يسير فريق شباب أطلس خنيفرة لكرة القدم بخطى ثابتة نحو العودة للقسم الثاني، إذ يحتل الصف الأخير برصيد ثماني نقط من انتصارين وتعادلين وسبع هزائم، سجل خط هجومه سبعة أهداف فقط ودخلت مرماه 16 هدفا، حصد في آخر دورة هزيمة أمام شباب الحسيمة، وهى الهزيمة الرابعة على التوالي. في الثماني اللقاءات الأخيرة، اكتفى الفريق الخنيفري بتحقيق فوز واحد، ليحصد الهزيمة في باقي المباريات وهي حصيلة رقمية تدل بالملموس على أن ممثل حاضرة الأطلس مرشح بقوة لمغادرة قسم الصفوة بعد موسم واحد فقط قضاه ضمن حظيرة الكبار. بعد ثلاث دورات فقط من انطلاق البطولة، غير مسؤولو الفريق الخنيفري المدرب، وذلك بالاستغناء عن هشام الإدريسي وتعويضه بحسن الركراكي، مما ساهم في خلق ارتباك على مستوى الأداء العام للتشكيلة ككل، والتي تضم مواهب في المستوى، لكن ينقصها الوقت للتأقلم مع أجواء الدوري الاحترافي. كل هذه المعطيات تؤكد أن فريق شباب خنيفرة خطى خطوة كبيرة بالصعود للقسم الأول، دون أن يكون مستعدا لها على جميع المستويات .. صحيح أن المسيرة التي وقع عليها وهو ينافس على بطاقة الصعود كانت ناجحة، إلا أن هذه الخطوة الكبيرة لم يكن مهيأ لها من قبل، والمعطيات والحصيلة تؤكد ذلك. ففي غياب منافسة من طرف اتحاد طنجة والنادي المكناسي اللذين كانا مرشحين بقوة للمنافسة الموسم الماضي على بطاقتي الصعود، استغل فريق شباب خنيفرة الفرصة، ليكسب قصب السبق أمام جل المنافسين، حيث تمسك بالزعامة إلى جانب اتحاد الخميسات، وحققا معا حلم الصعود في موسم استثنائي. والواقع أن ما يحدث لشباب خنيفرة عاشته فرق أخرى، آخرها فريق شباب قصبة تادلة الذي ركب المصعد لينزل بعد موسم واحد، رغم أن ذلك كلف فعاليات المدينة مجهودا ماليا وتقنيا ولوجستيكيا كان من الأفيد تخصيصه لتقوية هياكل الفريق من الداخل وضمان أرضية صلبة للممارسة، وبعد ذلك يمكن التفكير في تحقيق الصعود والتأكد من ضمان الاستمرارية، بنفس أكثر إيجابية وتوهج وإبهار وتشريف للمدينة وجمهورها. وإذا كانت البطولة الوطنية لم تقطع بعد نصفها الأول، فالفرصة ما تزال مواتية أمام الفريق الخنيفري لضمان البقاء بالقسم الأول الذي يطمح له الجمهور المحلي التواق إلى متابعة لقاءات الكبار على أرضية الملعب البلدي، لكن هذا المطمح صعب التحقيق بالنظر إلى المنافسة المشتعلة، مع العلم أن الفرق التي تنافس على ضمان البقاء، لها من الإمكانيات ما يؤهلها لتحقيق مبتغاها كالمغرب الفاسي والجيش الملكي وأولمبيك أسفي، بالإضافة إلى فريق اتحاد الخميسات المتمرس على أجواء الدرجة الأولى، والذي سبق أن قضى بها عشر سنوات متتالية. رهان بقاء شباب أطلس خنيفرة بالقسم الأول صعب التحقيق، لكن ليس بالمستحيل شريطة بذل مجهود مضن وخارق في مواجهة تقلبات بطولة ستدخل سرعتها القصوى خلال مرحلة الذهاب، وآنذاك سيتبين ما إذا كان فرق الأطلس قادرا على البقاء أو المغادرة في انتظار تجربة ثانية، نتمنى أن تكون ناجحة...