إدارة الماط تنظم حفل وداع لمدربها يناير القادم أخيرا تم الطلاق بين فريق المغرب التطواني والمدرب عزيز العامري، حيث اتفق الطرفان على الطريقة والشروط المادية لإنهاء مفعول العقد الذي يربطهما، وذلك بعد فترة شد ورد بين العامري ورئيس الفريق عبد المالك أبرون. وجاء انفصال المدرب عزيز العامري عن فريق المغرب التطواني محمل بالدروس والإشارات والدلالات المرتبطة بالاحتراف، والتعاقد في المجال بأهداف مع الدفاع عن المصالح الخاصة بكل طرف. كما ذكر بلاغ للفريق التطواني أن "المكتب المسير للفريق قرر تنظيم حفل تكريم للمدرب عزيز العامري، يوم 5 يناير 2015 بمدينة تطوان، اعترافا له على ما قدمه من خدمات للفريق خلال مدة تدريبه له". لا أحد ينكر نجاح التجربة في رحلة تعاقد انطلقت يوم 28 دجنبر 2010، في أول ارتباط بين الطرفين، ارتباط تجدد في 30 يونيو 2011 بتمديد مدة العقد، إيمانا بقيمة مضمون المشروع والأهداف الرامية إلى نقل المغرب التطواني من فريق نشط الدوري في القسمين الأول والثاني، وتأرجح نازلا وصاعدا في غياب استقرار التسيير خلال عدة عقود. وتابعنا كيف غير المغرب التطواني بمسيريه خريطة الكرة في القسم الاحترافي بالتحاقه بالفرق الوازنة المتنافسة عن الألقاب والمتبارية في الصدارة، كما عاينا كيف أذكى الفريق الحماس والأمل في رياضيي الشمال، وحرك فضاءات استقطاب المواهب والطاقات، وعمل على تنشيط جماهيره المعتزة بالانتماء لفريق عريق (المغرب أتلتيك تطوان). وتابعنا كيف أحرز المغرب التطواني لقبين في الدوري الاحترافي، وكان الفريق الأول المتوج في نظام الاحتراف، مترجما الدور الذي يلعبه التسيير تحت إشراف المكتب المسير بقيادة عبد المالك أبرون، وأضاف الفريق التطواني إنجازا آخر إلى رصيده، يتمثل في المشاركة في كأس العالم للأندية 2014، ودخول العالمية رغم التعثر في البداية. للأسف انتهت الرحلة الممتدة من 28 دجنبر 2010 إلى 22 دجنبر 2014، مسار أربع سنوات طبعه الاستقرار والاستمرار بالتحمل واحترام الأهداف والانخراط في المشروع، هذا المشروع الذي جر مسؤولي المدينة ومنتخبيها رفقة الجماهير، في أحلك اللحظات التي أفرزها الإخفاق في الموندياليتو بالهزيمة أمام فريق أوكلاند سيتي (نيوزيلندا) الذي كان في المتناول، أشياء حجبتها النجاحات. كما تابعنا كيف مزق الرئيس أبرون، موضحا أن المدرب العامري استفاد من مستحقات تناهز مليار سنتيم خلال السنوات التي قضاها في المغرب التطواني، وأن المدرب طالب بمستحقات عن المشاركة في كأس العالم للأندية مقابل الفوز عن أوكلاند سيتي في المباراة الأولى، وحدد منحة 50 مليون سنتيم، كما حدد منحة قيمتها 100 مليون سنتيم عن الفوز في اللقاء الثاني أمام وفاق سطيف الجزائري، ومبلغ 200 مليون سنتيم في حال الفوز عن فريق سان لورينزو؟ ولم يعارض أبرون هذا الطلب، بل الأدهى حسب هذا الأخير (الرئيس)، فإنه أهدى للمدرب العامري سيارته الخاصة عند التتويج بلقب الدوري الاحترافي، وبدوره العامري فاز مع المغرب التطواني بألقاب دوري شالنجر والدوري الاحترافي في مناسبتين، مع المشاركة في كأس العالم للأندية. يبدو أن المشاركة في الموندياليتو والإخفاق عجل بالطلاق، خاصة أمام الأخطاء التقنية المرتكبة، أوضحها ما حدث مع المهاجم محسن ياجور، كما سمعنا رئيس الماط يتألم ويتحسر عن المشاركة السلبية وهو يقف على مستوى أوكلاند سيتي ووفاق سطيف وسان لورينزو، حيث ظهر لأن المدرب حرم الفريق التطواني والكرة المغربية من مشاركة تاريخية. قراءة في المسار يتضح أن المغرب التطواني تراجع عند بداية الموسم، حيث خرج من منافسات كأس العرش في دور سدس العشر أمام فريق الفتح الرباطيو فتعذر عليه تكرار التوهج الذي بلغه من قبل، ليحدث التراجع المؤلم في فترة كان فيها المغرب التطواني على موعد مع التاريخ فأخفق. وكان طبيعيا أن تنتهي الرحلة بالطلاق أمام تصريحات المدرب الهادفة إلى التوضيح، كون المغرب التطواني يفتقد تجربة، وأن المطلوب من المدرب تحضير فريق يتنافس ويحافظ على مقعده ضمن الكبار، فالرئيس الذي يجر الفريق إلى الأعلى بطموح يكبر، وهي صفحة يطويها المغرب التطواني ليفتح أخرى ينتظرها التطوانيون أجمل.