سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحويل المعهد الموسيقي إلى ملحقة ومكاتب إدارية يثير غضب الجمعويين بأكادير جمعية "بييزاج": تغيير وظيفة المرفق العمومي يعد انحرافا في مجال التسيير والتدبير للشأن المحلي
لم يدم استبشار السكان والفاعلين المحليين المهتمين بالمجال الثقافي والفني بخصوص إحداث مركب ثقافي ومعهد موسيقي بحي تالبرجب بمدينة أكادير كثيرا، إذ توصلوا بخبر تراجع الهيئات الوصية عن تخصيص المركب لوظيفته الأصلية وتحويله إلى مركب إداري للموظفين، في عز الخصاص الذي تعرفه المدينة في ما يخص المؤسسات السوسيوثقافية بحكم توسعها العمراني. ومعلوم أن المشروع الذي يوجد بحي تالبورجت، بجوار حديقة ابن زيدون، وبالضبط بزنقة المعرض حيث تنعدم المؤسسات والمركبات السوسيوثقافية والفنية بتلكم المنطقة، كان ثمرة تنزيل مقررات المجلس البلدي السابق لسنة 2001، حيث قام المجلس الموالي في الفترة النيابية 1997 – 2003 بتخصيص اعتمادات مالية لبناء هذا الصرح الثقافي والفني، في الوقت الذي لا تهتم فيه المجالس إلا بالتجهيزات الأساسية للطرق الحضرية، والإنارة، والمساحات الخضراء، وتدبير عملية التوسع العمراني. وفي هذا السياق، قالت جمعية "بييزاج" إن تغيير وظيفة المركب الثقافي والمعهد الموسيقي لتكوين الأطر، يعتبر انحرافا في مجال التسيير والتدبير للشأن المحلي، حيث حاولنا فهم منطق التسيير المحلي من مستلزمات ومتطلبات فئات وطبقات عريضة من المجتمع، وحاجتها لتعلم الفنون المختلفة، والتي هي في أمس الحاجة الى هذه النوعية من المرافق لتعلم فنون الرسم والموسيقى والمسرح والرقص وغيرها". وأضافت "بيزاج"، في تقرير توصلت "المساء " بنسخة منه، أن "الشباب بحاجة إلى ارتياد مؤسسات توفر لهم قاعدة لتهذيب السلوك، وتسريح الانفعالات عبر مجالات الإبداع والتعبير، للتربية الفنية والموسيقية والمسرحية والتشكيلية وغيرها"، معتبرة الإجهاز على هذا النوع من المرافق ذات الأهمية الفنية يشجع بشكل غير مباشر على نمو وتفريخ شباب يحمل عدوانية نفسية تجاه الآخر ويكون طعما للانحراف والتشرميل، ويكون صيدا سائغا لجماعات التكفير والتطرف التي تشتغل ليل نهار وعبر جميع الوسائط والوسائل. ودعت "بيزاج" إلى "القطع مع هذه الانحرافات في مجال تسيير المرافق العمومية ذات المنفعة العامة، بشكل يتنافى وحاجيات الشباب والطفولة والأسر، وإيقاف هذا الإجهاز على المرافق الثقافية ذات الأهمية التربوية في تعلم الفنون الموسيقى والمسرح والتشكيل"، فعلى المستوى القانوني ترى الجمعية المحتجة أنه لا يمكن تغيير وظيفة ومعالم إحداث منشأة سوسيوثقافية ما لم تحصل الجماعة على موافقة من لدن الوزارة الوصية، منتقدة تعطيل إتمام أشغال المعهد لما ينيف عن عقد من الزمن، بشكل كلف ميزانية الجماعة أموالا طائلة، وساهم في وأد العمل الثقافي والفني، مما يفتح المجال لنمو الانحراف وتنامي الفكر الظلامي بالمنطقة. كما قامت بتحري نموذج مشابه للمركب الثقافي والمعهد الموسيقي الكبير لاكادير، ويتعلق الأمر بالمركب الثقافي والموسيقي والفني لآيت ملول التي تنتمي لحاضرة اكادير الكبير، وهي المدينة التي تقرر فيها إتمام مشروع المركب الثقافي رغم أن الإمكانات والموارد المالية غير متشابهة تماما، بغلاف مالي يصل إلى 3 ملايين درهم، لبناء وتجهيز هذه المنشأة التي انطلق بناؤها منذ سنة 2004 حيث أصبحت جاهزة للاستعمال بعد الشراكة العملية مع وزارة الثقافة. وانتقد التقرير عدم أخذ رأي الجمعيات الثقافية والفنية بالمدينة في موضوع تغيير وظيفة المرفق العمومي، معتبرة الأمر انحرافا لا شعبيا ولا ثقافيا ولا فنيا، ووأدا للمبادرات الخلاقة في بناء منشآت تليق بحجم ومكانة اكادير كوجهة اقتصادية وسياحية وثقافية، وتكريسا في الآن نفسه للتراجع في الرقي بمدارج الحداثة وتنمية الذوق الفني، وتنمية الفعل الثقافي والتنشيطي بالمدينة، كما طالب نشطاء "بييزاج" المجلس البلدي بالعودة إلى جادة الصواب بإتمام إشغال المعهد الموسيقي والمركب الثقافي، كما دعوه إلى الاقتداء بمجلس ايت ملول والقيام بزيارة ميدانية للمركب الثقافي بهذه المدينة، كما دعوا السلطات الولائية والوزارة الوصية الى إيقاف ما وصفته ب"التشويه" الذي يلحق مؤسسة سوسيوثقافية وتربوية، والوقوف سدا منيعا ضد تبني قرارات لا قانونية ولا شعيبة، مشددة على أن تغيير وظيفة المنشآت المحلية ذات المنفعة العامة، سينعكس سلبا على التنشيط الثقافي والفني بعاصمة سوس.