في غفلة من الجميع، وأمام انشغال الأوساط الرياضية بتفاعلات عقوبات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) ضد المغرب، وما خلفته تصريحات رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران حول مسؤولي الوداد البيضاوي، والخروج الإعلامي غير البريء لرئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، يواصل بادو الزاكي جولات مكوكية قادته لدول أوروبية وخليجية، والهدف منها كما يقول المدرب الوقوف على جاهزية المحترفين المغاربة للدفاع عن القميص الوطني. ففي ظرف 10 أشهر، وهى مدة تحمله مسؤولية المنتخب، قام الزاكي بأكثر من جولة شمل كالعادة دولا بعينها وهى إنجلترا، ألمانيا، فرنسا، إسبانيا وهولندا والخليج العربي، حيث يلاقي في الغالب نفس الأسماء، بتكرار نفس الجولات والدول ونفس اللاعبين، مما يطرح أكثر من علامات استفهام حول المغزى من وراء كل هذه الزيارات، وما تتطلبه من نفقات مهمة ومصاريف إضافية. بالله عليكم ما الفائدة المرجوة من زيارة مدربنا الوطني للمهدي بنعطية؟ فهو لاعب محترف يعرف ما له وما عليه، والأكثر من ذلك يعرف الجميع مستواه الثابت والقار وحضوره الدائم ضمن مع نادي بايرن ميونيخ الألماني. وما الفائدة كذلك من تحمل السفر إلى إنجلترا لملاقاة مروان الشماخ؟ فقد زار هذا اللاعب المخضرم أكثر من مرة سواء بفرنسا أو إنجلترا، ومع ذلك تبرمج في كل جولة زيارة خاصة لعاصمة الضباب، كما زار لاعبين آخرين سبق لهم أن ارتدوا القميص الوطني في أكثر من مناسبة وأصبحوا وجوها مألوفة لدى الخاص والعام. كما أنه كثيرا ما التزم بعدم استدعاء أي لاعب يمارس بالدوريات الخليجية، لكنه برمج هذه المرة زيارة الإمارات العربية المتحدة، والسبب من ورائها ملاقاة أسامة السعيدي، ربما لأن الطقس المعتدل هناك عكس المغرب يشجع على مثل الزيارات التي تستغل للسياحة والترفيه عملا بالمثل المغربي الشائع "حجة وزيارة". ولعل السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح، يتجلى في ما هو الهدف من وراء كل هذه الزيارات المتكررة؟ وهل تخضع لإستراتيجية واضحة وأهداف محددة؟ وهل تدخل ضمن برنامج أو مشروع عام وغيرها من الأسس الواجب توضيحها؟ أما أنها تدخل في إطار مبادرات فردية غير محسوبة أو ميزاجية متقلبة، فالأمر يساءل عليه المكتب الجامعي وبصفة خاصة مديرية المنتخبات الوطنية بالجامعة التي توافق على زيارات لا طائل منها. فقد تمنينا لو تواجد مدربنا الوطني بغينيا الاستوائية بمناسبة كأس الأمم الأفريقية، وهى فرصة كبيرة تمكن من متابعة ما وصلت إليه كرة القدم الأفريقية من مستوى أصبح يحرج جل المنتخبات الوطنية، وهذا من مجال عمله كمشرف أول عن المنتخب الوطني مع ما تكلفه من ميزانية ورواتب شهرية مهمة. الزاكي لم يفضل إذن متابعة كأس أفريقيا الأخيرة والجامعة لم تطلب منه ذلك، ربما لأن الطرفين اتفقا على أن الإنفلونزا الموسمية بأوروبا أهون بكثير على مدربنا الوطني من "إيبولا" المنتشرة بأفريقيا... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته