من المؤكد أن المغرب نظم عدة تظاهرات قارية ودولية على أرضه في مختلف الرياضة، لكن منافسات كأس العالم للأندية 2014 بمدينتي الرباطومراكش يبقى أبرزها على الإطلاق، لأنه يهم اللعبة الأكثر شعبية في العالم. ونجح المغرب في تنظيم ثاني دورة من "الموندياليتو" بنجاح رغم بعض الهفوات البسيطة التي من الممكن تجاوزها مستقبلا، خاصة أنه استفاد من أخطائه بدورة 2013، ليثبت أنه قادر على احتضان تظاهرة بحجم كأس العالم للأندية. وأقامت اللجنة المنظمة المحلية حفل افتتاح مميز وباهر اعتمد على التلاعب الأضواء وتقنيات الليزر، كما لم يكن حفل الاختتام أو ما يمكن اعتباره احتفال المغرب بتتويج ريال مدريد باللقب، بالأقل تميزا أو إبهارا للمتتبعين. واستطاع المنظمون ل "الموندياليتو" أن يوفروا كافة المتطلبات وسبل الراحة للأندية السبعة المشاركة ولجماهيرها، وبالطبع لوفد الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، ما دفع الجميع للإشادة بحفاوة استقبال الجانب المغربي. وما عزز هذا النجاح هو تفاعل الجماهير المغربية مع نادي ريال مدريد الإسباني ذي الشعبية الجارفة بالمغرب، في مباراتي النصف والنهائي، حيث امتلأ ملعب مراكش الكبير بشكل جعل الكثيرين يعتقدون أن الريال يلعب على أرضية معقله "سانتياغو بيرنابيو" بالعاصمة مدريد. ولم ينحصر تجاوب المغاربة مع النادي الملكي، بل إنهم آزروا نادي أوكلاند سيتي النيوزلندي مفاجأة البطولة، ولعبوا دورا مهما في احتلاله المركز الثالث، واختارت فئة أخرى أن تساند نادي سان لورينزو الأرجنتيني وجماهيره التي فاقت 10 آلاف متفرج. وحدها فضيحة المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط التي شاهدها الملايين في العالم، نغصت على المغرب فرحته بتنظيم "الموندياليتو"، لكنها مع ذلك كشفت عن تلاعب وفضائح جهات معينة في صفقات ساهمت في تلطيخ صورة المغرب في انتظار أن تنال العقاب اللازم.