في لقاء تواصلي بالقنيطرة حول: «الوضعية السياسية الراهنة بالمغرب » نظم الفرع الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بالقنيطرة، أخيرا، لقاء تواصليا حول موضوع «الوضعية السياسية الراهنة بالمغرب» أطره محمد الأمين الصبيحي عضو المكتب السياسي للحزب ووزير الثقافة. واستهل الصبيحي مداخلته بتجديد التأكيد على الدعم المطلق للمغرب للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في بناء دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، منددا في الوقت نفسه، بالعدوان الصهيوني الذي يكرس واقع الاستيطان والعنصرية، مشيرا أيضا، إلى أن مسيرة الرباط هي تعبير قوي على تضامن المغرب بكل مكوناته مع الشعب الفلسطيني. وأوضح الوزير خلال هذا اللقاء، أن الحكومة الحالية تمكنت من تجاوز المضايقات والاستفزازات والاكراهات ومن بينها تلك المرتبطة بقرار انسحاب حزب الاستقلال من الحكومة، وما ترتب عنه من تعطيل بعض الاوراش وكذا الكلفة الزمنية الباهضة التي استغرقتها تشكيلة النسخة الثانية للحكومة. وأضاف، أن الحكومة اتخذت قرارات حكيمة فيما يخص ترشيد النفقات والتأسيس لتجويد الحكامة والتحكم في التوازنات الماكر واقتصادية ومحاربة الريع وتحقيق مكتسبات اجتماعية، تطلبت اعتمادات مالية كبرى. أما على المستوى الاقتصادي، فقد بذلت الحكومة مجهودا كبيرا وجب الاعتراف به، وإن كانت مطالبة بالمزيد من العمل. وقال بالمناسبة، إن الحكومة تحلت بالجرأة في فتح العديد من الاوراش عبر قرارات بنيوية للحفاظ على حقوق الأجيال القادمة ولجعل مصلحة البلاد فوق كل اعتبار. ومن هذا المنطلق، أكد محمد الأمين الصبيحي، على أن حزب التقدم و الاشتراكية يعتبر الهاجس الاجتماعي بمثابة الهوية الحزب بحيث ما فتئ يدافع على القضايا الاجتماعية وعن ضرورة الحفاظ على القدرة الشرائية لفئة المستضعفين، كما أشار إلى أن مشاركة الحزب في الحكومة- وهو قرار اتخذته اللجنة المركزية- جاءت لضرورة متغيرات الإصلاح موضحا، أن الحكومة ليست قائمة على تموقع إيديولوجي وإنما على برنامج إصلاحي متقدم وأن حزب التقدم والاشتراكية كمدرسة سياسية يعطي القيمة للالتزام ويؤكد بذلك التزامه الدائم هذا لبلوغ الهدف الديمقراطي الإصلاحي الحداثي. وفي هذا الإطار، شدد وزير الثقافة على كون الحصيلة المرحلية للعمل الحكومي تبقى ايجابية وهو ما «نتوقعه بالنسبة للحصيلة النهائية» على حد تعبيره. ومن جهة أخرى، أكد محمد الأمين الصبيحي أن بإمكان المغرب أن يقوم بخطوة هامة في البناء المؤسساتي عبر التجربة الجديدة للجهوية شريطة أن تنبنى على الثقة والتضامن و العمل بالمبادئ المؤسسة للجهوية المتقدمة. الجهة- يقول الوزير لابد آن تكون مؤسسة ديمقراطية تشاركية من أجل انخراط كل الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية و السياسية كما يمكنها أن تكون فضاء لتحقيق البعد الإدماجي وتعميق الديمقراطية التمثيلية. وأضاف أن الجهة تعد آلية لتحقيق التنمية لكونها تتوفر على ميزة القرب ومعرفة دقيقة بالحاجيات تؤهلها لتكون محركا اقتصاديا فاعلا وتعد أيضا وسيلة لتعبئة الطاقات الخلاقة في خدمة التنمية الوطنية باعتبارها امتدادا للسياسة الوطنية في المجالات التنموية. وختم الصبيحى عرضه بالتأكيد على أن نجاح الجهوية مرتبط بتحصين العملية الانتخابية ومراجعة القوانين والتزام السلطات العمومية وكذا انخراط الأحزاب السياسية في الدفاع عن انطلاقة حقيقية وسليمة للجهوية. اللقاء الرمضاني هذا عرف حضورا مكثفا مشكلا من مناضلي الحزب والقادمين من مختلف مناطق جهة الغرب شراردة بني حسن ومن مهتمين ومن جمعيات المجتمع المدني ومن مبدعين و فنانين و إعلاميين, وقد كان فرصة لفتح حوار صريح وعميق بين السيد الوزير والحضور حيث تمحورت المداخلات حول شتى القضايا المرتبطة بالحزب وبالسياسة الراهنة وكذا بالواقع الثقافي بالجهة.