وهبي يتهم جمعيات المحامين ب"الابتزاز" ويُكَذب تصريحات بشأن قانون المهنة    تأهيل طرق دواوير بإقليم سيدي إفني    منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تطلق بباريس مراجعة سياسات الاستثمار في المغرب    نتنياهو يقيل وزير الدفاع جالانت بسبب "أزمة ثقة"    مشروع الميزانية الفرعية لوزارة الداخلية برسم سنة 2025 يندرج في إطار مواصلة تفعيل مخططاتها وبرامجها الهيكلية (لفتيت)    ذكرى استرجاع أقاليمنا الجنوبية    حكومة إسبانيا تعلن خطة مساعدات بعد فيضانات خلفت 219 قتيلا    الرباط.. إطلاق العديد من مشاريع التسريع المدني للانتقال الطاقي    وقفة تستنكر زيارة صحفيين لإسرائيل        وزير الشباب والثقافة والتواصل يحل بمدينة العيون    عندما طلب مجلس الأمن وقف «المسيرة « وأجاب الحسن الثاني : لقد أصبحت مسيرة الشعب    بنك المغرب يكشف حقيقة العثور على مبالغ مالية مزورة داخل إحدى وكالاته    الوداد يواجه طنجة قبل عصبة السيدات    "يوسي بن دافيد" من أصول مغربية يترأس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط    "الأطفال وكتابة الأشعار.. مخاض تجربة" إصدار جديد للشاعرة مريم كرودي    18 قتيلا و2583 جريحا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية خلال الأسبوع المنصرم    مجموعة بريد المغرب تصدر طابعاً بريدياً تذكارياً بمناسبة الذكرى العاشرة لمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر    الأحمر يغلق تداولات بورصة الدار البيضاء    أخنوش: خصصنا في إطار مشروع قانون المالية 14 مليار درهم لدينامية قطاع التشغيل            مرحلة ما بعد حسم القضية..!    التجمع الوطني للأحرار يستعرض قضايا الصحراء المغربية ويشيد بزيارة الرئيس الفرنسي في اجتماع بالرباط    قرض ب400 مليون أورو لزيادة القدرة الاستيعابية لميناء طنجة المتوسط    جدل في البرلمان بين منيب والتوفيق حول الدعوة ل"الجهاد" في فلسطين    بن صغير يكشف أسباب اختياره للمغرب    تحقيقات جديدة تهز كرة القدم التشيلية    كَهنوت وعَلْموُوت    رئيس الحكومة يستعرض إنجازات المغرب في التجارة الخارجية    التساقطات ‬المطرية ‬أنعشت ‬الآمال ..‬ارتفاع ‬حقينة ‬السدود ‬ومؤشرات ‬على ‬موسم ‬فلاحي ‬جيد    "روائع الأطلس" يستكشف تقاليد المغرب في قطر    الاحتقان يخيم من جديد على قطاع الصحة.. وأطباء القطاع العام يلتحقون بالإضراب الوطني    مستشارو فيدرالية اليسار بالرباط ينبهون إلى التدبير الكارثي للنفايات الخضراء و الهامدة بالمدينة    "متفجرات مموهة" تثير استنفارًا أمنيا في بولندا    فن اللغا والسجية.. المهرجان الوطني للفيلم/ جوائز المهرجان/ عاشت السينما المغربية (فيديو)    الأرصاد الجوية تتوقع ارتفاع الحرارة خلال الأيام القادمة في المغرب    غير بعيد على الناظور.. حادث سير مروع يخلف عشرة جرحى    حقيقة انضمام نعية إلياس إلى الجزء الثالث من "بنات للا منانة    أولمبيك أسفي يوجه شكاية لمديرية التحكيم ضد كربوبي ويطالب بعدم تعيينها لمبارياته    القفطان المغربي يتألق خلال فعاليات الأسبوع العربي الأول في اليونسكو        وزيرة التضامن الجديدة: برنامج عمل الوزارة لسنة 2025 يرتكز على تثمين المكتسبات