الموت ليس نهاية غيبيات. أوهام. أضغاث أحلام. هذا ما يقال عن تجربة الإطلالة على الموت وما يجعل كل من عاشها يفضل الصمت مخافة نعته بالعته. وعندما يسمع المعني بالأمر عن تجربة مماثلة يتنفس الصعداء ويصدق نفسه أولا. هو الآن ليس بمفرده. آخرون عاشوا ما عاشه. فتأتي الطمأنينة. ليس وحده من غادر جسده وأطل عليه من عل. ليس وحده من انساب داخل نفق مظلم دون أدنى جهد. وليس وحده من وصل إلى بؤرة ضوء تبدأ ضئيلة ثم تتسع بالتدريج. هناك اختلاف بسيط في التجارب. البعض يقابل في النفق المظلم كائنا من نور. إذا كان المقبل على الموت مسيحيا يرى في الكائن عيسى و إذا كان يهوديا يرى فيه موسى وهكذا.. هناك من يحس بهذا الكائن دون أن يلمسه هي تجربة عصية على الوصف يقول من دخل النفق. وغالبا ما يفضل العائد من الموت البقاء في النفق غير أنه يجد في طريقه حاجزا يمنعه من الاستمرار في الانزلاق في بؤرة الضوء تلك. قد يكون الحاجز شخصا أو سياجا حديديا وقد يكون مجرد إحساس يوقف الزحف النوراني . كثيرون حكوا أنهم وجدوا أنفسهم في بلاد أخرى فضاؤها المهيمن خضرة ومياه والتقوا فيها بأقارب لهم سبقوهم إلى دار البقاء. و منهم من التقى بأصدقاء له لا يزالون على قيد الحياة يشيرون لهم بالرجوع . وآخرون رأوا حياتهم تعرض عليهم في لقطات متتالية وآخرون رأوا الآتي من أيامهم وعادوا لأنهم لم ينهوا مهامهم في الحياة . المثير أن أغلب من دخلوا هذه الرحلة رفضوا أن يعودوا ولكنهم عادوا بعد أن اكتشفوا أن بقاءهم هناك غير ممكن. وبذلك تكون العودة إلى الجسد سريعة كانطلاق سهم . وعندما يستفيقون يعتريهم شعور جديد مفاده لا خوف من الموت. منهم من غير سلوكه وفلسفته السابقة في الحياة. غير أنهم يتفقون على يقين واحد هو أن الموت ليس نهاية. فئة قليلة ممن عاشوا هذه الرحلة، عادوا بقوة ذهنية تتيح لهم الاستبصار، وربما القدرة على علاج بعض الأمراض..