اختتمت أمس الأحد بمدينة سانتا كروز (شرق بوليفيا)، أشغال قمة استثنائية لمجموعة ال77زائد الصين بمشاركة وفد مغربي برئاسة وزير السكنى وسياسة المدينة، نبيل بنعبد الله. وتميزت الجلسة الافتتاحية للقمة التي انطلقت مساء أمس السبت، تحت شعار «إحداث نظام دولي جديد» تخليدا للذكرى الخمسين لإنشاء المجموعة، والتي يترأسها الرئيس البوليفي، إيبو موراليس، بإلقاء الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، كلمة دعا فيها إلى التعاون بين دول الشمال والجنوب من أجل إعداد «أجندة عالمية» جديدة للتنمية المستدامة من أجل القضاء على الفقر والحفاظ على كوكب الأرض. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أن قمة سانتا كروز، التي شارك فيها عدد من رؤساء الدول وممثلو أزيد من 130 بلدا عضوا في المجموعة، تتيح فرصة «تاريخية» لبلدان الشمال والجنوب من أجل تجاوز خلافاتها واعتماد «أجندة حقيقية للتنمية على الصعيد العالمي»، مؤكدا على أهمية مساهمة مجموعة ال77زائد الصين في استتباب السلام والأمن في العالم. كما شدد بان كي مون على ضرورة «مواجهة تغير المناخ والاستخدام غير المستدام للموارد الطبيعية». وقال»إن معالجة محنة الآلاف من الفقراء ووضعية كوكبنا تتوقف على نجاح عملنا». وتضمن جدول أعمال هذه القمة، التي استمرت يومين، عدة محاور تتناول على الخصوص القضاء على الفقر، والتعاون جنوب-جنوب وتغير المناخ، والأمن الغذائي. و توجت هذه القمة بصدور ببيان ختامي تناول بالأساس أهداف ألفية الأممالمتحدة لما بعد 2015 وخاصة ما يرتبط منها بالحد من الفقر المدقع ووفيات الأطفال والولوج إلى التربية والمساواة بين الجنسين والتنمية المستدامة. يذكر أن مجموعة ال77 زائد الصين أنشئت في 15 يونيو 1964 بجنيف إثر بيان مشترك اعتمدته 77 دولة سائرة في طريق النمو، وشاركت في أشغال الدورة الأولى لمنظمة الأمم المتحد للتجارة والتنمية. وتضم المجموعة حاليا 133 بلدا. وتعد هذه المجموعة، آلية للتنسيق والتضامن بين أعضائها من أجل الدفاع عن مصالحهم المشتركة وتعزيز قدراتهم التفاوضية حول القضايا الاقتصادية التي تتم معالجتها في إطار منظومة الأممالمتحدة. وباعتباره عضوا في هذه المجموعة منذ إنشائها، حرص المغرب دوما على نسج علاقات وثيقة مع دول الجنوب ومناصرة ودعم قضية التنمية بهذه البلدان. وفي هذا الإطار ترأس قمة مجموعة ال77 زائد الصين سنة 2003 واستضاف اجتماعا وزاريا رفيع المستوى في دجنبر من نفس السنة بمراكش. ************* بنعبدالله: دول الجنوب مطالبة بابتكار صيغ جديدة لتطوير التعاون المشترك أكد محمد نبيل بنعبد الله وزير السكنى وسياسة المدينة، أول أمس السبت بسانتا كروز، حرص المغرب وسعيه المتواصل، تحت التوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس، من أجل تفعيل أواصر التعاون جنوب- جنوب والارتقاء به إلى مستوى التطلعات، وذلك من خلال إقامة شراكات بناءة ومثمرة، وتعزيز آليات التعاون المستدام. ودعا بنعبد الله، في الكلمة التي ألقاها خلال افتتاح المؤتمر الاستثنائي لمجموعة 77 زائد الصين، إلى تعبئة الجهود وتكثيف المساعي من أجل بلورة رؤية مشتركة وشراكة عالمية قوية على أساس مقاربة مندمجة ومتماسكة ومنسقة، على المستويين الدولي والجهوي، تندرج في إطار تحقيق التنمية المستدامة وإرساء حكامة عالمية جديدة، لتلبية الطموحات المشروعة للشعوب، ووضع الأسس الراسخة لتحقيق السلم والازدهار. ومثل