قتل أول أمس الثلاثاء العشرات معظمهم من المدنيين في قصف الطيران العراقي لأحياء في بيجي بمحافظة صلاح الدين ومدينة الرطبة بمحافظة الأنبار، إضافة إلى غارات يعتقد أن طائرات سورية نفذتها على تلعفر والقائم، وفي الأثناء قتل رئيس مجلس مدينة كركوك بهجوم مسلح. وقالت مصادر طبية في مستشفى مدينة بيجي إن 26 شخصا قتلوا وأصيب 18 في قصف شنته مروحيات على أحياء في المدينة. وأضافت المصادر أن من بين القتلى ثمانيَ نساء وستة أطفال. وتأتي هذه التطورات بعد سيطرة مسلحين في بيجي على مصفاة النفط. وقال مراسلو وكالات الأنباء إن القوات العراقية لا وجود لها إلا في مبنى واحد. وأكد المراسلون أن الدخان المتصاعد هو من جراء قصف الطائرات العراقية للمصفاة وأن المسلحين تجنبوا تفجير الموقع خوفا من كارثة بيئية تؤثر على السكان. وفي محافظة الأنبار، سقط نحو سبعين من المدنيين قتلى وجرحى في غارات جوية على مدينة الرطبة. وبث على الإنترنت تسجيل يظهر آثار القصف، الذي استهدف مستودعا ومحطة للوقود وأهدافا أخرى في المدينة، وأدى أيضا إلى تدمير عدد كبير من السيارات. وكان المسلحون سيطروا على الرطبة قبل يومين. وفي تلعفر الواقعة شمال بغداد أصيب عدد من المدنيين في قصف لطائرتين قيل إنهما قدمتا من الجانب السوري على حي حسن كوي بالمدينة. من جهة أخرى أفادت مصادر طبية عراقية وشهود عيان بمقتل 17 شخصا وإصابة 40 آخرين في قصف من طائرة يعتقد أنها سورية ببلدة القائم قرب الحدود السورية. وفي تطور آخر، اغتال مسلحون مجهولون رئيس مجلس مدينة كركوك منير القافلي بعد إطلاق النار على سيارته وسط المدينة. وقال ضابط في شرطة كركوك إن الهجوم وقع لدى مرور القافلي في الجانب الشرقي من المدينة، عندما استوقفه مسلحون وأطلقوا الرصاص عليه قبل فرارهم. في المقابل، احتفى عشرات من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في بلدة سليمان بيك التابعة لمحافظة صلاح الدين بصدهم هجوما شنته قوات حكومية عراقية الليلة الماضية في بلدة العظيم شمال شرق بغداد. ويقول التنظيم إن عناصره كبدت القوات العراقية والمليشيات المرافقة لها خسائر كبيرة في المعدات. وعلى الحدود الأردنيةالعراقية، قال مراسلو وكالات الأنباء إن قوات الحكومة العراقية لا تزال تسيطر على المعبر الحدودي مع الأردن، لكنه أشار إلى أن المسلحين يسيطرون على نقطة العبور التي تسبقها داخل العراق. وبدت الحركة محدودة بين الأردنوالعراق على معبر الكرامة الأردني شرق البلاد. وقد دفع الجيش الأردني بتعزيزات عسكرية على الحدود مع العراق خوفا من تسلل مسلحين إلى الجانب الأردني. وبعد تعرض مناطق السعدية والمقدادية وجلولاء في محافظة ديالى لقصف مدفعي وبقذائف الهاون، وتصاعد وتيرة المعارك بين مسلحي العشائر وقوات الأمن مدعومة بالمليشيات، اضطرت أسر كثيرة إلى ترك منازلها في تلك المناطق بحثا عن ملاذ آمن. وقد استقر بعض النازحين في قرية الإصلاح التابعة لجلولاء إداريا، والخاضعة أمنيا للقوات الكردية حيث اتخذت عدة أسر من معامل الإسمنت سكنا لها، بينما أوت عائلات أخرى إلى المدارس والجدران الطينية للإقامة فيها بانتظار أن تنفرج الأوضاع. ويعاني النازحون ولا سيما الأطفال نقصا في أبسط مقومات الحياة، خصوصا الماء الصالح للشرب. يشار إلى أن مسلحين من العشائر ومعهم عناصر من «تنظيم الدولة» سيطروا الأسبوعين الماضيين على أجزاء من شمالي العراق وغربيه وشرقيه، منها مدن رئيسية مثل الموصل وتكريت، ومعابر مع سورياوالأردن.