أعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في موريتانيا،عشية أول أمس الأحد، عن إعادة انتخاب الرئيس محمد ولد عبد العزيز لولاية ثانية، وذلك إثر فوزه في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت، السبت، بنسبة 81.89 في المائة. وحصل الرئيس ولد عبد العزيز على 577 ألف و 995 صوتا من أصل 705 ألف و 788 المعبر عنها، فيما حل في المركز الثاني الناشط الحقوقي بيرام ولد الداه ولد عبيد ،رئيس مبادرة الحركة الانعتاقية « إيرا « المناهضة للرق بحصوله على 610 الف و 218 من أصوات الناخبين (67ر8 بالمائة ) . أما المرتبة الثالثة فكانت من نصيب المرشح بيجل ولد هميد ،رئيس حزب الوئام الديمقراطي الاجتماعي الذي أحرز على 31 ألف 773 صوتا ( 4.5 بالمائة ) متقدما بفارق ضئل عن إبراهيما مختار صار، رئيس حزب التحالف من أجل العدالة والديمقراطية -حركة التجديد- الذي حقق نسبة 4.44 في المائة أي ما يعادل 31 الف 368 من الأصوات. وحلت في المرتبة الخامسة والأخيرة مريم منت مولاي إدريس « مستقلة» برصيد 3434 صوتا ( 0.49 بالمائة). وقاطعت المعارضة الموريتانية الانتخابات، بينما قالت تقارير من العاصمة الموريتانية نواكشوط إن نسبة المشاركة في الانتخابات أكثر من 52 %، ووصفت المعارضة النسبة بأنها «نجاح تام» لدعوتها إلى المقاطعة. ودُعي أكثر من 1.3 مليون ناخب موريتاني مسجل إلى التصويت، وبدأ الفرز مباشرة بعد إغلاق مكاتب الاقتراع، ويتوقع صدور النتائج الأولية الاثنين كحد أقصى. وكانت جماعات المعارضة الموريتانية قاطعت الانتخابات البرلمانية في العام الماضي، قائلة إن المنظمين منحازون، وإن العملية تشوبها تجاوزات. وفي أبريل الماضي، فشلت المحادثات التي كانت تهدف إلى إقناعهم بالمشاركة في انتخابات اليوم، الأمر الذي ترك ولد عبد العزيز من دون منافسين يعتد بهم. وقال ولد عبد العزيز، وهو قائد سابق للحرس الرئاسي، إن الجميع يرون أن أحزاب المعارضة هي كيانات خاوية، ولم يعد لها أي دور سياسي، وهو ما يعكس مستوى قياداتها. ويقول محللون إن التحدي الرئيس أمام ولد عبد العزيز سيكون في إقناع عدد كافٍ من الناخبين بالمشاركة في التصويت ومنحه تفويضًا قويًا. يشار إلى أن ولد عبد العزيز، يتولى رئاسة البلاد منذ غشت العام 2008، حيث قاد انقلابًا عسكريًا ضد الرئيس السابق سيدي ولد الشيخ عبد الله أول رئيس ديموقراطي منتخب. وفاز ولد عبدالعزيز في الانتخابات الرئاسية، التي نظمت يوم 18 يوليو (تموز) 2009، بفترة رئاسية مدتها خمس سنوات في انتخابات تعرّضت لانتقادات شديدة من زعماء المعارضة، ولا يزال بعضهم يرفض الاعتراف بشرعيته. ومنذ توليه الرئاسة، فإن ولد عبد العزيز صار حليفًا رئيسًا للغرب في المعركة ضد الإسلاميين المرتبطين بتنظيم القاعدة في غرب أفريقيا، وسرعان ما تعاملت الدول الغربية مع الجيش الموريتاني، الذي تبنى موقفًا قويًا من الجماعات الإسلامية في موريتانيا وفي مالي المجاورة. وأرسل ولد عبد العزيز جيشه، الذي يعد واحدًا من أكثر الجيوش كفاءة في غرب أفريقيا، لتوجيه ضربات عسكرية لقواعد الإسلاميين في مالي في عامي 2010 و2011.