نبيل بنعبد الله المغرب في هذه القمة التي انعقدت خلال اليومين الماضيين (14-15 يونيو بالعاصمة البوليفية سانتا كروز)، بحضور رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية للدول الأعضاء في مجموعة 77 زائد الصين. وكانت دولة بوليفيا التي تترأس المجموعة قد اتخذت مبادرة الدعوة إلى عقد هذا المؤتمر الاستثنائي للاحتفال بالذكرى الخمسين لإنشاء المجموعة المحدثة في 15 يونيو 1964 بجنيف. وذكر بنعبد الله في كلمته أن المغرب ناضل دوما، في إطار منظومة الأممالمتحدة، من أجل بناء عالم يقوم على أساس العدل والإنصاف والمساواة والتضامن، في إطار الاحترام الكامل لسيادة الدول والقيم الكونية، خاصة تعزيز السلم والأمن والعدالة وحقوق الإنسان والرفاه الاجتماعي وتحسين ظروف عيش السكان. ولفت الوزير إلى أنه على الرغم من الجهود المبذولة فإن ساكنة العالم ما فتئت تواجه مخاطر دائمة جراء التهديدات العابرة للحدود من إرهاب وجريمة منظمة ونزاعات مسلحة، إضافة إلى الفقر والآثار الناتجة عن تغير المناخ والجفاف والفيضانات وغيرها من الكوارث الطبيعية. وأوضح بنعبد الله أنه في ظل العمل الذي يقوم به المجتمع الدولي لمواجهة هذه التحديات، تظل دول الجنوب معنية أساسا بآفات الفقر والإقصاء، وبمواجهة رهانات التعليم للجميع وتشغيل الشباب وتمويل برامج التنمية وخلق المناخ السليم للمقاولة وإنعاش التجارة والاستثمار، وذلك من خلال ابتكار صيغ جديدة لتطوير التعاون جنوب-جنوب الذي ما يزال، حسب الوزير، دون مستوى مؤهلات وتطلعات البلدان الأعضاء. ولتحقيق ذلك، دعا نبيل بنعبد الله إلى محورة جهود الدول الأعضاء حول خمسة أهداف أساسية، تتمثل في مأسسة وإرساء آليات تعاون مبتكرة ومستدامة، ووضع شروط تطوير التجارة والاستثمار البينيين، ودعم الاندماج الإقليمي، وتعزيز دور القطاع الخاص، ووضع استراتيجية لتعبئة الموارد المالية واستكشاف مصادر تمويل جديدة لمشاريع التعاون المشتركة. وشدد بنعبد الله على أن المغرب ما فتئ يؤكد التزامه وعزمه على إضفاء دينامية جديدة على التعاون الاقتصادي مع دول المجموعة، خاصة في فضائها العربي والإفريقي. ولا أدل على ذلك، يقول الوزير، من مشاريع التعاون المشترك التي يعمل المغرب من خلالها على تعزيز علاقاته الثنائية مع دول المنطقة، والارتقاء بها إلى مستوى شراكة حقيقية ومثمرة، وهي المشاريع التي تشمل مجالات حيوية كالصحة والتعليم والتكوين الجامعي والمهني والماء والفلاحة والأمن الغذائي والطاقة. وأعطى بنعبد الله مثالا على تجسيد هذا البعد التضامني من خلال القرار المعتمد منذ سنة 2000 بإتاحة الولوج الحر وبدون عوائق لصادرات الدول الإفريقية الأقل نموا إلى الأسواق المغربية، إضافة إلى الجهود المبذولة لتحسين الإطار القانوني لتسهيل عمليات الاندماج الجهوي والإقليمي وإبرام اتفاقيات التجارة والاستثمار، وتشجيع الشراكات ودور القطاع الخاص. وفي نفس السياق، أشار بنعبد الله إلى عمل المغرب على تعزيز التعاون في إطار التكتلات الجهوية والإقليمية، من خلال سعيه الجاد إلى تفعيل هياكل ومؤسسات اتحاد المغرب العربي، ومبادراته الحيوية في إطار تجمع دول الساحل والصحراء، وكذا في إطار تكتل الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي. كما يعمل المغرب على تمتين علاقاته مع التجمع الاقتصادي لدول غرب إفريقيا وعلى تشجيع التعاون بين دول الجنوب عموما في مجال التجارة والاستثمار.