير وبتعاون مع جمعية أبي رقراق بالمركب الثقافي والسينمائي هوليود بسلا. بدأ حفل الافتتاح بالكرنفال الذي يؤثثه تلاميذ وتلميذات الفرق المسرحية المدرسية المتأهلة إلى النهائيات نحو سينما هوليود حيث كانت القاعة في انتظار وصول الموكب للإعلان الرسمي عن انطلاق المهرجان، في حفلة افتتاحية من تنشيط المخرج إدريس الإدريسي والفنانة جيهان ماينة، حيث تناواب على المنصة كل من الفنان محمد الجم الرئيس المؤسس لجمعية أصدقاء محمد الجم للمسرح، والأستاذة أم الخير ابرا رئيسة الشؤون التربوية بأكاديمية التربية الوطنية بالجهة، و نور الدين اشماعو رئيس جمعية ابي رقراق، الذين ألحوا على أهمية هذا المهرجان في ترسيخ الفعل المسرحي وتكريسه بالمؤسسات التعليمية. بعد ذلك تم تقديم أعضاء لجنة التحكيم للحاضرين والتي تتكون من امحمد كرين رئيسا والفنان الكبير محمد مفتاح والفنانتين لطيفة أحرار وسناء محي الدين والأستاذ توفيق مفتاح والكاتب المسرحي والسيناريست عبد الإله بنهدار، وتوج حفل الافتتاح بلحظات اعتراف مؤثرة من خلال تكريم عدد من الفاعلين في مسرح الطفل والمسرح التربوي عموما: المسرحي والإعلامي عبد المجيد فنيش، والأستاذة ثريا الجعايدي بوعبيد رئيسة الجمعية المغربية لدعم الطفولة في وضعية صعبة والفنانة سعيدة الهرشال الملقبة بماما سعيدة المتخصصة في مسرح الطفل، والفنان عبد الله الفاضلي والفنان عبد اللطيف احسينة والفنان بوجمعة الكطكات. بعد ذلك تم تقديم عرض مسرحي لذوي الاحتياجات الخاصة يحمل عنوان "جذور" للمركز الوطني محمد السادس للمعاقين .. حيث أبان تلاميذ وتلميذات هذا المركز على قدرات ومؤهلات فائقة مما جعل الجمهور يتجاوب مع أدائهم الرائع. هذا وقد أشار مدير الدورة المخرج إدريس الإدريسي بأن جميع الجوائز تم الرفع من قيمتها هذه السنة مما يحفز التلاميذ على المزيد من العطاء والاجتهاد والتنافسية المثمرة في مجال المسرح المدرسي من خلال الفرق المسرحية الثمان التي تأهلت للنهائيات والتي تمثل مؤسسات تعليمية من الرباطوسلاوتمارةوالخميسات. هذا وقد تم اختيار ثمانية أعمال مسرحية للتنافس في الأدوار النهائية للدورة الرابعة لجائزة محمد الجم للمسرح المدرسي، التي تنظم أيام 27 و28 و29 مارس الجاري بفضاء هوليود بسلا والمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط. وجرت إقصائيات هذه الجائزة، التي أحدثت بمبادرة من الفنان المسرحي محمد الجم، في الفترة من 12 إلى 17 مارس، تولت خلالها لجنة مكونة من محمد بن بار، طارق شيبة، محمد خدي، يوسف خروفي، عبد الله أحصبان، سلوى جانة وسعيد بحري معاينة الأعمال المرشحة التي بلغ عددها 26 مسرحية، لتخلص إلى اختيار ثمانية أعمال من إبداع مواهب مدرسية ستتبارى على ستة جوائز في المسابقة النهائية. ويتعلق الأمر بمسرحية "شوفو حالتي" لمدرسة الكندي الابتدائية نيابة سلا، "الجديد لو جدة والبالي لا تفرط فيه" لثانوية السراج نيابة الصخيرات - تمارة، "صرخة" لمدرسة أحمد الشرقاوي بنيابة الرباط، "القاضي الذكي" لمجموعة مدارس علال الفاسي نيابة الخميسات، "سيدي بوخبزة" للثانوية التأهيلية عبد الكريم الخطابي بنيابة الخميسات، "حكاية الربوة الجميلة" لمدرسة الفارابي نيابة الرباط، "الأمير السعيد" لمدرسة اشبيلية الابتدائية بنيابة سلا ثم "وتبدد الظلام" لمدرسة ابن بطوطة من نيابة الصخيراتتمارة. وأبرزت جمعية أصدقاء محمد الجم للمسرح المدرسي، التي تنظم هذه المسابقة بشراكة مع أكاديمية وزارة التربية الوطنية لجهة الرباطسلا زمور زعير، وبتعاون مع جمعية أبي رقراق، أن هذه التظاهرة تهدف إلى المساهمة في تنشيط الحياة المدرسية بالتأكيد على دور الأنشطة الموازية وفي مقدمتها المسرح في صقل شخصية المتعلمين وتنمية قدراتهم وكذلك خلق روابط متينة بينهم وبين الأسرة التربوية. وقال الفنان محمد الجم، الاثنين الماضي بالرباط، في ندوة صحافية لتقديم هذه الدورة، إنه يراهن على هذا المشروع الذي اكتسب نضجا فنيا وتنظيميا أكبر من أجل بت روح الحماس الفني في المؤسسات التعليمية وتحفيز المواهب الفتية على صقل مهاراتها، مذكرا بأن رواد المسرح المغربي شقوا طريقهم انطلاقا من فضاءات الأنشطة الموازية بالمدارس. وسجل الجم أن دينامية الجائزة أثمرت على صعيد مؤسسات جهة الرباطسلا زمور زعير حوالي ستين ورشة للتكوين في المجال المسرحي. من جهته، أعرب المسرحي إدريس الادريسي، مدير الدورة، عن أمله في تعميم تجربة جائزة محمد الجم على مختلف جهات المملكة لاستعادة أجواء الحركة المسرحية داخل المؤسسات التربوية التي أثمرت معظم تجارب مسرح الهواة عبر تاريخ أب الفنون في المغرب. واعتبر الإدريسي أن أزمة الجمهور التي يتحدث عنها المهتمون بالشأن المسرحي في المملكة راجعة، أساسا، إلى التفريط في الأنشطة الموازية والفنية ذات الأهمية الحاسمة في تشكيل الذائقة الفنية للمواطن. وأكد محمد الخيتر، في كلمة باسم الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، العزم على مواكبة الجائزة من خلال الاستثمار، أساسا، في التكوينات المتخصصة في مهن المسرح وتعزيز مكانة هذا الفن في تنشيط الحياة المدرسية.