عبر رشيد روكبان، رئيس فريق التقدم الديمقراطي، على التأثر البالغ لكافة أفراد الفريق على إثر أحد كبار رجالات الدولة، المرحوم عبد الله بها، وزير الدولة ونائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية قيد حياته. رشيد روكبان كان يتحدث خلال تدخله باسم فريق التقدم الديمقراطي، ضمن جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية المخصصة لمراقبة العمل الحكومي بمجلس النواب، يوم الثلاثاء 9 دجنبر الجاري. وهي الجلسة التي التأمت بعد حوالي ساعتين من الموكب الجنائزي للراحل عبد الله بها. وأضاف روكبان «... نجدد تعازينا الحارة لأسرة فقيدنا الصغيرة والكبيرة، ولعائلته السياسية، ولإخواننا في حزب العدالة والتنمية، وللشعب المغربي، ونسأل الله سبحانه وتعالى، أن يلهمنا جميعا الصبر والسلوان، وأن يسكن فقيدنا فسيح جناته الرضوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون». وفي السياق ذاته، انعقدت مباشرة بعد رفع أشغال جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية المذكورة، جلسة تشريعية كانت مختصرة وقصيرة في مدتها الزمنية، حيث خيم الحزن الكبير على أجوائها، وهي الجلسة التي خصصت أشغالها لمشروع القانون المتعلق باللوائح الانتخابية في قراءة ثانية، حيث تمت المصادقة عليه، بالمرور إلى عملية التصويت، وكان كل ذلك حرصا على اختصار الوقت، تجسيدا وتعبيرا عن التضامن الكامل، إثر هذا الحادث المؤلم. واستهل رئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي أشغال هذه الجلسة التشريعية، بكلمة مقتضبة، دعا فيها بالرحمة للفقيد الأستاذ عبد الله بها، كما تقدم خلالها بالتعازي الحارة لجلالة الملك محمد السادس، ولرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، وكذا لأعضاء الحكومة، ولأسرتي الفقيد الصغيرة والحزبية، ولفريق العدالة والتنمية بمجلس النواب. وتجدر الإشارة إلى أن نفس أجواء الحزن والتأثر العميقين، قد خيمت بظلالها على جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية المذكورة، بسبب ما خلفه رحيل الأستاذ عبد الله بها وزير الدولة ونائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، من صدمة وحزن كبيرين لدى مختلف الأوساط ببلادنا، وهو ما عكسه نواب الأمة الذين استهلوا أشغال الجلسة بقراءتهم للفاتحة ترحما على روح الفقيد. كما عبر رؤساء الفرق وممثلو المجموعات النيابية خلال تدخلاتهم عن تضامنهم وتقديم عزائهم الحار لأفراد أسرة الفقيد الصغيرة، وكذا لأسرته الحزبية والسياسية، حزب العدالة والتنمية، ولأعضاء الحكومة، وللشعب المغربي قاطبة. وبدا واضحا أن مجلس النواب وهو يخصص جلسته الأسبوعية للترحم والتضامن الكامل مع الأسرة الصغيرة للمرحوم عبد الله بها، وكذا مع حزب العدالة والتنمية بمجلس النواب، كان حريصا على بعث هذه الرسالة التضامنية والإنسانية من جهة، وفي إطار الاحترام لمقتضيات قانونه الداخلي ولدستورية جلسته الأسبوعية من جهة ثانية، ولو باختصار مداها الزمني في مثل هذه الظرف غير العادية، وهو الأمر الذي تقرر فعلا من خلال رفع أشغال الجلسة، بعد وقت قصير من بدئها، وبالتالي تم إرجاء طرح كل الأسئلة المدرجة في جدول أعمالها، بناء على إجماع مكونات المجلس أغلبية ومعارضة، والتي أكدت من خلال تدخلات رؤساء فرقها، على ضرورة الاكتفاء بطرح سؤال واحد للمجلس برمته، على وزير التجهيز والنقل واللوجستيك عزيز رباح حول الطريق السريع الرابط بين تازة والحسيمة. وقد أعرب رئيس فريق التقدم الديمقراطي رشيد روكبان ضمن تدخله في هذا السياق، عن الانخراط الكامل والمبدئي لفريقه في هذا التعبير والطريقة التضامنية التي تجسدت خلال هذه الجلسة الدستورية، وقال في هذا الصدد: «ننخرط طبعا في هذا الاتجاه بالاكتفاء بطرح سؤال واحد لكل المجلس». وجدير بالذكر أيضا، أن فريق التقدم الديمقراطي كان قد استهل أشغال اجتماعه الأسبوعي الداخلي صباح يوم الثلاثاء 9 دجنبر الجاري، بقراءة الفاتحة ترحما على روح الفقيد المرحوم عبد الله بها. هذا، وقد ووري جثمان الفقيد عبد الله باها الثرى بمقبرة الشهداء بالرباط، أول أمس الثلاثاء في موكب جنائزي كبير ومهيب، تقدم صفوفه الأولى، صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، ورئيس الحكومة، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، وأعضاء الحكومة والبرلمان، وعدد كبير من الشخصيات الوطنية والأجنبية، وكذا مختلف الفاعلين الممثلين للأطياف الحزبية والمشارب السياسية. كما شارك فيه ممثلو المجتمع المدني ببلادنا، وجماهير غفيرة من المواطنات والمواطنين، الذين حجوا إلى المقبرة من مختلف مناطق وأنحاء وجهات المملكة. حزب التقدم والاشتراكية كان بدوره حاضرا خلال مراسيم دفن جثمان الفقيد عبد الله بها، من خلال أعضاء الديوان السياسي، واللجنة المركزية، وفريقي الحزب في مجلسي البرلمان، وأعضاء مجلس رئاسة الحزب، في مقدمتهم رئيسه الحالي الأستاذ إسماعيل العلوي الأمين العام السابق للحزب، ومناضلات ومناضلين من مختلف فروعه المحلية والإقليمية ومنظماته الموازية. لقد كان الفقيد فاعلا سياسيا بارزا وكبيرا، ورجل دولة محنكا ورزينا وهادئا، وعرف عنه التواضع مع الجميع، ورفعة الأخلاق في معانيها السامية، والحرص على التوافقات السياسية الممكنة، متى كان ذلك ضروريا ومطلوبا في المشهد السياسي ببلادنا.