ذكريات عن أسماء كبيرة عن الصداقة والزمن الجميل جريدة بيان اليوم تفتح أوراقا من ذاكرة فنان كبير، يعتبر من الرواد الأوائل والمؤسسين للمشهد الغنائي في المغرب، أمثال عبد القادر الراشدي، أحمد البيضاوي، المعطي بنقاسم، وغيرهم ... في هذا اللقاء مع الفنان عبد الواحد التطواني، الذي غاب عن الساحة الفنية وأضواءها لسنوات قبل أن يعود مرة أخرى بداية الألفية الثانية، حبا في الفن وفي الأغنية المغربية، اختارت جريدة بيان اليوم تتتبع مساره الفني الذي يؤرخ لزمن الأغنية الجميل لزمن مغربي آخر ولمسار فني امتد لما يزيد عن نصف قرن من الزمن عن طريق والدي تعرفت على أحد أهرامات الموسيقى الأندلسية بالمغرب إنه الراحل سيدي محمد الجعايدي كثيرا ما كان والدي يقوم بدعوته لبيتنا فوالدي حافظ على تقليده أن يكون في بيتنا كل يوم بالأسبوع مجموعة من الأصدقاء وبالطبع أصدقائي الذين أصبحوا يحبون والدي منهم الفنان أحمد الغرباوي المعطي بنقاسم اسماعيل أحمد عبد الله عصامي العربي الكوكبي عمر الطنطاوي محمد بنموسى محمد بركام صاحب الأغنية الشهيرة الزردة وأخيه العازف بالجوق الوطني الهادي بركام وبعض العازفين الحبيب الشراف أحمد ميسور سيدي محمد كرم سلام الحجوي، الطاهر الرابولي وغيرهم، فوالدي رحمه الله كانت هوايته هي الموسيقى ويمتلك صوتا جميلا ويتقن المواويل الأندلسية والطبوع المغربية، وعازفا ممتازا على الة الإيقاع، وكان من خلال هذه الأمسية يمارس هوايته الموسيقية عزفا وغناء، أحب والدي صديقه الجديد سيدي محمد الجعايدي كثيرا فقد كان الرجل يتميز بخصال رائعة من صراحة وأدب وثقافة حافظ لجميع النوبات الموسيقية، وأيضا رجلا خفيف الظل ودائما يرتدي الجلباب المغربي، تحت هذا الجلباب يمكن أن تجد أي شيء تريده من السجائر إلى الملح والكامون إلى علبة السردين كان هذا الرجل تحفة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وكأنك أمام دكان متحرك، وكان رحمه الله يحظى بعناية واحترام كبير من الملك الراحل الحسن الثاني، وكثيرا ما أخذني معه الى بعض الحفلات وكان رحمه الله إذا بدأ صنعة من صنائع الموسيقى الأندلسية فإنه يقوم بعزفها مع فرقته المكونة من شيوخ كبار في السن وكما يقال في مصطلح الموسيقى الأندلسية على « الكراط « وقد تدوم هذه الوصلة الأندلسية لأزيد من ساعة ونصف او أكثر فلا يبقى من يردد الأشعار والأزجال إلا سيدي محمد الجعايدي والباقي فقط يصاحبونه موسيقيا أما المضحك أنه إذا أخطأ أحد من المنشدين في جملة موسيقية أو قام بنشاز وكان بجانب سيدي محمد الجعايدي فمصيره أن يضرب بقوس كمانه على رأسه وأمام الحضور كل هذه الأشياء كانت ولازالت تترك داخلي أثرا طيبا ومشاعر جميلة يصعب نسيانها ومنها أن ذات مرة قدم الفنان المعطي بنقاسم إلى بيتي يريد بعجالة يريد عودي لأنه نسي عوده وبيتي قريب من بيت أحد الأصدقاء الذي يجالسهم المعطي وبالطبع لا يمكنني رفض طلب « خاي المعطي « فالرجل سبقني للحرفة كما يقال نجم من نجوم ذالك الزمان وأيضا فهو الصديق الحميم، المهم أعطيته عودي وذهب وغاب عن عيني أياما، وذات يوم تواجدت عند أحد الأصدقاء وطلب مني الغناء فقلت كيف يمكنني الغناء وليس معي الة موسيقية فأجابني صديقي : «راه عندي العود ديال المعطي نساه هنا اخر مرة، أجبت حسنا، لكن حين قدم بالعود قلت له، بأن هذه الآلة تعود لي عزفت وغنيت وأخذت معي التي الموسيقية فلا رب البيت قال لي : لا يمكنني أن أعطيك هذه الآلة، حتى يرجعها لك المعطي، ولا أنا استأت من أن خاي المعطي لم يرجع لي التي الموسيقية، ولا المعطي قال لي هل أخذت عودك من الصديق المشترك. في الحلقة القادمة: من ملاهي مكناس إلى الجوق الجهوي للإذاعة بطنجة