وتسريع تنفيذ إجراءات البرنامج الحكومي    آس الإسبانية تثني على أداء الدولي المغربي آدم أزنو مع بايرن ميوني    صاعقة برق تقتل لاعبا وتصيب آخرين أثناء مباراة كرة قدم في البيرو    دقيقة صمت خلال المباريات الأوروبية على ضحايا فيضانات فالنسيا    ترامب يعد الأمريكيين ب"قمم جديدة"    تصفيات "كان" 2025.. تحكيم مغربي المباراة نيجيريا ورواندا بقيادة سمير الكزاز    أطباء العيون مغاربة يبتكرون تقنية جراحية جديدة    الجينات سبب رئيسي لمرض النقرس (دراسة)        خلال أسبوع واحد.. تسجيل أزيد من 2700 حالة إصابة و34 وفاة بجدري القردة في إفريقيا    إطلاق الحملة الوطنية للمراجعة واستدراك تلقيح الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة بإقليم الجديدة    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    وهي جنازة رجل ...    أسماء بنات من القران    نداء للمحسنين للمساهمة في استكمال بناء مسجد ثاغزوت جماعة إحدادن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقرير بخصوص منشأة سوسيو ثقافية بأكادير تحولت إلى مرفق إداري
نشر في بيان اليوم يوم 26 - 12 - 2014

* تحويل المعهد الموسيقي والمركب الثقافي إلى ملحقة ومكاتب إدارية...
* بيروقراطية وانحراف عن المنهجية السوسيوثقافية للمشاريع الكبرى بالمدينة
تلقت جمعية بييزاج للبيئة والثقافة بأسف كبير وبحسرة بالغة الأثر، نبأ تغيير وظيفة المركب الثقافي والمعهد الموسيقي لتكوين الأطر بتالبورجت بأكادير، إلى مركب إداري للموظفين، وهو ما يعتبر انحرافا في مجال التسيير والتدبير للشأن المحلي، وأسسنا اعتباراتنا لتدارس هذا المشكل من منطلقات مقارناتية ورصدا لاختيارات تسييرية محلية متشابهة وغير بعيدة، وحاولنا فهم منطق التسيير المحلي من مستلزمات ومتطلبات فئات وطبقات عريضة من المجتمع من المواطنين الذين لهم حاجيات أساسية لأبنائهم وليست كمالية، لتعلم الفنون المختلفة والذين هم في أمس الحاجة إلى هذه النوعية من المرافق السوسيوفنية وثقافية وتربوية لتعلم فنون: الرسم - الموسيقى – المسرح - الرقص... وحاجة شباب المنطقة بصفة عامة إلى ارتياد مؤسسات توفر لهم قاعدة لتهذيب السلوك، ولتسريح الانفعالات عبر مجالات الإبداع والتعبير، للتربية الفنية والموسيقية والمسرحية والتشكيلية وغيرها، منطلقنا هو أن تكثيف فضاءات الإبداع والتعلم الفني يدفع نحو مدارج الحداثة والعصرنة وقيم المواطنة والنبل، وتهذيب السلوك والابتعاد عن الانحراف والعنف، وإن الإجهاز على هذه المرافق السوسيوتربوية ذات الأهمية الفنية يشجع بشكل غير مباشر نمو وتفريخ شباب يحمل عدوانية نفسية تجاه الآخر ويكون طعما للانحراف والتشرميل وصيدا صائغا لجماعات التكفير والتطرف التي تشتغل ليل نهار وعبر جميع الوسائط والوسائل، لذلك يجب القطع مع هذه الانحرافات في مجال تسيير المرافق العمومية ذات المنفعة السوسيوثقافية، التي تتنافى وحاجيات الشباب والطفولة والأسر، وإيقاف هذا الإجهاز على المرافق الثقافية ذات الأهمية التربوية في تعلم الفنون والولوج إلى فضاءات الثقافة والترفيه كحق من حقوق الأطفال والشباب والكبار كذلك في التنمية المحلية بمدينة أكادير التي تفتقر لهذا النوع من المنشئات.
