مخزني سابق يطعن فتاة حتى الموت بمنزله أمر قاضي التحقيق بالغرفة الثانية لدى محكمة الاستئناف بسطات، بإيداع المتهم بقتل الفتاة التي عثر عليها جثة متفحمة بمؤسسة تعليمية "وادي الذهب"، بالسجن الفلاحي عين علي مومن بسطات، وكذا إيداع خليلته وزميلها بنفس المؤسسة، فيما تم متابعة أربع أشخاص آخرين في حالة سراح. وقد تمت إحالتهم على قاضي التحقيق من طرف الوكيل العام للملك الذي التمس إجراء تحقيق في القتل العمد واستهلاك المخدرات وإخفاء معالم الجريمة والسرقة والفساد والمشاركة في الخيانة الزوجية مع المتهم الرئيسي، ومع خليلته من أجل الخيانة الزوجية وعدم التبليغ عن وقوع جناية، وزميل الخليلة بعدم التبليغ عن وقع جناية، هذا إضافة إلى متابعة كل من الحارس الليلي للحي الذي يقطن به المتهم الرئيسي بالاتجار في المخدرات، وخليلته التي تعرف عليها بالخميسات من أجل الفساد والتحريض على الفساد، والفتاة التي كانت الوسيطة بين المتهم والضحية من أجل استهلاك المخدرات والتحريض على الفساد، والشخص الذي اشترى منه هاتف الضحية بالخميسات بشراء المسروق، وسيتم التحقيق معهم تفصيليا بتاريخ 4 نونبر المقبل. لغز جثة مفحمة تعود وقائع الجريمة عندما تم اكتشاف جثة متفحمة لفتاة في عقدها الثاني، داخل أسوار المؤسسة التعليمية الابتدائية وادي الذهب، والتي تم اكتشافها، عندما كانت عناصر الوقاية المدنية تقوم بإخماد النار التي كانت مشتعلة بالجثة داخل المؤسسة، ليتم إشعار عناصر الأمن بالمدينة التي انتقلت إلى عين المكان، حيث تم إجراء معاينة لمسرح الجريمة ومسحه، ليتم نقل الجثة إلى مستودع الأموات بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بسطات من أجل التشريح، وقامت بفتح تحقيق في الموضوع. أولى خيوط فك لغز الجريمة استنادا إلى مصادر مطلعة، فقد تقدم أحد الأشخاص الى مصالح الأمن، وأفاد أنه أشعر من طرف مكتري المراب بمنزله، أن "المخازني" السابق الذي يكتري منه "السدة" قد جمع أمتعته وغادر المنزل صباح اليوم الذي اكتشفت فيه الجثة وترك باب المنزل مفتوحا، كما ترك بعض أغراضه وبعض الملابس النسائية، وأنه كان يقطن بهذه "السدة" رفقة خليلته. معلومات جعلت عناصر الأمن تنتقل إلى "السدة" و تنجز معاينة علمية عليها، إلا أن النتيجة ظلت سلبية. لكن ذلك لم يثبط عزيمة عناصر الأمن و استمروا في تتبع خيطهم الرئيسي نحو فك اللغز، فتم التوصل إلى خليلة المتهم التي جاء ذكرها على لسان صاحب المنزل الذي يكتري المتهم منه "السدة"، والتي تم الاعتقاد في البداية أنها الضحية، لكن تبين أنها مازالت حية ترزق. معلومة ثانية سيتوصل بها رجال الأمن ستؤكد بأن التحقيقات في طريقها الصحيح، إذ أفاد أحد الأشخاص بأنه أخبر من طرف بعض الجيران أنه سمع ليلة ارتكاب الفعل الإجرامي صوت صراخ فتاة سرعان ما اختفى وبصفة نهائية، كما أفاد أنه علم أن المتهم كان يبحث عن حقيبة كبيرة الحجم ودراجة هوائية، كما اشعر من طرف صاحب المرآب انه سمع رفقة قريبه صوت دوي قوي، وان قريبه شاهد المتهم يتسلل عبر الشق، وأن المتهم باع مجموعة من الأثاث الذي كان يتواجد بغرفته. تضييق دائرة البحث عن الجاني اعتمد المحقوقون على مختلف التصريحات في أبحاثهم من أجل الوصول إلى المتهم، حيث تم الاستماع إلى خليلة المتهم التي وجد المحققون بعض الأشياء التي تخصها بمسرح الجريمة، فاعترفت أنها والمتهم على علاقة غير شرعية. كما تم الاستماع إلى مكتري المرآب وقريبه، ومكتري المنزل، الذين أكدوا إفادات الشخص الذي تقدم أول الأمر بمعلومات للشرطة حول الجريمة، كما تم الاستماع إلى الحارس الليلي الذي أكد انه شاهد الجاني ينزل من سيارة أجرة من الحجم الصغير برفقة فتاة ترتدي جلبابا ليلة الثلاثاء، مضيفا، أنه بعد فترة وجيزة من دخولهما للمنزل خرج المتهم يبحث عن شاحن هاتف لم يسبق أن رآه لديه من قبل وقد عززت تصريحات الحارس الليلي من الشكوك التي تحوم حول المتهم. كما تم التوصل إلى السيدة التي كانت سبب في تعرف الضحية على المتهم، حيث أفادت أن المتهم اتصل بها هاتفيا وطلب لقائها بأحد مقاهي المدينة وبالفعل التقت به وكانت ترافقها الضحية، حيث جلسا ودخنوا بعض السجائر ليغادروا بعدها المقهى مشيا إلى حدود منزل الوسيطة التي ذهبت إلى منزلها فيما الضحية ذهبت رفقة المتهم. رحلة البحث عن الجاني بعد تحديد هويته تم تحديد هوية الجاني كاملة، وهو مخزني سابق مطرود من صفوف القوات المساعدة لسلوكه السيء، كما تم تحديد مكان إقامة أفراد أسرته بالخميسات، لتنطلق رحلة القبض عليه من قبل فرقة من الشرطة القضائية تتبعت مساره من مدينة مكناس إلى الخميسات ثم إلى طنجةفالخميسات حيث تم توقيفه بالمحطة الطرقية برفقة فتاة. اعترافات تفصيلية خلال الاستماع الى المتهم اعترف بالمنسوب إليه، حيث أكد انه تعرف على الضحية عن طريق الوسيطة، ليأخذها إلى منزله، حيث استهلكا المخدرات ومارسا الجنس، وانه بعد ذلك حضرت خليلته، التي علمت من مصدر مجهول انه يتواجد مع فتاة بالمنزل، نشب بينهما خلاف ليقوم بطردها، وبعدها نشب خلاف بينه وبين الضحية التي كانت تحاول مغادرة المنزل بحجة خوفها من انتقام خليلته، فحاول منعها وقام بتعنيفها، ليتطور الأمر بينهما إلى تبادل الضرب حيث اخذت الضحية تصرخ فقام هو بمنعها من الصراخ بوضع يده على فمها والأخرى حول رقبتها فقاومته، وعضته في أصبعه ووجهت له ركلة ليحكم قبضته حول عنقها وأخذ سكينا وطعنها مرتين حيث سقطت أرضا وظل بجانبها إلى أن لفظت أنفاسها، وقام بتغطيتها بغطاء صوفي وغادر المكان في اتجاه الحارس الليلي. محاولة طمس معالم الجريمة أخذ المتهم يفكر في طريقة للتخلص من الجثة، حيث اهتدى إلى حرقها من أجل إخفاء معالم الجريمة، حيث قام بشراء حقيبة من الحجم الكبير و كمية من البنزين، ليقوم بوضع الضحية في أغطية صوفية داخل الحقيبة وكل الملابس التي مسها الدم، محاولة منه إزالة اثر الجريمة، وفي حدود الثانية صباحا من يوم الخميس قام بإنزال الحقيبة عبر الدرج ووضعها فوق الدراجة الهوائية التي استعارها من صديقه في وقت سابق، واتجه بها نحو مكان حرقها، ليعود ويأخذ قنينة البنزين واتجه نحو المكان حيث صب البنزين على الجثة وأشعل النار وغادر المكان دون أن ينتبه إليه أحد، وذهب في اتجاه الحارس الليلي الذي ظل رفقته، حيث شاهد عناصر الوقاية المدينة وعناصر الأمن يتجهون حول المؤسسة التعليمية ليتأكد انه تم اكتشاف الجثة، ليتسلل بعدها إلى منزله وتوجه إلى إحدى المقاهي. وفي حدود التاسعة قام بجمع أغراضه واتجه نحو محطة القطار في اتجاه مدينة مكناس، ثم إلى مسقط رأسه الخميسات حيث مكث يومين ثم إلى طنجة ليتم توقيفه بعدها بالمحطة الطرقية بالخميسات عند عودته.