حظي الشاعر المغربي المهدي حاضي الحمياني ليلة الأحد الماضي، بتكريم خاص من طرف مهرجان فاس المتوسطي للكتاب الذي تتواصل فقراته بمدينة فاس. وتميز هذا الحفل التكريمي الخاص للشاعر المهدي حاضي الحمياني الذي حضره العديد من الشعراء والمبدعين والمفكرين من المغرب والخارج بتقديم قراءات شعرية شارك فيها مجموعة من الشعراء. وفي شهادة حول تجربة الشاعر، اعتبر الباحث الجامعي، الخمار العلمي، أنه إذا كان الناس هم الذين يسكنون المدن فإن هذه المقولة لا تنطبق على الشاعر المهدي حاضي الحمياني، لأن مدينة فاس هي من تسكنه مشيرا إلى أنه حول هذه الحاضرة من خلال أعماله الإبداعية وأشعاره إلى أسطورة كونية. وأضاف العلمي أن شعر المهدي حاضي يعيد بناء وترتيب مدينة فاس التي يعشقها ويحتفي بها في أشعاره مضيفا أنه جعل من هذه المدينة كونا خاصا به نورها يشع في أشعاره وقصائده التي تؤرخ لهذه المدينة بكل تحولاتها. واعتبر أن تكريم الشاعر المهدي حاضي هو تكريم لذاكرة فاس الشعرية لأنه دون في شعره مآثر ودروب وأزقة المدينة واحتفى بمعالمها وبساكنتها والعابرين منها وإليها. ويعد الشاعر المهدي حاضي الحمياني، رئيس فرع اتحاد كتاب المغرب بفاس، أحد المبدعين الذين أنجبتهم مدينة فاس وهو يكتب الشعر والقصة والرواية إلى جانب كتابات نقدية وأخرى تشمل مختلف المواضيع. وصدرت للحمياني مجموعة من الروايات والقصص منها (البحث عن لحظة فرح) و (ثقوب في السماء) و(حين ينضج الصمت) إلى جانب دواوين منها (قصائد البوح) و (النشيد السري) وغيرها. وتميز اليوم الثاني من مهرجان فاس المتوسطي للكتاب الذي تنظمه "مؤسسة نادي الكتاب بالمغرب" تحت شعار "فاس مهد الحضارة العربية والإسلامية .. امتدادات كونية" بتقديم قراءات شعرية شارك فيها الشعراء حسن أوريد ومحمد بشكار وعائشة البصري ومحمد بوجبيري وإكرام عبدي بالإضافة إلى شاعرات من إسبانيا منهن ماريا خوصي فوينطيس وآفيا كابيصا. وتواصلت فعاليات هذا المهرجان بتنظيم ندوة فكرية حول موضوع "الإرث الثقافي اللامادي لفاس .. خفايا وإضاءات" وثانية حول موضوع "فاس .. إرث حضارة مشتركة" من تأطير اكاديميون وباحثين، بالإضافة إلى عرض مجموعة من الأشرطة السينمائية القصيرة للمخرج رشيد الشيخ. واحتفى مهرجان فاس المتوسطي للكتاب في دورته السابعة التي نظمت بشراكة وتعاون مع وزارة الثقافة ومجلس المدينة وعدة جهات اخرى، بمدينة فاس التي ساهمت من خلال مؤسساتها الثقافية وعلمائها ومثقفيها في التعريف بالحضارة العربية الإسلامية ونشرها. كما ناقش المشاركون في هذا المهرجان الذي حضره العديد من المبدعين والأكاديميين ورجال الفكر والثقافة الإضافات التي راكمتها مدينة فاس في مجال الدفاع عن الحضارة العربية الإسلامية وامتداداتها الكونية التي ساهم فيها وكرسها العديد من العلماء والمفكرين والمثقفين والفنانين الذين أنجبتهم هذه الحاضرة على مر العصور.