دعا الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، ناصر بوريطة، إلى توافق استراتيجي وأفق طموح على مستوى مجموعة الحوار المتوسطي، وذلك خلال لقاء مجلس حلف شمال الأطلسي الذي انعقد الأسبوع الماضي بالأردن. وأفاد بلاغ لبعثة المغرب لدى الاتحاد الأوروبي، أول أمس الاثنين، أن بوريطة أكد، في مداخلة خلال هذا اللقاء الذي نظمه حلف شمال الأطلسي بمناسبة مرور 20 سنة على وجود مجموعة الحوار المتوسطي، أن الأمر يتعلق بمناسبة للتأمل في تطور إطار الشراكة هذا، وتجاوز العقبات التي تعترضها. وأبرز بوريطة الذي ركزت مداخلته على مستقبل الحوار المتوسطي، المحاور التي من شأنها تطوير إطار الشراكة هذا بين حلف شمال الأطلسي وبلدان جنوب المتوسط، وخاصة على مستوى المرجعية والمواءمة والآليات وعمليات التنسيق. وأكد، من جهة أخرى، أن الحوار المتوسطي لا يجب أن يرتهن للوضع بالشرق الأوسط والذي يتعين أن ينخرط في عملية نهائية للسلام بين الدولتين. من جهته، أبرز السفير منور عالم، رئيس بعثة المغرب لدى الاتحاد الأوروبي، وضعية الحوار المتوسطي، داعيا إلى تعزيز هذا الحوار على الصعيدين السياسي والعملي. واستعرض عالم، بهذا المناسبة، التحديات الأمنية والتهديدات الجديدة التي تواجهها منطقتي المتوسط والساحل، مؤكدا ضرورة بلورة إستراتيجية أمنية تتضمن الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والثقافية والدينية، كوحدة منسجمة وغير قابلة للتفكك، من أجل تحقيق الأمن بالمنطقة. وشكل منتدى سفراء مجموعة الحوار المتوسطي مع مجلس حلف شمال الأطلسي مناسبة للمشاركين لاستعراض حصيلة الحوار المتوسطي مع الحلف بعد مرور 20 سنة على انطلاقه، وتبادل وجهات النظر بشأن التحديات الأمنية في المنطقة المتوسطية ومنطقة الساحل والصحراء. وفي ختام هذا المنتدى، استقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس شتولتنبرغ ووفدا من المشاركين في ملتقى سفراء مجموعة الحوار المتوسطي مع الحلف. وأبرز العاهل الأردني التحديات الحالية المطروحة في الجانب الأمني، ومن بينها التهديد الذي يشكله الإرهاب والتطرف، مؤكدا أن تحقيق الأمن بهذه المنطقة رهين بإيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وأشاد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في هذا الصدد، بالدور المحوري للمغرب في النهوض بالسلام والأمن بالمنطقة. وخلال هذا الاستقبال، أجرى عالم، بصفته عميد السلك الدبلوماسي العربي، تبادلا مقتضبا ذكر خلاله بالعلاقات العميقة والعريقة والمتميزة القائمة بين الأسرتين الملكيتين والشعبين الأردني والمغربي الشقيقين، وأبرز التحديات الأمنية التي بمنطقة المتوسط وامتدادها المزدوج لمنطقة الساحل والشرق، مؤكدا في الوقت ذاته أن تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي تظل المفتاح الرئيسي لاستقرار المنطقة. يذكر أن مجموعة الحوار المتوسطي مع حلف شمال الأطلسي تضم إلى جانب الدول الأعضاء في الحلف سبع دول من حوض المتوسط ضمنها المغرب.