-1 قانونيا وحسب المختصين لا يمكن تغيير وظيفةAffectation ومعالم إحداث منشأة سوسيوثقافية ما لم تحصل الجماعة على موافقة من لدن الوزارة الوصية.
استبشرت جمعية بييزاج للبيئة والثقافة بأكادير الكبير كباقي الجسم الثقافي والفني والإبداعي بالمدينة إقدام المقاولة على إتمام أشغال بناء مشروع المركب الثقافي والمعهد الموسيقي الكبير لتالبورجت، بجوار حديقة ابن زيدون، بزنقة المعرض وبقلب المدينة حيث تنعدم المؤسسات والمركبات السوسيوثقافية والفنية بتلكم المنطقة، المشروع كان تمرة تنزيل للمجلس البلدي سنة 2001 وقام المجلس الموالي في الفترة النيابية 1997 – 2003 بتخصيص اعتمادات مالية لبناء هذا الصرح الثقافي والفني في فترة لم تكن تعير فيه المجالس المنتخبة بالمغرب أهمية للتجهيزات السوسيوثقافية والتربوية أية أهمية، نظرا لمتطلبات التجهيزات الأساسية: الطرق الحضرية، والإنارة، والمساحات الخضراء، وتدبير التوسع العمراني، فكانت بذلك نقطة مضيئة في التسيير المحلي بأكادير، لكننا بالمقابل تفاجئنا كباقي الفاعلين في الحقل البيئي والثقافي بالمدينة بمعرفة أن هذا الصرح الحضاري والثقافي الذي بني بأموال دافعي الضرائب سيتحول إلى مركب إداري بلدي خاص بالموظفين مقابل تفريغ مكاتب البلدية الحالية وتخصيصها لأعضاء المكتب الذين سيتحولون إلى موظفين قارين بتلك المنشأة، هذا المعهد الذي كان سيعد طفرة نوعية بالنصف الجنوبي للمملكة ومنشأة تساهم في نشر وتعميم الثقافة والفنون وتخريج الكوادر الفنية والأطر الموسيقية، والانخراط في مدارج الحداثة بمدينة أضحت حديث العام والخاص، وتنعدم فيها شروط الاشتغال وظروف التنمية الثقافية التي تم وأدها أمام تنامي مظاهر الانحراف والإجرام والتشدد والتكفير الذي يجد له فضاءات ومستنبتات عدة بالمنطقة، وتساءلنا جميعا: منتخبين، سلطات، مجتمع مدني، إعلام، رجال تربية، وأسر، قانونيا لا يمكن تغيير وظيفة ومعالم منشآت سوسيوثقافية ولو بإجماع المنتخبين في دورة الجماعة، ما لم تحصل على موافقة من وزارة الداخلية قسم الجماعات المحلية، وإن حدث هذا فعلا فهو ردة غير مسبوقة في التسيير الجماعي بالمنطقة. على اعتبار أن المدينة بحاجة ماسة إلى مرافق كبرى: مسارح/ قاعات سينما/ خزانة جامعية كبرى/ تتناسب ومكانتها الثقافية والسياحية والاقتصادية والتجارية، كما هو معمول به الآن بمدن أخرى تخلفت أكادير كثيرا على اللحاق بها على مستوى التجهيزات السوسيوثقافية والفنية والإبداعية الكبرى.
-2 تعطيل إتمام أشغال المعهد لما ينيف عن عقد من الزمن، كلف ميزانية الجماعة أموال طائلة، وساهم في وأد العمل الثقافي والفني، مما يفتح المجال لنمو الانحراف وتنامي الفكر الظلامي بالمنطقة.
