في مشهد مأساوي، أسفرت عملية الهدم التي قامت بها، صباح أمس الخميس، القوات العمومية لبراريك ب "دوار دليم" الواقع بين مدينة تمارة والرباط، عن حدوث إصابات لقاطنين نقلوا على إثرها لمستشفى بن سيناء بالرباط، وتسجيل حالات إغماء في صفوف نساء حوامل وصراخ مسنات وأطفال، كما أسفرت عن هدم حوالي 9 براريك، وتشريد عدد من الأسر وتعرض أمتعتها وأثاثها للتلف، واجتثاث المغروسات، ونفوق عدد من رؤوس المواشي والدواجن. وأفادت إحدى القاطنات، في تصريح لبيان اليوم، أن السلطات قامت بمحاصرة المكان في الصباح الباكر لتشرع في عملية الهدم على الساعة السابعة صباحا، في حين أن الإنذار بالهدم الموجه للسكان، والصادر بقرار من المحكمة، كان يشير إلى الساعة العاشرة، مبرزة أن العملية همت براريك 120 أسرة، تقطن بالدوار منذ أكثر من 50 سنة. وأضافت المواطنة التي تحدثت إلى بيان اليوم، أن الساكنة "لم ترفض قرار الإفراغ، علما أن أغلبها يمارس الفلاحة المعاشية وتربية الدواجن على أرض هي مصدر عيشهم الوحيد، بل كانت تنتظر فقط من السلطات فتح الحوار من أجل التوصل إلى حل يرضي الطرفين، عوض ترك الساكنة في مواجهة الشركة التي فوتت لها الأرض، وتراجعت عن وعدها بتعويض حدد في 17 مليون سنتيم لكل أسرة". وأفاد قاطن آخر في حديث لبيان اليوم أن الأوضاع بدوار أولاد دليم "أصبحت كارثية وباتت جد مزرية، على اعتبار أنه لم تتم مراعاة ظروف الأسر الصعبة في عملية الهدم، ولم يتم منحهم أي مهلة حتى يتمكنوا من ترتيب أمورهم وإيجاد حل مع الشركة التي فوتت لها الأرض والحصول على تعويض منصف، خاصة أن سعر الأرض في منطقة الرياض بالرباط جد مرتفع". والواقع أن الإشكالية التي تعيشها مجموعة من الأسر بدوار ولاد دليم، والذين أصبحوا فجأة في وضعية بدون مأوى، تعود لسنوات، حينما كانت السلطات قد شرعت خلال تسعينات القرن الماضي في تفويت أراضي كيش الأوداية، إذ أن اللجنة التي أوكل لها الأمر مكنت أشخاص من خارج دوار أولاد الدليم من الاستفادة من الحصص المخصصة لأبناء الدوار.