احتجت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو- على قيام أسقفية قرطبة بتغيير اسم مسجد قرطبة في موقعها الإلكتروني وفي المطبوعات المعرفة به إلى اسم كاتدرائية قرطبة. وقالت الإيسيسكو إن هذا التصرف هو محاولة لطمس معالم التاريخ الإسلامي العريق في الأندلس، واستفزاز للمسلمين في العالم وبخاصة مسلمي اسبانيا. وأشادت الإيسيسكو بموقف حكومة إقليم الأندلس الذي عبر عنه وزير السياحة رفائيل رودريجز، الرافض لهذا التصرف غير القانوني وغير المعقول الذي يحاول إخفاء حقيقة المسجد، واحتجاجه على الأسقفية وتوجهه إلى رفع دعوى قضائية حول عدم دستورية إشراف الكنيسة على مسجد قرطبة. وطالبت الإيسيسكو اليونيسكو بالتدخل الفوري لإلغاء هذا القرار المخالف لمقتضيات إدراج هذا المعلم التاريخي الحضاري في لائحة التراث العالمي التابعة لها. ومسجد قرطبة بناه المسلمون في القرن الثامن الميلادي، وهو من أكبر معالم قرطبة التي كانت مصدر إشعاع ثقافي في تلك الفترة، وعندما استعاد المسيحيون السيطرة على قرطبة في القرن الثالث عشر الميلادي، أقاموا كاتدرائية وسط المسجد غيرت جزءا مهما من جماله وفنون عمارته. يذكر أن الإيسيسكو أطلقت في شهر سبتمبر الماضي حملة دولية للحيلولة دون تسجيل أسقفية قرطبة لجامع قرطبة باسمها بشكل نهائى، فى إطار القانون الصادر فى إسبانيا القاضى بتسجيل ملكية المعابد الدينية بأسعار رمزية. ووجه الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجرى، المدير العام للإيسيسكو رسائل حول هذا الموضوع، إلى كل من رئيسة الحكومة الإقليمية بالأندلس، والمديرة العامة لليونسكو، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى، والأمين العام لجامعة الدول العربية، دعاهم فيها إلى التحرك كل في نطاق صلاحياته واختصاصاته، في اتجاه منع تملك الكنيسة لمسجد قرطبة، والإبقاء عليه معلمة تراثية إنسانية مفتوحة للعالم أجمع.