دأبت المجالس المنتخبة السابقة على بناء تجهيزات أساسية بالمدينة، في فترة كانت تعرف نموا حضريا مضطردا، وبالرغم من المؤاخذات الكثيرة على نمط التسيير الذي قد لا يتفق معه العديد من المواطنين كحق في الاختلاف والروئ والديمقراطية المحلية، فالمواطنون بالمدينة من جهة أخرى يؤكدون تحقيق منجزات مهمة بالمدينة، كالقاعة المغطاة والمركبات الثقافية، والمحطة الطرقية، ومشروع ممر توادا الشاطئي والدعم المادي والمعنوي للفعل السياحي بالمدينة في التجهيزات الأساسية وتنشيط الحركة والفعل الثقافي والسياحي بالمدينة، ويجمع مختلف الفاعلين المحليين في مجالات الثقافة والفنون والمسرح بأن حاضرة سوس راكمت في السنوات الأخيرة تخلفا وترديا لاختيارات محلية غير تشاروية وغير تشاركية، تعتمد نمط القرار الأحادي الجانب في أحيان كثيرة، والإقصاء وتهميش الكوادر المحلية المنتخبة والجمعوية والأكاديمية أحيانا أخرى، ومن باب هذه الديمقراطية التي قد تكون أحيانا انحرافا لا شعبي ولا ثقافي ننصب أنفسنا نحن كجمعية للمجتمع المدني أمام صمت الجميع على هذه الردة الفنية والثقافية الغير مقبولة من مجلس منتخب للدفاع عن حق أساسي من حقوق الإنسان في التنمية الثقافية والفنية لأطفالنا وشبابنا وأجيال من بعدنا، في مشروع أريد له أن يكون بابا من أبواب مدارج الانفتاح والحداثة والرقي بالذوق الفني والجمالي للناشئة، وليس الإجهاز عليه ثارة بتهميشه لمدة تقارب عشر سنوات بدون وضع أية ياجورة جديدة، وتارة أخرى بتحويله إلى ملحقة إدارية لموظفي البلدية الذين هم في حاجة إلى تحفيزات وسكن ورد الاعتبار وتقدير لمجهوداتهم المشكورين عليها بالمدينة، بدعوى الخصاص في المكاتب وإفراغ البلدية الحالية التي لها حمولة ورمزية تاريخية ووطنية، وهو ما يعد من وجهة نظرنا كجمعية انحراف وتجني ومصادرة غير مبررة لحقوقنا الثقافية والفنية بالمدينة التي نحن جميعا شركاء في تنميتها ونقد التسيير الذي يجانب الصواب أحيانا في اختياراته ومنطلقاته، واغتصاب لحقوق أجيال من الأطفال والشباب، لمنشأة كانت ستعد منارة في الإبداع والتربية الفنية الموسيقية والإشعاع الثقافي بقلب المدينة.
-3 بعيدا عن منطق الافتراء والتظليل، منطلقاتنا لا سياسية ولا إيديولوجية بل مقارنات ميدانية واقعية لتجربين بأكادير الكبير.
قامت بييزاج بتحري نموذج مشابه للمركب الثقافي والمعهد الموسيقي الكبير لأكادير، وهو المركب الثقافي والموسيقي والفني لآيت ملول مدينة تنتمي لحاضرة أكادير الكبير، يسيرها مجلس منتخب بشكل ديمقراطي، مجلس ايت ملول أبى إلا أن يتم مشروع المركب الثقافي رغم أن الإمكانات والموارد المالية غير متشابهة تماما، فأبى هذا المجلس والمنتخبون إلا أن يخصصوا سنويا مبالغ مالية تقدر مابين 2 إلى 3 مليون درهما، لبناء وتجهيز هذه المنشأة التي انطلق بناؤها في سنة 2004، بعد الدارسات التقنية التي شرع فيها سنة 2001 وبعد مرور فترتين نيابيتين إلى الآن، وطبقا لمبادئ الاستمرارية فإن المشروع اكتمل وأصبح جاهزا للاشتغال وانتصب صرحا إشعاعيا وثقافيا بقلب مدينة ايت ملول التي تحاصرها الأحياء الصناعية من كل مكان، بل أكثر من ذلك ارتأت الجماعة الحضرية لأيت ملول تسيير المنشأة بطريقة تشاركية، فقام المجلس بإبرام اثقافية شراكة وتعاون مع وزارة الثقافة لتسيير وتجهيز المنشأة وهو ما تم وهذا يبرز إلى حد ما نضج التجربة وعمقها في تغليب الإطار التشاركي على الفكر الأحادي الجانب في التعامل مع المرافق السوسيو ثقافية، وقامت الوزارة بتجهيز القاعات وصالة العرض الكبرى بالصوتيات والإنارة وتجهيز المكاتب بكل المستلزمات في انتظار تجهيز المكتبة بالكتب وقاعات الموسيقى بالآلات وغيرها، والأطر المنشطة ويقوم مدير معين من طرف وزارة الثقافة بالسهر على تسيير وتدبير المركب الثقافي في إطار تشاركي مع المجلس البلدي لأيت ملول بالإضافة إلى تهيئ مساحات خضراء وفضاءات اللعب المجاورة على امتداد شريط فارغ بجانب المركب،... بييزاج اجتمعت بمهندس المشروع، الذي فاز بمشروع تأهيل سوق الجملة القديم (مارشي كرو باكادير) وتم إلغاؤه من طرف المجلس الحالي في بداية عهدته سنة 2003 ولا يزال المشروع نقطة سوداء يرتادها المنحرفون والأشخاص بدون مأوى وتحول الفضاء إلى مرحاض عمومي مفتوح ومرتع للسكارى وكائنات الليل، حتى صار المشروع معلقا إلى يومنا هذا، صرح لنا المهندس أنه تابع المشروع من ألفه إلى يائه رغم الصعوبات المالية والإكراهات، فمجلس أيت ملول الذي لا يتوفر على مقر مناسب لأشغال دوراته، لم يتدخل قط لتغيير معالم المركب الثقافي أو الإجهاز عليه وتحويله مقر للبلدية التي تسير أشغال المدينة من مقر عادي جدا قد لا يصل حتى حجم المجزرة العتيقة بالحي الصناعي بأكادير، ورغم ذلك أبى مجلس ايت ملول إلا ن يتم المشروع حسب إمكانياته بشعار: نحن ذاهبون فلنترك لشبابنا وأطفالنا مجالات للإبداع والانفتاح والتعبير، وقد زارت بييزاج المشروع أثناء الأشغال رفقة المهندس المشرف، واطلعت على مكوناته التي تعتبر رائدة على المستوى المحلي والجهوي، عبر قاعات للمطالعة وخزانة بلدية مجهزة بأحدث الوسائل التكنولوجية وقاعات لتعلم الموسيقى والفنون الحرفية الأصلية، وقاعة كبرى للعرض (مسرح) تتسع لحوالي 300 متفرج، بالإضافة إلى كواليس وغرف الممثلين وأماكن خاصة بدوي الاحتياجات الخاصة... إلى غير ذلك من المرافق المهمة في هذه المنشأة الرائدة جهويا. وبهذا فمجلس ايت ملول بكل منتخبيه في الأغلبية والمعارضة يستحق الثناء والتقدير بإخراج وإنجاز وإتمام هذا المرفق السوسيوتربوي للساكنة الملولية التي هي في أمس الحاجة إليه.
