السبت الماضي، اختتم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وانتهت التغطيات المواكبة وصور البساط الأحمر والنجوم والقراءات النقدية وغيرها، وبقي في البال أن مراكش نجحت مرة أخرى في إقامة دورة جديدة من مهرجانها السينمائي العالمي، وقدمت بشأنه وحوله كثير شهادات وإشادات، وتحدث الكثيرون من خلاله عن المملكة وأهلها. انعقاد المهرجان في حد ذاته كان أمرا هاما، وجسد رسالة للجميع، ولهذا هو يستحق التحية لكونه واحدا من تجليات وعناوين الحياة والدينامية في هذا البلد الكريم. فنيا، لقد نجح المهرجان في اختيار رئيس وأعضاء لجان تحكيمه، ونجح في البرمجة العامة المقترحة، سواء بالنسبة لأفلام المسابقة أو تلك التي عرضت خارجها بمختلف فقرات برنامج المهرجان، كما نجح في إعداد طبق معرفي وثقافي وتكويني بالموازاة مع الفرجة السينمائية، ولكل هذا اتفق الكثيرون على نجاح الدورة، ولم نسمع كثير انتقادات حادة إلا بشأن أمور جانبية وتنظيمية أخرى. وإشعاعيا، حضر المهرجان كثير نجوم من مختلف القارات، وتميز باستقبال مشاهير السينما في العالم، وبقدر ما كان ذلك نتيجة سمعة المهرجان وصيته وما يعرف عن المملكة من استقرار وأمن وانفتاح، فإنه كذلك يعتبر مظهر نجاح آخر يتيحه المهرجان للبلاد كلها، حيث يعرف بها في العالم وينشر صورتها ويكسب لها الأصدقاء والمؤيدين والمعجبين. في دورة هذه السنة، احتفى المهرجان بنجم مغربي أجمع الكل على أحقيته، وعلى حسن الاختيار، كما استطاع فيلم لمخرج مغربي أن ينال جائزة أحسن أداء رجالي، وذلك لأول مرة، بالإضافة إلى حضور كثير من مبدعي السينما ومهنييها المغاربة، وهذا ما يساهم في تطوير المهرجان مستقبلا إلى تظاهرة عالمية لها امتداد وانعكاس محليين، ويتملكها مهنيو السينما المغاربة، ويفعلون فيها ويتفاعلون معها. في مهرجان مراكش السينمائي، يلفت جمهور المدينة الحمراء الساحرة دائما أنظار وانتباه الزوار والمهرجانيين، وذلك من خلال الحضور والتفاعل، وأيضا السلوك الراقي والمضياف، وهنا أيضا لابد من التفكير مستقبلا في أشكال الاحتفاء بهذا الجمهور الذواق الجميل، وتقوية حضوره داخل مختلف فعاليات المهرجان. وعلاوة على كل ما سبق، لابد أن يستمر مهرجان مراكش السينمائي ضمن صيرورته التطورية كتظاهرة عالمية تكرس المغرب كبلد للانفتاح والتسامح والحوار والإقبال على ... الحياة، كما يجب تقوية امتداده المحلي وتفاعل السينمائيين المغاربة معه وتملكهم له، فضلا على ضرورة العمل على تمتين الممارسة النقدية والإعلامية المواكبة للمهرجان، وتقوية مهنيتها. مهرجان مراكش السينمائي تظاهرة نجحت فنيا وإشعاعيا، ويجب تعزيز دينامييتها لتكون عامل جذب لفائدة المملكة وعاصمتها السياحية الحمراء هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته