عنف منظم وانتقامات مرتب لها... تتوالى من كل المناطق والاتجاهات، أخبار العنف والشغب المرافق للأحداث الرياضية، وإذا كان الأمر قد طبع في السابق بالعفوية والسلوك الفردي والانفلاتات المتفرقة والتصرفات المعزولة، فإن المسألة تطورت في الآونة الأخيرة، لتصل إلى مستوى السلوك الجماعي المنظم، المبني على التخطيط والانتقام بغرض الإساءة والتخريب وحتى نية القتل. فأعمال الشغب والعنف المرافق للأنشطة الرياضية، أصبحت تعرض حصيلتها أسبوعيا على غرار الأنشطة الرياضية ونتائج المنافسات، لتتحول إلى عناوين صادمة لواقع حقيقي، رغم كل الاحتياطات الاحترازية والتدابير الأمنية المتخذة أسبوعيا، والتي تحول جنبات الملاعب والقاعات والأحياء المجاورة لها إلى ثكنات عسكرية حقيقية. لقد سبق أن تعرض جمهور المغرب الفاسي لاعتداء خطير بالسلاح الأبيض عند مدخل مدينة مكناس، من طرف فئة محسوبة على جمهور فريق الجيش الملكي، مما نتج عنه إصابات بليغة، كما تعرضت حافلة الفريق الفاسي للرشق بالحجارة في الطريق السيار لدى عودتها إلى فاس، مما أسفر عنه إصابة لاعبين من الماص بجروح طفيفة. وسبق أن توفي مشجع المغرب التطواني بعد تعرضه لهجوم من طرف مجموعة محسوبة على جمهور النادي القنيطري بالطريق السيار قرب مدينة القنيطرة، كما تعرض مشجع الكوكب المراكشي لاعتداء شنيع بالسلاح الأبيض من طرف محسوبين على جمهور الرجاء البيضاوي، مما تسبب في بتر أصابعه. وتعرض الأسبوع الماضي القطار الذي أعاد جماهير الجيش الملكي بعد فريقهم أمام الرجاء مؤخرا بالدارالبيضاء، لوابل من الحجارة وهو يمر وسط المحمدية، ما أدى إلى تكسير زجاج عدد من نوافذه وسط حالة من الرعب والفوضى داخله، كما توقف عدة مرات بعد استعمال الجماهير جهاز الإنذار. واضطر ركاب القطار، بمن فيهم جماهير الجيش الملكي، إلى النزول بالمحمدية، لتندلع مواجهات دامية بينهم وبين بعض السكان، أصيب إثرها العديد من الأشخاص وثلاثة من رجال أمن، جيث استعملت في المواجهات العصي والحجارة والسكاكين والسيوف، ما أثار الهلع في نفوس سكان الأحياء المجاورة للسكة الحديدية. كما اتهمت أطراف من جماهير الوداد البيضاوي التي كانت عائدة بدورها من القنيطرة، وتابعت مباراة فريقها أمام اتحاد الخميسات، بالانخراط التلقائي في تأجيج المعركة. وردا على الأحداث التي سبق أن عرفتها مع بداية هذا الموسم المباراة النهائية لنيل كأس العرش للكرة الطائرة ذكورا بمدينة طنجة، بين الاتحاد المحلي والجيش الملكي، والتي لم تعرف نهايتها القانونية بسبب التجاوزات الخطيرة بين جماهير الفريقين، تعرضت حافلة الفريق الطنجي هذا الأسبوع لهجوم مباغت من طرف عناصر محسوبة على فريق الجيش على مستوى منطقة عكراش في الطريق الرابطة بين الرباطوطنجة، أثناء عودة الفريق الطنجاوي من رحلة إلى الدارالبيضاء حيث واجه الراك. نتج عن هذا الاعتداء خسائر وتحطم جزء من زجاج الحافلة، مما أجبر اللاعبين على الهروب إلى أماكن متفرقة خوفا من مضاعفات العدوان الذي أحدث جوا من الهلع في صفوف اللاعبين وأفراد الطاقم التقني والإداري والطبي. أمثلة كثيرة متعددة وصادمة تصب ضمن خانة العنف المنظم المبني على الانتقام ورد الفعل وتصفية الحسابات، ولم يعد الأمر مقتصرا على كرة القدم، بل امتد إلى كرتي السلة والطائرة، مما لا يدع مجالا للشك أننا أمام ظاهرة العنف كسلوك عدواني منظم تعدى الملاعب الرياضية ليصل المنشئات العامة والممتلكات الخاصة الخاصة، والاعتداء على الأفراد والمجموعات بالطرق السيارة خارج المدار الحضري. إنه منحى خطير وتطور ينذر بالكارثة الحقيقية، في وقت ما يزال التعامل العام والرسمي والأمني والإعلامي مع هذا الشغب والعنف المتزايد، قائما كظاهرة عابرة تبرز في بعض الحالات المحدودة، في حين أنها تحولت إلى واقع خطير يقتضي اتخاذ مخطط استعجالي لمواجهة تطور هذا الإجرام المنظم، والذي وصل إلى حدود العمل الإرهابي والتخريبي. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته