بظهوره الرسمي ضمن منتخب اسبانيا، أول أمس الاثنين، بمناسبة اللقاء ضد مقدونيا، برسم تصفيات كأس الأمم الأوروبية 2016، يكون اللاعب المغربي الأصل والإسباني الجنسية، قد أنهى الجدل، باختياره اللعب لمنتخب "لاروخا"، بدل "أسود الأطلس". والد اللاعب محمد الحدادي تابع رفقة عائلته الصغيرة المقابلة، حيث دخل منير كبديل في الدقيقة (77)، ليتأكد بالملموس، أن الاختيار يعود للعائلة وليس مبادرة فردية من شاب يبحث عن الأفضل، بغض النظر عن الهوية أو الانتماء أو الجذور. الحدادي الأب كان واضحا عندما صرح للصحافة بأنه طلب من ابنه الانضمام للمنتخب الذي يستدعيه الأول، مضيفا أن الدعوة جاءت من طرف المنتخب الاسباني، وهو ما استجاب له منير فورا ودون تردد... انتهى الكلام، وما حضور المباراة المنتظرة، رفقة أفراد العائلة، إلا مباركة لخطوة محسوبة، وليس استجابة لضغوط من الجانب الإسباني، أو تهاون من الجانب المغربي، مع أن مسألة التهاون حاصلة. وفي الوقت الذي اختار فيه منير الحدادي اللعب للمنتخب الإسباني الأول، خرج فوزي لقجع بتصريح مثير للاهتمام مفاده أن الحدادي سيلتحق بالمنتخب المغربي في الوقت المناسب. فعن أي وقت مناسب يتحدث رئيس الجامعة؟ فإما أنه لا يعرف القانون أو لديه معلومات مغلوطة، أو استمتع لرأي محيط جاهل للقانون؟ أو ينتظر مستجدات قد تحدث أو لا تحدث؟... حسب القانون الحالي للاتحاد الدولي لكرة القدم، فإن أي لاعب لعب للمنتخب الأول، لا يمكنه تغيير المنتخب، باللعب لدولة أخرى يحمل جنسيتها، وعليه فإن الحدادي لا يمكنه مستقبلا اللعب للمنتخب المغربي، عكس منتخبات الفئات الصغرى، حيث يمكن للاعب تغيير المنتخب، حتى ولو وصل من العمر 30 سنة، عكس القانون السابق الذي كان يحصر مسألة التغيير في 21 سنة. وتعتبر أفريقيا، أكبر متضرر من هذا القانون، وعليه فإن ممثلي القارة سيتقدمون خلال المؤتمر القادم للفيفا، بمشروع قانون يسمح للاعب بتغيير المنتخب، على غرار الفئات الصغرى، وفي حالة ما إذا حظي المشروع بالمصادقة، فإنه سيفتح الباب من جديد أمام العديد من اللاعبين، لتغيير الأجواء والعودة للممارسة على المستوى الدولي، بعد أن تم الاستغناء عنهم من طرف المنتخبات الأوروبية، بمجرد لعبهم لدقائق معدودة مع منتخبات القارة العجوز، لينتهي بعد ذلك مشوارهم الدولي. ويعتبر المغرب من بين الدول التي تضررت كثيرا من القانون الحالي، إذ حرم المنتخب الوطني من خدمات لاعبين متميزين، فضلوا اللعب لمنتخبات أوروبية. وبمجرد ورود أسماؤهم بالورقة الرسمية للمباراة، اختفوا عن الأنظار... لاعبون من أصل مغربي كثر عانوا من تبعات "سوء" الاختيار، من بينهم آدم ماهر، وعثمان بقال، وخالد بولحروز، وكلهم لعبوا للمنتخب الهولندي، كما أن المدافع يونس كابول لعب لمنتخب فرنسا، في وقت كان من الممكن أن يتحول إلى لاعب رسمي ضمن صفوف المنتخب المغربي، وقبله اختار نور الدين الجباري اللعب لمنتخب بلجيكا، ليختفي بعد ذلك عن الأنظار. ومن شأن تغيير القانون أن يفتح الباب من جديد أمام إمكانية التحاق العديد من الأسماء بالمنتخب المغربي، ومن بينها منير الحدادي الذي دخل أول تجربة دولية من بوابة المنتخب الاسباني، وبعد أشهر معدودة، سيعود لمناقشة نتائج هذه التجربة من العائلة، وقد يستغل تغيير القانون للالتحاق بالمغرب. ويومها سننتظر ردة الفعل الذي يمكن أن تصدر عن الحدادي...الأب والابن... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته