بعد طول انتظار وترقب كبيرين، أفرج المجلس الحكومي المنعقد يوم الخميس الماضي على قرار تعيين الأستاذ أحمد بلقاضي على رأس كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر بمدينة أكادير. وكان كل المتتبعين للشأن التعليمي والجامعي بالمملكة بشكل عام وبمنطقة سوس بشكل خاص، ينتظرون هذه اللحظة بفارغ الصبر وبشغف كبير بالنظر إلى الكفاءة العليا التي أبان عنها هذا الرجل وبالنظر إلى مساره التدبيري الناجح على جميع الأصعدة والمستويات، منذ اشتغاله كنائب للعميد في الشؤون التربوية والطلابية، ولمدة خمس سنوات منذ سنة 2004، قبل أن يتحمل بعد ذلك مسؤولية نيابة العميد في البحث العلمي والتعاون بنفس الكلية إلى غضون الأسبوع، الذي ودعناه حيث وضع فيه المسؤولون المركزيون ثقة تدبير شؤون إحدى أكبر الصروح الجامعية بالمملكة، بالنظر إلى حجم الطلبة التي تحتضنها وبالنظر إلى تنوع الحساسيات اللغوية والانتماءات الإيديولوجية والفكرية التي تزخر بها هذه المؤسسة الجامعية . واعتبر المهتمون بالشأن التعليمي والجامعي بالمنطقة تكليف بالقاضي بهذه المهمة على جسامتها، إنصاف للكفاءات وتشجيع للطاقات بالنظر إلى تواصله الكبير مع الجميع وإلى جديته المعهودة وتفانيه في العمل وبالنظر أيضا للتميز الإيجابي الذي طبع مسيرته المهنية والتدبيرية، وبصمه على الأوراش الكبرى التي تخدم بشكل كبير المنظومة التربوية ببلادنا،مما حدا بالمهتمين بالشأن التربوي بمنطقة سوس بتلقيبه ب»رجل التحديات الكبرى ورجل المواقف الصعبة والتغيير الإيجابي بامتياز». هذا، وكان الأستاذ أحمد بلقاضي الذي جرى تعيينه خلال أشغال المجلس الحكومي ليوم 22 ماي الحالي قد حصل على الإجازة في الجغرافيا من جامعة محمد الخامس بالرباط سنة 1984، قبل أن ينتقل إلى فرنسا لمتابعة دراسته العليا حيث حصل سنة 1985 على دبلوم الدراسات المعمقة في «الجغرافيا» من جامعة فرانسوا رابلي بفرنسا، ثم على دكتوراه السلك الثالث في «الجغرافيا والإعداد» من نفس الجامعة سنة 1989. ليعين في نفس السنة أستاذا باحثا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير. ثم حصل على دكتوراه الدولة في «الجغرافية الاقتصادية»سنة 2002 من جامعة ابن زهر بأكادير. أما مساهماته في الدراسات وفي مشاريع للبحث فقد أغنى المسؤول الجامعي الساحة العلمية والثقافية الوطنية بالعديد من الكتب والمقالات والدراسات المنشورة بمجلات وأعمال مشتركة في ميادين متنوعة في مجال تخصصه. نذكر منها الكتب التالية: «مدينة أكادير، إعادة البناء وسياسة التعمير» (تنسيق) منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة ابن زهر أكادير، 216 صفحة. «دليل بيبليوغرافي لجنوب المغرب» أكادير 213 صفحة. «القطاع الفلاحي بسوس ماسة بين إكراهات السوق الداخلي وتحديات العولمة» 500 صفحة. «العولمة الطلابية وضعية الدول المغاربية بين الشمال والجنوب» كتاب مشترك، منشورات 404 صفحة. «المغرب الجنوبي والصحراء: التحديات البنيوية والعولمة» كتاب مشترك، منشورات 171 صفحة. «سيدي إفني وأيت باعمران: من الهامشية إلى إعادة البناء الترابي» منشورات 176 صفحة. «امحمد بن سليمان السملالي الجزولي: رائد التجديد الصوفي في مغرب القرن التاسع الهجري» منشورات 530 صفحة. «مدينة الداخلة: ميناء حدودي أو بوابة فاصلة للمغرب الجنوبي، حول دينامية مدينة صحراوية»، منشورات 207 صفحة. كلميم وواد نون: المدينة، القبيلة ومسلسل التمدين»، منشورات 194 صفحة. فهنيئا إذن للأستاذ بالقاضي على الثقة التي وضعت فيه من طرف المسؤولين على القطاع، وهنيئا لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير على تحمل أحد أطرها التواقين إلى التغيير الإيجابي لمسؤولية تدبير شؤونها.