لقاء تواصلي مع الشاعر الحسن ناجين نظم فرع اتحاد كتاب المغرب بالفقيه بن صالح بني ملال مؤخرا، بدار الطالب والطالبة بالفقيه بن صالح، على الساعة السابعة مساء لقاء تواصليا مع الشاعر الحسن ناجين، بمناسبة صدور ديوانه الثاني المعنون ب « كأنني لا أكتب..كأنكم لا تقرأون ..» . قدم في البدء القاص عبد الواحد كفيح الشاعر الحسن ناجين للحضور كشاعر مخلص للغة العربية ، ساعيا إلى تمتينها من خلال جزالة الأسلوب . وهو بذلك ساهم شعرا بالافتخار بلغته كصرح له نخوته وتاريخه المجيد . وقد تمثل وقفة اليوم تأملا في هذه النخوة صحبة الشاعر الحسن ناجين . بعد ذلك ، تقدم الشاعر عبد الغني فوزي بورقة في نفس الديوان ، معنونا إياها ب « إضاءات في مجموعة « كأنني لا أكتب...كأنكم لا تقرأون.. « ، منطلقا من العتبة الأساس ، أي العنوان الذي يشي بعبثية الكتابة ولا جدواها في مجتمع لا يقرأ ، ولكنها صيغة ماكرة ومراوغة ، لأنها تمارس فعل الكتابة خلف قفا هذا العبث و اللاجدوى . كما ركز العارض على متن الديوان أو الدلالة التي رصدت أمكنة وشخوصا وقضايا ، منتصرة لقيم الوجود والتجذر على هذه الأرض ، اعتمادا على صيغ جمالية ، منها الوفاء للإيقاع العروضي ومحاولة تطويعه لأداء الدلالة بانسيابية . وتوظيف معجم قديم ، وفاء للغة العربية ، قصد إعادة الاعتبار لها ؛ هذا فضلا عن النفس السردي في الشعر. وفي نفس الآن قدم العارض بعض الانتقادات كضرورة تخصيب التجربة بالإيحاء والتخييل الشعري . القاص والروائي محمد فاهي أدلى بورقة في نفس الديوان، سعى من خلالها إلى تلمس بعض أسئلة هذه المجموعة، فالعنوان بهذه الصيغة « كأنني لا أكتب ..كأنكم لا تقرأون ..» قد يعبر عن حالة وجودية تترجم لا جدوى الكتابة في غياب شروطها وفعاليتها. أما النصوص فتحفل بمعجم قديم موغل في التاريخ والزمن كأنه شكل من أشكال التعبير عن الهوية فضلا عن جزالة اللغة ومتانتها كخاصية مفتقدة لدى الكثير من شعراء المرحلة الراهنة ، إضافة إلى توظيف النفس السردي كأن القصائد حكايا ، لكن وفق ضوابط شعرية كلمة الشاعر الحسن ناجين أثنت على الحضور الجميل المتشكل من الطلبة أساسا، مؤكدا على وفائه للغة العربية التي ينبغي التمسك بها واستحضار قوتها في اليومي عوض اللغة المشفرة التي ابتلينا بها اليوم . وأكد أن هذا التمسك وليد مقروء ومخزون منذ الفترة الثانوية، والكتابة نفسها هي وليدة هذا التراكم. وبرر الشاعر حضور المعجم اللغوي القديم بمحبته للشعراء القدماء، فإني أجد نفسي في شعر المتنبي أو أبي تمام، لهذا ينبغي على القارئ أن يصعد السلم للشعر، عوض النزول الذي لا معنى له في الأدب كما يطرح الشاعر. *كاتب مغربي