قبل التطلع إلى مزيد من الاستثمارات الأوروبية أعرب المفوض الأوروبي المكلف بسياسة الجوار ومفاوضات التوسع، يوهانس هان عن أسفه لكون منطقة شمال إفريقيا تعاني من ضعف الترابط والاندماج على مستوى المغرب العربي، مشيرا إلى أن " تأثير هذا الوضع على المغرب وجيرانه، خاصة في مجال التنمية الاقتصادية واضح بشكل جلي". واعتبر هانس، في مداخلة خلال ندوة نظمها معهد الدراسات العليا للتسيير حول موضوع "المغرب في سياسة الجوار الأوروبية، أين وصلنا؟" أنه من مصلحة أوروبا أن تتعامل مع منطقة أكثر اندماجا بحدود مفتوحة. وذكر بأن "الاتحاد الأوروبي التزم بدعم الجهود التي تبذل من أجل اندماج أكبر، مجددا التزام الاتحاد ببذل أقصى الجهود لتحريك هذا المسلسل خلال السنوات الخمس المقبلة. وبخصوص دور المغرب على المستوى الجهوي والإفريقي، قال المفوض الأوروبي " إن الأمر يتعلق بالنسبة لنا بالاستفادة من تجربة المغرب، ليس فقط في ما يتعلق بالمغرب العربي والشرق الأوسط، ولكن أيضا في منطقة الساحل وغرب إفريقيا، معربا عن عزمه على تعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب لفائدة السلم والاستقرار والازدهار في المملكة والمنطقة بأكملها. وأكد هان أن زيارته الأولى لبلد متوسطي تعكس الأهمية التي يوليها الاتحاد الأوروبي للشراكة مع المغرب، وأشار إلى أن المغرب يعتبر من البلدان القلائل التي تصمد أمام الاضطرابات التي ظهرت على المستوى الإقليمي، والقائمة على توترات سياسية وعدم استقرار مزمن وهشاشة مؤسساتية وتطرف ديني، وهو ما يجعل منه شريكا استراتيجيا لا غنى عنه بالنسبة للاتحاد الأوروبي. وأبرز في هذا الصدد التعاون المثمر بين المغرب والاتحاد الأوروبي في مجالات رئيسية من قبيل التربية والصحة والصيد البحري والطاقات المتجددة، مؤكدا من جهة أخرى اهتمامه بتعزيز التعاون في مجال الهجرة ودعم أكبر لسياسة الهجرة بالمملكة التي تحملت، برأيه، مسؤوليتها في هذا المجال. وأوضح أنه في الميدان الاقتصادي، يعتبر الاتحاد الأوروبي أول شريك للمغرب بأزيد من 50 في المائة من التجارة الخارجية للمملكة و 70 في المائة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مشيدا بروح الريادة لدى المغرب والإصلاحات المجددة التي باشرها في جميع المجالاتo خاصة السياسية والقضائية وفي مجال حقوق الإنسان. واعتبر المسئول الأوربي أن عدة عناصر ومعطيات جيوستراتيجية تغيرت في ضفتي المتوسط منذ بلورة السياسة الأوروبية للجوار سنة 2004، وأشار إلى أن المفوضية الأوروبية منكبة على بحث سبل تطوير هذه السياسة مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات وحاجيات البلدان المعنية. وأعرب المفوض الأوروبي، الذي يقوم بزيارة عمل للمملكة، في مستهل هذه الندوة التي حضرها على الخصوص سفير الاتحاد الأوروبي بالرباط روبير جوي، وسفير جمهورية النمسا وولغان أنجيرولزر، باسم الاتحاد الأوروبي، عن أصدق التعازي لفقدان وزير الدولة عبد الله باها، الذي " كان أحد أبرز وأهم رجال السياسة في المغرب"، في حادث مأساوي الأحد الماضي بمنطقة بوزنيقة. وأشار هان إلى أنه سيلتقي اليوم مع وزير الاقتصاد والمالية السيد محمد بوسعيد، حيث سيتم التوقيع على عدة اتفاقيات تهم تحديث قطاع التربية، وبرنامج حكامة المخصص للحكامة العمومية ومشاريع "نور 2 " للطاقة الشمسية ، والطاقة الريحية. وكان المسؤول الأوربي قد أجرى مباحثات مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد صلاح الدين مزوار، ووزير الداخلية محمد حصاد.