مشاركة 750 ناشرا من 44 بلدا وفلسطين ضيف شرف تتميز الدورة الحادية والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء باستقبال دولة فلسطين باعتبارها ضيف شرف، وبهذا الصدد أوضح وزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي في الندوة الصحافية التي عقدها صباح أول أمس، أن اختيار فلسطين يدخل في إطار تكريس وترسيخ الروابط الأخوية والتاريخية والثقافية التي تجمع هذا البلد الشقيق والمكافح بالمملكة المغربية، ولما تشكله القضية الفلسطينية بالنسبة للمغاربة والتي تحظى على الدوام بإجماع الشعب المغربي بكل مكوناته ومؤسساته. وبهذا الصدد أشار سفير دولة فلسطين إلى أن اختيار بلده يعد فرصة للتثاقف وفتح الباب لثقافة التنوير دون التخلي عن تراثنا المشترك الذي يتسم بقيم التسامح، كما أن هذا الاختيار يفتح المجال لتقديم الإنتاج الثقافي والإبداعي الفلسطيني بمختلف اتجاهاته. وأكد الصبيحي في هذه الندوة التي خصصت لتقديم البرنامج الثقافي للمعرض، أن هذه التظاهرة تعد لحظة ثقافية ذات وقع دولي وعربي متميز، وهو الأمر الذي يعكسه بشكل خاص عدد دور النشر المشاركة، والتي بلغت 750 ناشرا، يمثلون 44 بلدا، موزعة بين 281 عارضا مباشرا و495 عارضا غير مباشر، حيث سيتم عرض ما يناهز 110000عنوان في حوالي ثلاثة ملايين نسخة من الكتب والمنشورات. كما سيكون جمهور المعرض على موعد مع برنامج ثقافي غني ومتنوع، ساهمت في صياغته لجنة مؤسساتية تضم 14 هيئة، ويشمل هذا البرنامج 133 نشاطا ثقافيا من ضمنها 45 نشاطا مخصصا للطفل، وسيبلغ عدد المتدخلين من محاضرين ومبدعين ومفكرين ومؤطرين 284 مساهما، وسيحفل برنامج هذه الدورة في عمومه بالعديد من الموائد المستديرة والمحاضرات واللقاءات المباشرة مع الكتاب والمفكرين، بالإضافة إلى البرنامج الخاص بضيف الشرف دولة فلسطين والبرامج التي تنظمها مؤسسات أخرى. وعلى غرار السنوات السابقة-يؤكد الوزير- سيتميز افتتاح هذه الدورة بتسليم جائزة المغرب للكتاب، التي تروم تحفيز الثقافة المغربية بمختلف حقولها وأصنافها. كما سيتميز اليومان الأولان للمعرض بالإعلان عن اللائحة القصيرة للجائزة العالمية للرواية، المعروفة إعلاميا بجائزة البوكر العربية التي يحضر فيها الإبداع المغربي ببعض أبرز أسمائه، وكذا بتسليم جائزة الأركانة العالمية للشعر، وكلا هذين الحدثين يكرسان الامتداد العربي والدولي للمغرب الثقافي. وذكر الوزير كذلك أن تنظيم هذه الدورة يدخل في سياق الورش الكبير للمغرب الثقافي الذي انخرطت فيه وزارة الثقافة بمعية كافة شركائها، وكذا في سياق برنامج النهوض بالصناعات الثقافية والإبداعية، حيث تم العمل منذ ثلاثة سنوات على تنظيم معارض جهوية للكتاب والنشر بكل جهات المملكة لتقريب الكتاب من المواطنين، إلى جانب تنظيم الدورة الأولى لمعرض الطفل والناشئة. كما تطرق الوزير في هذه الندوة الصحافية إلى الحديث عن وجود مواطن ضعف تحد من من تطور صناعة الكتاب، تتجلى في تدني نسبة القراءة بالمغرب وهشاشة دور النشر التي لا تتعدى ثمانين مؤسسة، بالإضافة إلى ضعف حلقة التوزيع والترويج وتراجع ملحوظ في عدد مكتبات البيع، وكذا ضعف عدد النسخ المطبوعة من كل إصدار. ولتجاوزهذه النقائص تدريجيا –يوضح الوزير- وضعت وزارة الثقافة آلية جديدة لدعم وتنشيط قطاع النشر والكتاب يستفيد منها الكتاب والناشرون ومكتبات البيع والجمعيات والمقاولات الثقافية في شكل طلبات عروض مشاريع خصص لها غلاف مالي يقدر بعشرة ملايين درهم نسويا. وفي ختام هذه الندوة، تم الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة المغرب للكتاب، ففي صنف العلوم الإنسانية: عبد الإله بلقزيز، عن كتاب "نقد التراث"، وفي صنف العلوم الاجتماعية، مناصفة لكل من محمد حركات عن كتاب "مفارقات حكامة الدولة في البلدان العربية"، وحسن طارق عن كتاب "الربيع العربي والدستورانية: قراءة في تجارب المغرب، تونس ومصر"، وفي صنف الدراسات الأدبية واللغوية والفنية: رشيد يحياوي عن كتاب "التبالغ والتبالغية نحو نظرية تواصلية في التراث"، وفي صنف الترجمة: عبد النور الخراقي، عن كتاب "روح الديمقراطية: الكفاح من أجل بناء مجتمعات حرة لمؤلفه لاري دايموند"، وفي صنف السرديات والمحكيات: محمد برادة عن كتاب "بعيدا عن الضوضاء، قريبا من السكات"، وبخصوص صنف الشعر، قررت اللجنة حجب جائزتها.