العتبة لعلال العلاوي اشتغل المخرج السينمائي علال العلاوي في فيلمه القصير "العتبة" على المشهد الثابت، الذي يشكل عتبة بناية في طور البناء، وأمام هذه العتبة تمر مجموعة من اللقطات التي تترجم مراحل مختلفة من التجربة التاريخية للمغرب المعاصر، ابتداء من مرحلة المقاومة إلى وقتنا الحاضر. هذا الشكل التجريبي هو الذي أضفى قيمة فنية على فيلم العتبة، فقد حاول المخرج أن يقوم باختزال ثمانين سنة من تاريخ المغرب في حوالي ثلاث وعشرين دقيقة، وبالتالي كان من الطبيعي جدا أن يتسم هذا العمل السينمائي المتقن من ناحية المونطاج على وجه الخصوص، بسرعة توالي الوقائع، المتسمة بالعنف والاحتجاج والحب والجنون والغناء والفرح والخوف... حضر البعد الشاعري في هذا الشريط، من خلال اشتغاله على التلميح، وتكثيف الأحداث، أخذا بعين الاعتبار محدودية المدة الزمنية التي يفرضها الفيلم القصير. غير أن ما يعاب على هذا الشريط هو أن المؤثرات الصوتية والبصرية بدت اعتيادية في كثير من اللقطات ولم تتسم بالعمق. شريط العتبة من إنتاج سينما أندموفي، وإخراج: علال العلاوي، وسيناريو: خالد أقلعي وعلال العلاوي، وتصوير: زكرياء عين، وصوت: عادل بلبشير: ومونتاج: محمد أهميش، وتشخيص: نورية بنبراهيم والعربي الساسي ورشيد غالمي وعبد الصمد الغرفي وعثمان. عايدة لادريس المريني يبرز الشريط السينمائي الطويل عايدة أنه بالإمكان التغلب على مرض السرطان من خلال تغيير نمط العيش، عبر تعقبه للحياة اليومية للبطلة عايدة التي تنتمي إلى أسرة يهودية، غير أن هذا الخط الدرامي هو مجرد ذريعة لعرض الثقافة اليهودية بمختلف مظاهرها. في هذا الشريط يحضر الحب والحنين والمرض والصداقة والغنى الموسيقي الذي يتميز به المغرب، كل هذه العناصر اتسمت بالتناغم في ما بينها، مما أضفى على شريط عايدة قوة سينمائية مؤثرة، وأكدت على تمكن المخرج إدريس المريني من حرفته السينمائية، علما أن أول شريط ناجح كان قد قام بإخراجه يعود إلى بداية الثمانينيات من القرن العشرين، وهو فيلم بامو. واعتبر عبد الإله الحمدوشي كاتب سيناريو هذا الشريط الذي يتناول الثقافة اليهودية بشكل أساسي، أنه فكرة كتابته نبعت من قصة حب طفولية، على اعتبار أنه كان قد شاهد طفلة يهودية ترقص في إحدى الحفلات، وتعلق بها، غير أنها هاجرت إلى فرنسا، ومن ثم أراد من خلال كتابة سيناريو شريط عايدة أن يذكر بقيم التسامح في المغرب، ملفتا الانتباه إلى أن هذه القيم تكاد تكون مغيبة في السينما المغربية. من الملاحظات السلبية على هذا الشريط أن بعض مشاهده اتسمت بالضعف من ناحية الشحنة العاطفية، على سبيل المثال، لقاء البطلة بالبطل بعد قطيعة طويلة، حيث كان من المفروض أن يتم شحن الطاقة الدرامية بالحس العاطفي لأجل أن يكون لهذا اللقاء وقع مؤثر من الناحية البصرية. شريط عايدة من إنتاج: فان للإنتاج، إخراج: إدريس المريني، سيناريو: عبد الإله الحمدوشي، تصوير: كزافي كاسطرو، صوت: سيمو محمد، مونتاج: مريم الشادلي، موسيقى: عادل عيسى، تشخيص: نفيسة بنشهيدة، عبد اللطيف شوقي، أمينة رشيد، هدى الريحاني، محمد الشوبي، مجيدة بنكيران، لطيفة أحرار، إدريس الروخ، عمر عزوزي، ماجدولين الإدريسي، مدته: 94 دقيقة. الحمالة لسعيد الناصري كان منتظرا أن يكون الفيلم الطويل الحمالة لسعيد الناصري ذا طابع كوميدي وتغلب علبه الحركة والمطاردة، بالنظر للإنتاجات التي راكمها على مستوى هذا النمط. فهذا الشريط يتلخص في محاولة البطل الذي يلعب دوره سعيد الناصري نقل مواد ممنوعة، المخدرات على وجه الخصوص من مراكش إلى تطوان، من أجل إنقاذ والدته المحتجزة من قبل عصابة متخصصة في تجارة المخدرات، ولأجل إنجاح خطته هاته، سيلجأ إلى تجميع بعض الأفراد وخلق أسرة وادعاء أنها من المهاجرين بإيطاليا، اعتقادا منه أن المهاجرين المغاربة لا يتعرضون إلى التفتيش داخل بلدهم، وعلى امتداد المسافة الفاصلة بين المدينتين المذكورتين، تقع أحداث متسمة بطابعها الكوميدي، وبكثير من المفارقات والصدف الغريبة والمفاجآت الطريفة والخوف والقلق والعنف والهروب والقتال والموسيقى كذلك. لقد حظي شريط عايدة بتجاوب الجمهور معه على اختلاف فئاته، بالنظر إلى بساطة فكرته ووضوح رؤيته، وكذلك لطابعه الكوميدي، مع العلم أن هذا الشريط متقن من الناحية الفنية، وبالأخص الجانب التصويري، حيث أن هناك لقطات صعبة، تتطلب تقنيات عالية وتمكن كبير من الناحية الإخراجية، بالنظر إلى سرعة الحركة، والخدع البصرية التي تفرضها المغامرات والمشاهد القتالية على وجه الخصوص. شريط الحمالة من إنتاج: الجكرندا، وإخراج: سعيد الناصري، وسيناريو: سعيد الناصري، وتصوير: يوردشيسكو، وصوت: كريم روندة، ومونتاج: يونس السميري، وموسيقى: سعيد بن تيكة، وتشخيص: سعيد الناصري وفضيلة بنموسى وأمير علي وعبد الكبير حزيران ولبنى أبيضار وسعد الله فؤاد. مدته: 115 دقيقة.