المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء في دورته الحادية والعشرين استمرارا ووفاء للموعد الثقافي السنوي البارز، تنظم وزارة الثقافة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، وبتعاون مع مكتب معارض الدارالبيضاء، الدورة الحادية والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب من 12 إلى 22 فبراير 2015. وتستقبل هذه الدورة ما يفوق أربعين (40) بلدا، وزهاء 700 من العارضين المباشرين وغير المباشرين، ويحفل برنامجها الثقافي بأكثر من 100 نشاط سيساهم فيها عدد كبير من المبدعين والمفكرين والنقاد والإعلاميين والخبراء والفاعلين الجمعويين من المغرب والبلدان العربية والأجنبية. وتتميز الدورة الحادية والعشرون هذه باستقبال دولة فلسطين الشقيقة كضيف شرف، تكريسا وترسيخا وامتدادا للأواصر التاريخية والثقافية والوجدانية الكبرى التي ما انفكت تربط المغرب بهذا البلد العربي العريق والمكافح الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعزه الله، رئيس لجنة القدس، عناية خاصة وموصولة، ويكن له الشعب المغربي بكل شرائحه الشعبية والمثقفة والسياسية محبة متأصّلة ومتجذرة في وعيه الجمعي. كما تتميز هذه الدورة باندراجها في سياق التصور الجديد الذي قامت الوزارة بتنزيله وتفعيل إجراءاته لدعم قطاع النشر والكتاب كواحد من القطاعات المحورية للصناعات الثقافية التي يساهم فيها ويرتبط بها العديد من الفاعلين الثقافيين والمهنيين من كتّاب وناشرين ومكتباتيين وجمعيات مدنية ومقاولات عاملة في المجال الثقافي. ولا شك في أن الحصيلة الأولية لصيغة الدعم الجديدة هذه، والتي ارتأينا أن نخصّها بعرض تعريفي في هذه الدورة وبدليل تفصيلي بكل الأعمال التي استفادت منه، تؤكّد التجاوب الكبير للفاعلين الثقافيين والمهنيين والجمعويين مع رؤية الوزارة الساعية إلى تحسين مؤشر الحكامة الثقافية وترسيخ المقاربة التشاركية التي تنهجها. وإذا كنا نعمل، في كل دورة من هذا الحدث الثقافي الدولي، على تعزيز التراكمات التي حققتها الدورات العشرون السابقة على مستوى تقوية المكانة الثقافية للمغرب كأرض للحوار والتلاقح الحضاريين، وكذا على مستوى إخصاب الإنتاجية الفكرية الوطنية، فإن البرنامج الثقافي الذي سطرته الوزارة في هذه الدورة يسعى إلى المضي قدما في هذا الاتجاه من خلال التنوع الموضوعاتي للأنشطة، المبرمجة وتوزّع الأسماء المساهمة فيها على جغرافيات ثقافية مغربية وعربية وأجنبية. وانسجاما مع ذلك، تتميز الدورة بتنظيم حفل تسليم جائزة المغرب للكتاب التي أصبحت لحظة ثقافية تستوقف المهتمين وعموم الجمهور القارئ من أجل تأمل المحصول الكتابي في المشهد الثقافي المغربي، بمختلف أجناسه وفروعه وتخصصاته الإبداعية والنقدية واللغوية والبحثية، وحفل تسليم جائزة الأرگانة العالمية للشعر التي ينظمها بيت الشعر في المغرب بتعاون مع مؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير ووزارة الثقافة لمكافأة إحدى القامات الشعرية المشهود بتميزها، وحفل الإعلان عن اللائحة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية المعروفة بالبوكر، وهي من أهم الجوائز الأدبية المرموقة في العالم العربي. كما يحفل البرنامج الثقافي بكثير من اللحظات الثقافية القوية المتوزعة بين فقرات ضيف الشرف والعديد من الموائد المستديرة والمحاضرات والقراءات وفقرات معرض الطفل. إن المكانة الدولية المتميزة التي ما فتئ هذا المعرض يوطدها دورة بعد أخرى تنيط بنا جميعا – وزارة ومهنيين ومثقفين وإعلاميين وفعاليات جمعوية وتربوية ومؤسسات شريكة – مسؤولية الانخراط الدؤوب في استثمار كل الفرص الثقافية الهامة التي تتيحها مثل هذه التظاهرات الكبيرة بما يعود إيجابيا على تحسين مؤشرات الصناعة الثقافية ببلادنا، مثلما يستدعي امتناننا وتقديرنا لكل الذين يدعمون هذا الحدث الثقافي السنوي ماديا ولوجستيكيا وثقافيا وأمنيا من سلطات ولائية وعاملية بالدارالبيضاء وكذا سلطات أمنية وهيئات منتخبة، والشكر موصول أيضا لشريكنا الأساسي مكتب أسواق ومعارض الدارالبيضاء للجهود المبذولة لإنجاح هذا المعرض وإبقائه أحد المعالم الثقافية المكرسة للوجه الحداثي والانفتاحي للمغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله.