وسائل العمل غير متوفرة و الملف المطلبي لازال يراوح مكانه خاض عمال شركة كازا تكنيك للتدبير المفوض بقطاع النظافة بمدينة سوق السبت أولاد النمة إقليم الفقيه بن صالح ، وقفة احتجاجية أمام مقر الشركة خلال اليومين الأخيرين، هذا مع تأكيدهم على إمكانية تنظيم مسيرة نحو مقر العمالة، وذلك احتجاجا على ما أسموه بغياب ابسط شروط العمل وغياب آلياته، وتعثر الملف الطبي، وتأخر التعويضات، واحتجاجا أيضا على الاقتطاع الذي طال أجرتهم بسبب مشاركتهم في محطة نضالية سابقة. وإضافة إلى هذا، يقول المحتجون، إن مقر الشركة يتواجد خارج تراب الجماعة، ويشكل محطة تخوف لدى جميع الموظفين الذين يجدون أنفسهم مجبرين على الذهاب باكرا وفي وسط الظلام بطريق غير مؤمنة، خصوصا وأن الأمر يقتضي اجتياز قنطرة تعتبر نقطة سوداء غالبا ما تشكل خطرا على حياتهم. هذا يقولون دون الحديث عن العنصر النسوي الذي يشتغل بدوره في الشركة وما قد يحدث له في غياب وسائل النقل. ويبقى مقر الشركة الجديد نفسه، يقولون، إكراها حقيقيا للعمل بما انه لا يتوفر على مختلف المرافق المطلوبة لهذا النوع من العمل كالدوشات، وخزانات الملابس، والمراحيض والأدوية، ولا يتوفر على معايير السكن اللائق بما انه لا يتوفر على شبكة الكهرباء، الأمر جعلهم يعيشون في جحيم بحيث يقولون انه لا يصلح حتى للبهائم فبالأحرى البشر. إلى جانب هذا، تجدرا لإشارة إلى أن مقر الشركة الجديد يتواجد خارج تراب البلدية وفي موقع يلتصق بمستودع المتلاشيات الذي يلفظ روائح كريهة، مما يزيد من معاناة العمال والموظفين في غياب التطبيب، حيث يقول احد العمال إن " تقطيرة "العيون غير موجودة"، وكل من أراد أن يتكلم على هذه الحقوق يجد نفسه محاطا من كل الجوانب بالاستفسارات والاستفزازات ومضايقات بالجملة، لكن السيل بلغ الزبى وما اعتقد أن هناك من يستطيع مواصلات العمل في ظروف كهذه وأمام هذه الترسانة من القوانين التي تنظم علاقة العامل برب الشركة والتي نأمل فقط، أن يتحقق منها الشيء اليسير فقط لأنه منذ قدوم الشركة الجديدة، وإلى حد الساعة يضيف المتحدث لم يقم ممثلوها باحترام ظروف العمل ولم يلتزموا على الإطلاق بالوعود التي قطعوها على أنفسهم وللتنصل من هذه الالتزامات، نجد أنفسنا أمام شبكة من المحاورين، الأمر الذي يصعب علينا تفهم هذه الوضعية التي يبقى فيها المتضرر أكثر التزاما من المسؤولين، ومما زاد الطين بلة أننا تفاجأنا نهاية شهر نونبرالأخير باقتطاعات من الأجور دون سابق إعلام، مما يمكن اعتباره إجهازا لا شرعيا على الحريات النقابية وخصوصا حق الإضراب. يقول صوت نسوي، لا ندري كيف نتعامل بعد كل هذا الصبر واللباقة في الحوار الذي أبانت عنه لجنة الحوار، فالاحتجاج كشكل نضالي، جاء بعد تراكم المشاكل، وبعدما لم نجد الآذان الصاغية..، فنحن نطالب بآليات غالبا ما تكون وسائل فعالة في العمل كالبذلة مثلا ووسائل الكنس، وشفط المياه وبعض الأدوية التي قد تقي العامل من أمراض خطيرة، قد تُكلف الشركة تفسها أموالا طائلة، وقبل هذا وذاك أليس من حقنا الطبيعي أن نطالب بمراحيض خاصة بالنساء!! . ويرى المحتجون أن حجم المشاكل قد تفاقم بشكل كبير، وعلى جميع المستويات، خلال هذه الفترة التي تتكفل فيها شركة كازا تكنيك بقطاع النظافة بسوق السبت بعدما فازت بالصفقة بمبلغ مالي فاق 900 مليون سنتيم، مقارنة مع الشركة السابقة حيث لم يتجاوز مبلغ الصفقة 750 مليون سنتيم، وهي نفس الخلاصة تقريبا التي يسجلها بعض متتبعي الشأن العام، الذين قالوا إن هناك ضعفا في الخدمات وتراجعا ملحوظ في الاهتمام بنظافة الشوارع .