فيما يخص المركب الثقافي والمعهد الموسيقي لأكادير فقد تم التغاضي عن إتمام أشغاله، وتهميشه من ميزانية التجهيز لبلدية أكادير لما يزيد عن عشر سنوات، وبقي نقطة سوداء وملاذا للمنحرفين ومن هم بدون مأوى في قلب المدينة النابض، وعوض أن يؤدي دوره المنوط به في تخريج موسيقيين وفنانين تحول إلى مكان تقطنه أسر متشردة وأطفال الشوارع والمنحرفون، وتم الإجهاز على هذا المرفق السوسيو تربوي بدعوى خلق مرافق القرب، وتم شرخ الاستمرارية التسييرية في إتمام الأشغال، وطلب المجلس الحالي عوض ذلك إيفاذ لجن تقصي الحقائق بدعوى أن ثمة خروقات في المشروع من الناحية الهندسية والمالية التي لا تناسب وهندسة معهد موسيقي، وحسب معطياتنا فإن من خلاصات نتائج لجنة التقصي أنها نفت أي خروقات أو اختلالات، واعترفت بكون المعهد بني بمعايير فنية وجمالية وهندسية عالية الجودة وذلك ما أكده أحد المنتخبين بالمجلس الحالي العارف بشؤون المطبخ الداخلي، وكانت الأشغال تحت إشراف مهندس مشهود له بالكفاءة والمهنية على الصعيد الجهوي والوطني،وأقرت اللجنة أن المعايير المعتمدة تتناسب بل وتفوق ما هو موجود بشمال أفريقيا، فأين الخلل إذن؟ بالإضافة إلى تراكم مؤخرات مالية للمقاولة المشرفة على البناء والتي ناهزت ملايين الدراهم، فكيف ثم التفاوض معها وهذه أموال المواطنين ودافعي الضرائب، وحسب معطياتنا التي استقيناها بخصوص المعهد الموسيقي لتالبورجت فهو مؤسسة ثقافية لتكوين الأطر الموسيقية، أي لا يقتصر على تدريس الموسيقى فقط خلال فترات التكوين الأولية بل كان سيساهم في تكوين الأطر الموسيقية المؤهلة لممارسة تدريس هذه المادة الفنية بمؤسسات التربية والتعليم أو المعاهد الموسيقية المحدثة، بالإضافة إلى التعلم في فضاءات مناسبة لأبناء الأسر من الطبقات المتوسطة، كما يتوفر المعهد على قاعات خاصة بالتدريب بالقبو حتى لا يحدث ضجيج أو ضوضاء للعاملين في الطابق الأرضي والأول والثاني، ويتوفر على قاعة عروض من الطراز العالي تتسع لحوالي 700 متفرج وفق أحدث المواصفات الفنية والهندسية ومعايير السلامة والإغاثة، كما يتوفر على مسالك الولوجية لذوي الاحتياجات الخاصة، وعلى خزانة ومكتبة موسيقية، وقاعات للإعلاميات، وكل المستلزمات الفنية والثقافية الضرورية، كما أن تسيير المنشأة كان سيتم وفق مقاربة تشاركية مع وزارة الثقافة، والوكالة اليابانية للتنمية عبر تخصيص غلاف مالي يقدر ب 5 ملايين درهما لتجهيز المعهد بالصوتيات والإنارة والآلات الموسيقية، الاتفاقية توفيت مع تهميش المعهد.. وتجدر الإشارة إلى أن موقع المعهد الموسيقي لتالبورجت يوجد بفضاء جد مناسب لممارسة أدواره بجانب حديقة ابن زيدون، وتتوفر فيه جميع الشروط ليكون منارة فنية وثقافية وسوسيوتربوية لإشاعة قيم التسامح والحضارة، وتربية الذوق الفني والجمالي، وفضاء للأسر الأكاديرية لتعليم أبنائها في معهد بمواصفات عالية الجودة من الناحية الهندسية والتربوية تليق بهم.
-4 مطالبنا مطالب قانونية ودستورية في الحفاظ على المعالم الحضرية والثقافية وحمايتها.
في الفصل 12 من الدستور: "تُساهم الجمعيات المهتمة بقضايا الشأن العام، والمنظمات غير الحكومية، في إطار الديمقراطية التشاركية، في إعداد قرارات ومشاريع لدى المؤسسات المنتخبة والسلطات العمومية، وكذا في تفعيلها وتقييمها". وعلى هذه المؤسسات والسلطات تنظيم هذه المشاركة، طبق شروط وكيفيات يحددها القانون.
