* تميز اليوم الوطني لهذه السنة بتنظيم ندوة دولية حول حماية حقوق الجالية في ظل الأزمة الاقتصادية، ألا تعتقدون أن مقاربة هذا الموضوع يعد بمثابة مبادرة استباقية من قبل الوزارة المكلفة الجالية المقيمة بالخارج حتى لا يتم تكرار مآسي تجربة الجيل الأول من المهاجرين خاصة المحاربين، الذين تم هضم حقوقهم بشكل فج من طرف دول المهجر؟ - الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج قامت بالعديد من المبادرات من أجل حماية حقوق المهاجرين بدول المهجر، ولها حرص شديد على هذا المستوى، وأعتبر أن إثارة قضايا الحقوق في ظل الأزمة أمر جيد، على اعتبار أن الأزمة أصابت قطاعات اقتصادية هشة تشغل بكثافة اليد العاملة المغربية المهاجرة، كالفندقة، والبناء والنقل.. ويلاحظ في إسبانيا مثلا، أن الكثير من مهاجرينا الذين كانوا مرتبطين بعقود عمل مؤقتة أصبحت حقوقهم في مهب الريح، وهذا الأمر يفرض علينا كقطاعات وزارية ومؤسسات وطنية أن نكون يقظين حتى لا تضيع حقوق جاليتنا، خاصة وأن هناك حكومات بعض دول الاستقبال لا تحترم حقوق المهاجرين. * أعلن خلال فعاليات هذه الندوة عن تشكيل نواة شبكة للدفاع عن الحقوق الأساسية للمهاجرين في بلاد المهجر، هل لدى المجلس تصور بهذا الخصوص بحيث يكون بمثابة قيمة مضافة وإغناء للمبادرة؟ - مبادرة الوزارة نثمنها، وعمل مجلس الجالية ينطلق دائما من أجل خلق أكبر عدد من الشبكات، ويمكن لي التأكيد أن المجلس والوزارة يعمل كل منهما في مجال اختصاصه، لكن هناك تكامل كبير وتشاور دائم ومستمر بينهما على مستوى مقاربة قضايا الجالية. * ترتفع العديد من الأصوات داخل أفراد الجالية المغربية بالخارج مطالبة بحقها في المشاركة السياسية، فهل شرع مجلس الجالية المغربية بالخارج باعتباره مؤسسة تندرج ضمن مهامها هذه المسألة، في بلورة رأيه الاستشاري حول الموضوع؟ - هناك أصوات تنادي بالمشاركة السياسية داخل أفراد الجالية، ومن المعلوم أن المشاركة السياسية حق يكفله الدستور المغربي، كما أن مدونة الانتخابات تمنح الحق للجالية للمشاركة والمساهمة في الانتخابات، على أساس أن يتواجدوا أثناء إجراء الاستحقاقات بالمغرب سواء خلال تقديم الترشيح أو عملية التصويت، وذلك في دائرة يكون مرتبطا بها بالولادة أو يوجد بها مقر سكنه أو مقرا لنشاطه التجاري. والنقاش الدائر حاليا يدور حول إمكانية مشاركة الجالية في الانتخابات انطلاقا من بلدان الإقامة، وهذا الأمر يطرح بعض الإشكالات اعتبارا لكونه موضوع يتسم بحساسية شديدة، والمجلس في هذا الصدد يدرس جميع وجهات النظر المطروحة، وسيعمل على بلورة رأي استشاري يخدم مصلحة الجالية ومصلحة المغرب في ذات الوقت، وسيرفعه في حينه إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس. * خلال التدخل الذي ألقيتموه في الندوة الدولية المنظمة بمناسبة اليوم الوطني للمهاجر، وجهتم ما يشبه عتابا أو انتقادا شديد اللهجة، إلى النسيج الجمعوي المغربي ببلاد المهجر بخصوص حالة التشرذم التي يعرفها، فهل لدى المجلس تصور حول هيكلة هذا النسيج الجمعوي؟ - نسجل أن هناك نسيج جمعوي غني لمغاربة المهجر لكنه يعرف حالة تشرذم شديد ولا يمتلك ثقافة العمل المشترك، وهذا الأمر يجعله يبدو ضعيفا وغير فاعل. لذا أكدت خلال تدخلي أنه أصبح من الضروري إعادة هيكلة النسيج الجمعوي في المهجر والرقي به حتى يتمكن من فرض وجوده وحضوره ويتمكن بذلك من الدفاع عن حقوق ومكتسبات الجالية والمصالح المغربية بالخارج.