الأيادي التي تبصر الأطياف و الأحلام يختتم اليوم بكاتدرائية مدينة الدارالبيضاء (القلب المقدس)، المعرض الجماعي للفنون التشكيلية والذي كان انطلق في الثاني عشر من الشهر الجاري تحت رئاسة وإشراف الفنان التشكيلي بريك هير باعتباره رئيسا للأكاديمية العالمية للفن، وتكمن قيمة هذه التظاهرة الفنية الكبيرة في مشاركة أكثر من عشرين فنانا تشكيليا من المغرب وخارجه، يمثلون تفاوتا في التجارب والأساليب بل وحتى في الأعمار، إذ خصصت إدارة المعرض لكل فنان مكانا خاصا به، يعرض فيه بعضا من تجاربه المختلفة والمتنوعة بشكل مستقل ومنفرد، كما صمم المعرض ليكون فضاء منفتحا على كل الزوار والمبدعين يعمل كل فنان فيه على خلق جو من الحوار والنقاش، هذا بالإضافة إلى تبادل التجارب وتسويقها. إنها تجربة متميزة تقاسم فيها الكل احتفالهم بتكريم أحد أعمدة الفن التشكيلي المغربي، الفنان عبد الرحمان رحول مدير المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء، حضر هذا الحفل عدد وفير من الفعاليات من مختلف المجالات: تشكيليين ونقادا وباحثين ومجمعاتيين، ليتشارك الجميع معا في تجاربهم الثقافية والفنية والجمالية على حد سواء بلغة الصمت الناطق باسم الإبداع أمام أروقة كل المشاركين. بفضل هذا المعرض الجماعي المتميز أسعد الكل بالتنوع والغنى في الإبداع التشكيلي الذي تعرفه مدينة الدار البيضاء، وكذلك النقاشات الرائعة التي جرت بين الحاضرين والعارضين داخل الفضاء الواسع للكاتدرائية بعلوه المتميز، وجمال هندسته الرائعة، المصممة أصلا للغذاء الروحي، والتي أصبحت اليوم صالة كبيرة للعرض لا يوجد مثيل لها، لتكمل وظيفتها على المستوى الروحي والوجداني والثقافي. وبالمناسبة تم توقيع إصدار الجزء الأول من كتاب: "أصوات الصمت" للدكتور عبد الله الشيخ على إيقاع مقامات تشكيلية ليحيي من خلاله تجارب الماضي ومدى علاقاتها بما هو معاصر، تكريما للفنانين الراحلين، واعترافا بعطاءاتهم حتى لا تنسى مع مرور الأزمنة. كما ثمة حاجة للاحتفال بإبداعات الراهن اليوم، وإلى من يدعم الفن المعاصر ومن يوثقه ويؤسس له جماليا ومرجعيا ومعرفيا كأمثال الدكتور عبد اللطيف ندير والناقد محمد أديب السلاوي والدكتور عبد الله الشيخ وعبد الرحمان بن حمزة وعزيز داكي، وغيرهم من النقاد الفنيين الذين أثروا الساحة الفنية بكتب ودراسات وأطاريح جمالية تناولت العديد من التجارب التشكيلية التي لها حضور فعال وقوي على الساحة الفنية. يشار إلى أن الأسماء التشكيلية المشاركة في هذا المعرض هي: مونية عمور ومصطفى بخشي وأحمد بناني وخديجة بناني ومونيا بوطالب وأحمد بويدي وعبد الهادي الشاهدي وعبد العظيم الشرقاوي وحسن الشيخ ودريسي علمي سومية وعبد الرحيم الحسني ومحمد قبوع وإيمان ميكو ونجاة مفيد وليلى المنجرة وحياة السعيدي ورشيد زيزي وجليل أيت بالعسال وسعد بوحمالة وخالد بيي وسعيد بيي والكو زهرة، وحميد فوزي، وأمين نقود، وكنزة المكداسني وإغور لوغينون ومحمد المنصوري، وسوزان ستراندانجر، وفيكتور مامان. *فنان تشكيلي وناقد