في موكب جنائزي مهيب، شيع آلاف المواطنين والمواطنات جثمان المرحوم عبد الله بها وزير الدولة، صباح أمس بمقبرة الشهداء بالرباط، حيث ووري الثرى بجانب قبر المرحوم عبد الكريم الخطيب مؤسس حزب العدالة والتنمية. وقد كان في مقدمة المشيعين الأمير مولاي رشيد والحاجب الملكي محمد العلوي ورئيس الحكومة الأمين لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، ووزراء وقادة مختلف الأحزاب السياسية وشخصيات سامية مدنية وعسكرية. فمنذ صباح أمس، نقل جثمان الراحل عبد الله باها من مستودع الأموات إلى بيت رئيس الحكومة بشارع جان جوريس بحي الليمون بالرباط، قبل أن ينقل إلى مقبرة الشهداء، وقد تقاطر المئات من المواطنين وأعضاء حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح، وشخصيات سياسية ومدنية وعسكرية على بيت رئيس الحكومة لتقديم التعازي لعبد الإله بنكيران الذي بدا حزينا ومتأثرا على فراق رفيق دربه وكاتم أسراره، ولم يتمالك نفسه أمام هول الحدث وحرارة الفراق وأجهش بالبكاء وهو يعانق أحد أبناء المرحوم. وقد سار الآلاف من المشيعين خلف جثمان حكيم حزب العدالة والتنمية، في جو مهيب مشيا على الأقدام من بيت العزاء إلى مسجد الشهداء حيث أقيمت صلاة الظهر والجنازة. هذا الحشد الكبير أظهر "أن الراحل لم يكن شخصية عادية وإنما هو من طينة الرجال العظام والحكماء" على حد تعبير العديد من أصدقائه ورفاق حزبه وعلى لسان العديد من زعماء الأحزاب السياسية الذي عبروا عن تأثرهم البالغ لرحيل عبد الله بها. . وكان ضمن المشيعين وفد وزان من قيادة حزب التقدم والاشتراكية حيث حضر رئيس مجلس رئاسة الحزب إسماعيل العلوي وأعضاء الديوان السياسي والوزراء وأعضاء فريق التقدم والديمقراطي بمجلس النواب وأعضاء فريق التحالف الاشتراكي بمجلس المستشارين. يشار إلى أن الراحل كان قد توفي مساء يوم الأحد بطريقة مؤلمة في حادثة قطار بمدينة بوزنيقية، حيث كان قيد حياته عائدا من مدينة الدارالبيضاء قبل أن يترجل سيارته بالقرب من المكان الذي توفي فيه القيادي الاتحادي أحمد الزيادي، لكن، وفي لمح البصر باغته القطار وأودى بحياته بعين المكان. وقد كان الراحل معروفا قيد حياته بالحكمة وسداد الرأي إلى درجة أن رفاقه يصفونه ب"الحكيم" ونسج علاقات واسعة مع مختلف الفرقاء السياسيين وعرف بخطابه المتوازن والمعتدل والخال من الألفاظ والعبارات الشاذة أو التي يمكن أن يستشف منها سب أو قذف، فهو واحد من المدافعين بشراسة عن ربط الأخلاق بالسياسية.