توزيع 183 فرنا على ساكنة جماعتي سيدي المخفي وواد إفران قال المدير الإقليمي للمياه والغابات ومحاربة التصحر بإقليم إفران محمد مخلص، إن تنمية المناطق الجبلية بالإقليم يتعين أن تقوم على مقاربة مجالية وحكامة محلية من أجل تحقيق تدبير مستدام للموارد الطبيعية بهذه المناطق. وأضاف مخلص، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش لقاء تحسيسي نظمته، الجمعة، المديرية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بإقليم إفران تحت شعار"الحكامة المحلية والتدبير المستدام للنظم الغابوية بالمناطق الجبلية"، وذلك في إطار تخليد اليوم العالمي للجبل، أن تحقيق تنمية مستدامة بالمناطق الجبلية بالإقليم يتطلب تدخلا جماعيا عبر إشراك الساكنة المحلية والمجتمع المدني النشيط في هذا المجال وذلك من أجل مردودية وفعالية أكثر تصب في اتجاه تحقيق تنمية مستدامة بهذه المناطق . وأبرز أن تخليد اليوم العالمي للجبل، الذي يتزامن هذه السنة مع انتهاء المخطط العشري 2005-2014 الخاص بتنمية النظم الغابوية بإقليم إفران، هو مناسبة لتقييم منجزات هذا المخطط العشري ورصد نواقصه سواء في ما يتعلق بالنظم الغابوية أو ما يهم ساكنة المناطق الجبلية بالإقليم وذلك من أجل إعداد مخطط عشري جديد 2015-2024 يرتكز على مقاربة مجالية تنبني على حكامة محلية في التدبير المستدام للموارد الطبيعية بهذه المناطق. وأشار المسؤول الإقليمي، إلى أنه تم في إطار المخطط العشري تحقيق عدة منجزات همت، بالخصوص، تنمية وتطوير المجالات الغابوية بالإقليم وتوعية الساكنة المحلية ودعمها عن طريق خلق تعاونيات وجمعيات غابوية بهدف تحقيق أنشطة مدرة لدخل قار، إضافة إلى تأهيل البنيات التحتية عبر إحداث شبكة من المسالك الطرقية بالمناطق الجبلية من أجل فك العزلة عن ساكنة هذه المناطق. ورغم الجهود التي بذلت من أجل تنمية النظم الغابوية والمناطق الجبلية بإقليم إفران خلال العشرية الأخيرة، فإن الضغط ، يضيف مخلص، على الموارد الطبيعية بهذه المناطق لا زال قائما سواء على المجالات الرعوية رغم خلق جمعيات للمحافظة على المناطق المحمية، أو على حطب التدفئة الذي تحتاج إليه الساكنة المحلية خلال التساقطات الثلجية والمطرية، مما حدا بالمديرية الإقليمية إلى وضع مخطط عمل للعشرية المقبلة لا يرتكز فقط على الفضاء الغابوي وإنما على المجال باعتبار أن الغابة جزء من المجال. ويتمحور برنامج العشرية المقبلة 2015-2024، حسب مخلص، حول حماية والمحافظة على التنوع البيولوجي النباتي والحيواني عبر مواصلة عملية تشجير وتخليف الغابات وخلق جمعيات رعوية وتعاونيات للاستغلال المعقلن للغابات لاسيما حطب التدفئة وخشب الصناعة، وكذا توعية الساكنة المحلية ودعمها عن طريق خلق أنشطة مدرة للدخل، فضلا عن دعم السياحة الجبلية عبر إعداد مشروع طموح يروم تهيئة المواقع السياحية المتواجدة داخل الغابات الحضرية وشبه الحضرية . وتميز هذا اللقاء التحسيسي، الذي احتضنه مقر المنتزه الطبيعي لإفران، بتقديم عروض لفاعلين جمعويين وأطر بالمنتزه الوطني لإفران، همت "الحكامة المحلية والتدبير المستدام للنظم الغابوية بالمناطق الجبلية" و"الحكامة المحلية لتنمية المناطق الجبلية: المنتزه الوطني بإفران نموذجا" و"التربية البيئية بالمناطق المحمية بالمنتزه الوطني لإفران". وفي هذا الإطار، أشار مدير المنتزه الوطني لإفران عبدالرحيم درو، إلى أن المناطق الجبلية بالمغرب تغطي أكثر من ربع مساحة التراب الوطني (190 ألف كلم مربع ) ويقطن بها أكثر من ثمانية مليون نسمة، أي ما يفوق 30 في المائة من مجموع الساكنة وهو ما يعادل 57 في المائة من الساكنة القروية، مضيفا أن المساحة المزروعة بالمناطق الجبلية تصل إلى 6،3 مليون هكتار منها 62 في المائة عبارة عن مساحة غابوية، كما أن المناطق الجبلية، يضيف درو، تعد خزانا لحوالي 70 في المائة من الموارد المائية السطحية ويتواجد بها 60 في المائة من المحميات الطبيعية . واستعرض باقي المتدخلين مختلف المشاكل التي تعاني منها ساكنة المناطق الجبلية بالإقليم خاصة أثناء التساقطات الثلجية والمطرية، مؤكدين أن تنمية الجبل يتعين أن تقوم على مقاربة تشاركية عبر إشراك الساكنة المحلية من أجل تحقيق تنمية فعلية مستدامة بهذه المناطق. وتم على هامش هذا اللقاء، توزيع، بمنطقة أدمر إزم الغابوية بعين اللوح (أزرو)، أفرنة (183 فرنا) لفائدة مجموعة من ساكنة جماعتي سيدي المخفي وواد إفران وذلك من أجل المساهمة في اقتصاد استهلاك حطب التدفئة، وتسخين الماء والطهي أثناء التساقطات الثلجية والمطرية، وكذا تخفيف العبء عن المرأة القروية وتحسين وضعيتها. يشار إلى أن المناطق الجبلية بإقليم إفران يبلغ عددها على المستوى الترابي حوالي 8 مناطق جبلية موزعة على خمسة مناطق بآزرو وهي عين اللوح وتمحضيت وواد إفران وتيكريكرة وسيدي المخفي، وثلاثة مناطق بإفران وهي ضاية عوا وبنصميم وتيزكيت أما بخصوص المساحة الغابوية بالإقليم فتبلغ حوالي 116 ألف هكتار موزعة على 12 منطقة وهي تمثل 14 في المائة من المساحة الإجمالية على مستوى جهة مكناس- تافيلالت. ومن أهم أشكال الغطاء الغابوي المتواجد بالإقليم غابات الأرز (48 ألف و700 هكتار)، والبلوط الأخضر (44 ألف و400 هكتار)، وبلوط الزان (2900 هكتار)، والصنوبر البحري (3500 هكتار) والعرعار (1900 هكتار)، فيما تتوزع مساحة 14 ألف و600 هكتار على أنواع أخرى من الغطاء الغابوي بالإقليم.