إن تحويل المعهد الموسيقي الكبير لأكادير إلى ملحقة إدارية دون الأخذ برأي الجمعيات الثقافية والفنية والمثقفين والمبدعين بالمدينة وبدون تفعيل للديمقراطية التشاركية كما يقتضيها القانون والدستور، يعتبر انحرافا وسلوكا سياسيا لا شعبيا ولا ثقافيا ولا فنيا ووأدا للمبادرات الخلاقة في بناء منشآت تليق بحجم ومكانة اكادير كوجهة اقتصادية، سياحية، وثقافية، وتكريس للتراجع في الرقي بمدراج الحداثة وتنمية الذوق الفني، وتنمية الفعل الثقافي والتنشيطي بالمدينة، نطالب المجلس الجماعي الذي نعتبره مؤسسة منتخبة ديمقراطيا من إرادة الشعب والمواطنين، كمسؤول ومؤتمن أمام الشعب عن اختياراتنا وحاجاتنا الأساسية قبل اختياراته، وحاملا للأمانة في تدبير شؤوننا وحاجاتنا المحلية التنموية للثقافة والفنون بالمدينة، نطالبه بالعودة لجادة الصواب بالتراجع عن قرار تحويل هذه المعلمة الثقافية إلى مرفق إداري، وبإتمام أشغال المعهد الموسيقي والمركب الثقافي وإخراجه لحيز الوجود دونما تغيير لوظائفه التي أحدث من أجلها منذ 2001، والقطع مع النهج البيروقراطي ذي الصبغة الإدارية الذي لا يتناسب بتحويل المنشأة السوسيوثقافية والفنية إلى مكاتب إدارية بالمدينة، التي هي في غنى عنها لوفرتها بكل الدوائر والمقاطعات، ونعتبر أن الديمقراطية أساسها التنمية المحلية التي تخدم مطالب وحاجيات المواطنين من مختلف الفئات الاجتماعية وتخدم مطالب الشباب والطفولة بالدرجة الأولى، ونحيل المجلس المحترم على الاكتظاظ والإقبال الذي يعرفه المعهد الحالي بالحي الصناعي وظروف التسجيل واشتغال الأطر والكوادر بذلك المكان الضيق هندسة والأشبه بزنزانات منه إلى معهد رحب ومفتوح، وهو ما يفسر الحاجة الملحة لهذه المرافق بمختلف المقاطعات وليس بوسط المدينة فقط، نحن بحاجة إلى معاهد فنية وموسيقية وثقافية، ودور سينما، وقاعات عروض فنية وتشكيلية، ومتاحف محلية وجهوية للتراث المادي واللامادي، ومكتبات جامعية كبرى، ومسارح ومعاهد موسيقية بكل المقاطعات، ببنسركاو، تيكيوين، أنزا العليا والسفلى، حتى نضع حدا لأعشاش الانحراف والتكفير والتطرف المتنامي، هذا هو واجبنا اتجاه شباب هذه المدينة. ونحن بحاجة إلى نشر وتوطين قيم إنسانية بديلة لقيم العنف والاعتداء والاحتقار، نعتبر الديمقراطية والحرية في الرأي والتعبير حق دستوري للمجتمع المدني في التصدي لكل القرارات التي تتناقض مع حاجياتنا الثقافية والفنية الملحة، والتي نستشف منها خطرا محدقا بالأمة خصوصا الشباب والطفولة بقتل مرافق تقطع مع دعوات الانحراف والتطرف التي تجندت ضدها كل القوى الحية والسلطات والمنتخبين والجمعيات وكافة مؤسسات الدولة في الآونة الأخيرة، ندعو المجلس الجماعي لأكادير للاقتداء بمجلس ايت ملول والقيام بزيارة ميدانية للمركب الثقافي بهذه المدينة، ندعو السلطات الولائية ووزارة الداخلية ووزارة الثقافة إلى إيقاف هذه المذبحة التي تلحق مؤسسة سوسيوثقافية وتربوية نظرا لأهميتها ولأبعادها في فقدان الثقة في الفعل السياسي للمجالس المحلية، بتبني قرارات لا قانونية ولا شعيبة وبتغيير وظيفة المنشآت المحلية ذات المنفعة العامة وتبعاتها الوخيمة على التنشيط الثقافي والفني بعاصمة سوس، ولنأخذ العبرة في التدشينات الأخيرة، للمنشآت السوسيوثقافية والفنية الكبرى بالمغرب التي يقودها عاهل البلاد جلالة الملك محمد السادس.
*رئيس جمعية بييزاج للبيئة والثقافة حماية البيئة مسؤولية التزام واخلاق


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.