اختتم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش فعاليات دورته الرابعة عشرة بإعلان لجنة تحكيمه عن مختلف الجوائز المتعلقة بأفلام المسابقة، وافترق المشاركون على أمل تجديد اللقاء العام القادم في إطار الدورة الخامسة عشرة... دورة هذه السنة شهدت كلاما كثيرا حولها، بعضه لا يخلو من موضوعية وجدية وبعضه الآخر لا يعدو أن يكون مجرد نزوات ذاتية أو تركيز مبالغ فيه على هوامش الأشياء وصغيرها، لكن رغم كل شيء يجب التأكيد من جديد على أن المهرجان أقيم فعليا وبمدينة مراكش، وهذا مهم في السياقات السياسية والإستراتيجية والأمنية التي نعرفها وينسى الكثيرون استحضارها علاقة بحدث فني وسينمائي مثل مهرجان مراكش. المهرجان هو أولا وقبل كل شيء تظاهرة فنية، وأيضا منافسة للسينما ولتقييم الأفلام المعروضة، وهنا لابد أن يتأمل الجميع في عجز أفلامنا ومبدعي الفن السابع من بني جلدتنا عن التنافس ونيل جوائز المهرجان، وذلك برغم كل ما قيل ويقال هنا وهناك، ومن لدن الجميع... المهرجان هو كذلك فضاء تواصل ولقاء وتفاعل بين سينمائيينا وفنانين من مختلف الجغرافيات الفنية والثقافية عبر العالم، أو هكذا يفترض أن يكون، ومن خلال كل التغطيات الصحفية لفعاليات المهرجان، وأيضا لكواليسه، لم نسمع كثيرا عن مشاريع وشراكات أتاحها المهرجان بهذا الخصوص، أو عن صداقات حقيقية بين فنانينا وفنانين عالميين حضروا المهرجان، واستمر الاتصال والتعاون بين الطرفين. ربما الأمر مرده هنا طبيعة البرمجة والتنظيم أو ترتيب فرص اللقاء، أو أيضا مستويات الحرفية والإقناع والتكوين، أو أيضا اللامبالاة. الآن، والمهرجان سيعقد السنة المقبلة دورته الخامسة عشرة، من واجب المنظمين ومهنيي السينما في بلادنا تأمل هذه الأسئلة، والسعي إلى جعل المهرجان ينتج مغربيا نقلة حقيقية في جودة المنتوج السينمائي الوطني وتمتين تنافسيته الإقليمية والعالمية بلا كثير كلام أجوف. هذا هو المطلوب اليوم بدل إثارة الصراخ عن حضور هذا أو غياب ذاك، أو التركيز على جوانب تنظيمية ولوجيستيكية ثانوية... من جهة ثانية، يجب أيضا طرح منظومة تنظيم المهرجان وتدبيره العام، فنيا وإشعاعيا ولوجيستيكيا، إلى النقاش، والمبادرة إلى تفعيل إجراءات أكثر حرفية وفعالية، وذلك لتعزيز نجاحه، وأيضا لتقوية أثره على السينما المحلية، وعلى ارتباط الجمهور والمهنيين المغاربة به. أمام الجميع الآن مساحة زمنية مهمة إلى غاية دورة العام القادم، ويجب أن يبدأ العمل من الآن، أي بإحداث التغييرات التنظيمية اللازمة، وتصحيح العلاقات مع المهنيين المغاربة وهيئاتهم التمثيلية، وأيضا مع وسائل الإعلام الوطنية، وبالتالي منح المهرجان نفسا جديدا على صعيد البرمجة الفنية العامة، والجوانب الإشعاعية والإعلامية واللوجيستيكية، وفي علاقته بالبيئة المغربية وبالأطر والكفاءات المغربية في مختلف المجالات ذات الصلة. مهرجان مراكش السينمائي هو مكسب للبلاد ككل، ويجب احتضانه والدفاع عنه والعمل من أجل تطويره المستمر، خصوصا أن عمره ليس طويلا على غرار المهرجانات السينمائية العالمية المعروفة اليوم. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته